تؤكد قابلات ان الأرقام التي تعكس عدد الوفيات أثناء الولادة سواء للأم أو الطفل لا علاقة لها بالقابلات أو بكفاءتهن وإنما لها ارتباط وثيق بالوضعية الصحية التي تكون عليها الام اثناء الولادة كالإمراض المزمنة التي تؤثر على الولادة السليمة إضافة إلى الشروط غير الصحية داخل المستشفيات والتي تؤثر بشكل أو بآخر في عملية الولادة. لطيفة مروان دعت ليلي يونسي احدى القابلات بمستشفى بن بولعيد بالبليدة وعضوة بنقابة القابلات الى تطبيق بعض الاجراءات الجديدة لتفادي الوفيات والتقليص من نسبتها وكذا تحقيق ولادات سليمة، ومن بين هذه الاجراءات التي طالبت بها الجهات الوصية منها التكوين المتواصل والمستمر للقابلات عن طريق تنظيم دورات تكوينية، خاصة ما يتعلق بلا تكوين في ''الإيكوغرافي'' باعتباره اساسي ومهم في مهنة القابلات وعليه تتوقف عملية التشخيص السليم للأم والجنين. وحسب المتحدثة، فان التكوين الجيد في مجال التصوير التلفزيوني او الايكوغرافيا يساهم في الرفع من مستوى الكفاءة لدى القابلات وتاهلهن للأداء الجيد والناجع وكذا فتح المجال للترقية في المناصب وفي تحديد الأجور بالنسبة للقابلات، ودعت في هذا الإطار إلى فتح تكوين جديد لهذه الفئة فيما يخص ''الإيكوغرافيا'' الذي لم يجسد لحد اليوم على أرض الواقع. وعليه قالت القابلة ان مطالب هذه الفئة من العاملات تتلخص اساسا في تكوينهن بدءا بالدراسة التي ستتواصل لخمس سنوات بعد البكالوريا، سنة في الجذع المشترك ثم أربع سنوات في الجامعة لتتخرج القابلة مثلها مثل طبيب الأسنان والصيدلي، على خلاف التكوين الذي برمج سابقا والذي يعتمد على شهادة البكالوريا فقط. أحكام مسبقة للحوامل تسيئ للقابلات قالت المتحدث ان المجتمع الجزائري بكل شرائحه لديه انطباع سلبي على القابلات خاصة في المستشفيات العمومية، حيث يصفوهن بأنهن مجرمات لا يشعرن بالرحمة اتجاه المريضات، وهو فعلا ما تأكدنا منه اثناء حديثنا مع سيدة سبق لها أن دخلت قسم التوليد بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا بالعاصمة عندما قالت لنا القابلات ما هن الا متعجرفات و"حقارات" على حد تعبيرها. كما أبدت السيدة الحامل تذمرها الشديد من المعاملة القاسية التي تعرضت لها في قسم التوليد بهذا المستشفى، أخريات لم يسبق لهن الحمل لكنهن سمعن الكثير عما حدث لنساء من العائلة أو الجارات أو إحدى الصديقات اللواتي توجهن للمستشفى للولادة. فالنرفزة، العصبية، الغضب، الصراخ وحتى الصفع والضرب هو ملخص المعاملة التي تلقاها النساء الوافدات على مستشفيات التوليد، أو هو السيناريو الذي تحمله النساء في أذهانهن عن معاملة القابلات للحوامل، ومنذ زمن ليس بالبعيد كانت المرأة التي سبق لها إنجاب عدد كبير من الأطفال تدخل المستشفى ودقات قلبها تتسارع لا خوفا من عملية الولادة، فحسب بل من تعنيف القابلة لها إذا علمت بعدد الأطفال الذين سبق وأن أنجبتهم، أي أن الصفة الأخرى التي تحملها القابلات هي: التدخل فيما لا يعنيهن. وأوضحت محدثتنا ان من بين المشاكل الأخرى التي تصادفها القابلة في أدائها لعملها الاتهامات القضائية التي توجه اليها في حال تسجيل وفيات أثناء الولادة لذا "كل ما نريده اليوم هو الحماية"... هذه العبارة لخصت بها القابلة مطالبهن. لتأتي خطوة المطالبة بقانون أساسي خاص بهن خطوة عملاقة في مسار الكفاح لتغيير الأوضاع المزرية، حيث وجدت القابلات أنفسهن موظفات بلا قانون يحميهن، متهمات من قبل الإدارة والمجتمع، مهددات بدخول السجن في أية لحظة، في كل هذا لا إعتبار لهن. كما تطالب ضرورة استفادتهن من تكوين نوعي جديد يتيح لهن اكتساب مهارات تقنية حديثة والانتفاع بالتكنولوجيات العصرية تماشيا مع سياسة المنظومة الصحية الجديدة. بالإضافة إلى تحديد وضع رؤية مستقبلية جديدة لتكوين القابلات خاصة فيما يتعلق بإقحامهن في مجال الولادات الخطيرة والأمراض الناجمة عن بعض وسائل منع الحمل.