عن دار المعرفة بالجزائر صدرت للأديب الجزائري عزالدين جلاوجي سبعة نصوص أدبية، صنفها ضمن جنس أدبي جديد هو "مسردية" والملاحظ أن الاسم نحت من اسمين اثنين هما سرد ومسرح، مما يوحي أن الجنس هجين بين المسرح والسرد، وهو ما أشار إليه صاحبه في تقديم صدر به أعماله السبعة، مؤكدا أن الكتاب الكبار منذ زمن الإغريق كانوا يكتبون نصوصهم إلى الخشبة مباشرة، حيث كانوا يمارسون إلى جانب التأليف الإخراج والتمثل أيضا، ومع مرور القرون صارت المسرحية تصدر أيضا بين دفتي كتاب مما حفظها من الضياع والزوال، كما ضاعت للأسف الشديد آلاف العروض المسرحية التي كانت ترتبط بالمشاهد في حينها ثم تختفي إلى غير رجعة. مع تطور وسائل تسجيل الصوت والصورة، تحقق حلم الاحتفاظ ببعض العروض لتشكل مادة خصبة للمتلقي في كل مستوياته، مما هيأ للدارسين المتخصصين فرص دراسة ذلك. غير أن ظهور وسائط مختلفة سرق المتلقي إلى غير رجعة، بما استطاعت أن تحققه من وسائل إغراء، جعلت المسرح منبوذا إلى حد بعيد، حيث راح يفقد معاقله وسحره، ولم يتخل عنه متلقوه فحسب، بل وحتى منتجوه أيضا، وبذلك يكون المسرح قد خسر المشاهد وهو الذي لم يكسب القراء في أي مرحلة من مراحله. في وقت راح السرد بأشكاله يزحف على الميدان ويكسب ألآلاف بل الملايين من الأنصار إلى صفه، مما فرض التفكير في إعادة الألق للنص المسرحي، فيحقق رغبة الناس في قراءته دون أن يفقد خاصية التمسرح فيه، وهذا ما حدا بنا إلى إعادة كتابة النص المسرحي ولكن بنكهة السرد فنكسب القارئ أولا ونأخذ بيديه ليعود إل خشبة المسرح دون أن نجرح كبرياء المسرح، بحيث يكون النص مهيئا أيضا للعرض على الخشبة، ويمكن أن يستفيد منه المخرج والممثل معا. مع التذكير أن هذه التجربة تختلف عما سبقها من تجارب في المسرح، والسرد معا، كما يعد هذا المصطلح "مسردية/ مسرديات" جديد أيضا. ومن العناوين التي أصدرها الكاتب: حب بين الصخور، هستيريا الدم، أحلام الغول الكبير، علما أن الأديب عزالدين جلاوجي أستاذ جامعي له إنتاج غزير ومتنوع في القصة والرواية والمسرح والنقد وأدب الأطفال.