اختتم، أول أمس، الملتقى الوطني حول الروائي الجزائري المتميز "الطاهر وطار" بقاعة المحاضرات بدار الثقافة هواري بومدين بسطيف الذي تواصلت أشغاله على مدار يومين كاملين، وقد عرف الملتقى حضور كوكبة من الأدباء والأساتذة والأكادميين من جامعة سطيف ومختلف جامعات الوطن الجزائري، إضافة إلى حضور مكثف من الطلبة من جامعة سطيف في تخصّص الآداب واللغات. وقد أكد المشاركون بالملتقى الذي تناول مسيرة الروائي الراحل إلى ضرورة العمل من أجل بناء ذاكرة الأسماء ساهمت في التأسيس للتاريخ الثقافي والأدبي في الجزائر، حيث أكد أستاذ من جامعة الجزائر وواحد من أصدقاء الطاهر وطار بأنه من الضروري على الجامعات الجزائرية الاهتمام أكثر للتعريف بهذه الشخصيات التي تعد جزءا من الثقافة الجزائرية وذلك من خلال حث الطلبة وتوجيههم لتقديم بحوث حول مسيراتها وأعمالها خاصة في ظل توفر كل الإمكانيات، وأوضح أن معظم الطلبة الجامعيين لا يقرؤون ما يحتم على الفاعلين في الميدان تكثيف هذا النوع من التظاهرات للتعريف بها وإضفاء ديناميكية وتوسيع رقعة القراءة وإبراز أعمال مؤسسي الثقافة الجزائرية ودراستها بالشكل المطلوب والتأمل فيها. وفي نهاية أشغال هذا الملتقى أكد الأستاذ بوديبة أن أعمال الطاهر وطار تحتوي على عديد القيم الجمالية الفنية والثقافية، التي تحتاج لمزيد من الدراسة من طرف الباحثين لأن النص الأدبي متجدد مفتوح على جميع الدراسات والقراءات، مضيفا أن الطاهر وطار هو من المؤسسين الأوائل للرواية الجزائرية، ويستحق باستمرار تثمين أعماله، وأوضح أن تثمين أعماله يعد بمثابة تثمين للأدب والإبداع الجزائري ككل. وأضاف مدير الثقافة لولاية سطيف إدريس بوذيبة أن مديرية الثقافة تحس بالارتياح والصدى الكبير لنجاح هذا الملتقى بدليل الحضور المكثف للأدباء ومن عديد الولايات من سطيف ومن الجزائر، قسنطينة، سكيكدة، أم البواقي، مستغانم، خنشلة، جيجل، تيزي وزو، ورقلة وبرج بوعريريج وكذا من دولة تونس الشقيقة التي أكدت أن الطاهر وطار كانت أعماله الأدبية موضوعا للكثير من الدراسات والأبحاث الأكاديمية والنقدية. من جهة أخرى، أكد ذات المتحدث أنه يعمل على ترسيخ وتأسيس هذا الملتقى لكي يكون منبرا خاصا لدراسة هذه الرواية الوطارية بشكل خاص والجزائرية بشكل عام، موضحا أن كل كاتب وروائي جزائري بحاجة لأن يدرس أكثر مؤكدا أن حياة الطاهر وطار المشاكسة خلقت له خصوما كثيرة من جميع الجوانب لأنه قامة أدبية تركت نصوص ذات قيمة أدبية ممتازة، وأوضح ذات المتحدث أن مديرية الثقافة تأمل بأن تقيم ملتقيات لكتاب وروائيين آخرين أمثال الطاهر وطار وكل الذين قدموا الكثير للأدب الجزائري فيما كانت أشغال هذا الملتقى فرصة لدراسة أعمال هذا الأديب والروائي الكبير الذي اتسمت مسيرته بالزخم والثراء والتنوع وحمل قيم فنية واجتماعية جديرة بالدراسة والتأمل على مدار 50 سنة كاملة، كما أن هذه التظاهرة تعد بمثابة فرصة للاحتكاك بين النخب الجامعية والفكرية وكذا الأدبية لتقديم بحوث جديدة حول أعمال الروائي الجزائري الراحل الطاهر وطار ومساهماته في التأسيس للرواية الجزائرية.