أراد المخرج رشيد بوشارب أن يضع فيلمه "طريق العدو" في مساحات مفتوحة الحدود ليعالج عدة مشاكل مثلا الرجل الذي يعود إلى الحياة عن طريق الإسلام ولكن يصطدم بالواقع وهي أن هناك قوانين بدلا من أن تحرر الإنسان تقيده. وهناك فكرة فلسفية حول الفيلم فحسب ما شوهد في هذا العمل كون انه لا توجد مدينة بل نرى بعض الأشخاص متواجدين في صحراء شاسعة فهو يحاول أن يظهر الحضارة الغربية بين تحرير الإنسان من القيود والبحث الدائم المتواصل عن السعادة. الفيلم لم يطرح جديدا في القضية نفسها التي تحكي ظاهرة "الإسلاموفوبيا" في الغرب، حيث لم يتمكن من إبراز جوهر الإسلام وهو السير على الطريق الصحيح والوصول إلى بر الأمان فلم تكن هناك أي إضافة في إظهار بطل قصة الفيلم معتنقا للإسلام. كما ظهرت عدة لقطات تتنافى مع الإسلام كمعاشرة المرأة من غير زواج والتردد على الحانات. الفيلم ركز فقط على الممثل البطل فورست ويتيكر، وسرعة في بعض التفاصيل كتعرفه بصديقته وتعلقه بها دون أن تكون هناك مشاهد توضح ذلك. يروي "طريق العدو" في عرضه الأول بقاعة الموقار أمس (117 د) قصة أمريكي من أصول إفريقية "ويليام غارنيت "، الذي بعد فترة شباب صاخبة و18 سنة قضاها في السجن، يُفرج عنه. مع اعتناقه مؤخرا الإسلام يكافح غارنيت لإعادة بناء حياته على أسس جديدة وكبح نزواته العنيفة، تساعده في هذا الكفاح إميلي سميث الضابط المكلف بإعادة تأهيله. لكن في البلدة الصغيرة حيث استقر، على حدود نيو مكسيكو، قائد شرطة المدينة بيل أجاتى مقتنع بأن غارنيت قاتل ميؤوس من أمره وسوف يعمل كل ما بوسعه ليعود به إلى السجن مدى الحياة. التوبة بفضل العقيدة وبالنسبة لهذا الفيلم العقيدة الإسلامية كانت المحور الرئيسي الذي دار حوله الفيلم الذي كان يظهر كل مرة وليام غارنت يحاول السيطرة على أعصابه بفضل الصلاة. وبالموازاة مع ذلك يطلب منه أصدقاء سابقون وهم مهربين مخدرات الالتحاق بهم ويقتلون رفيقته لإقناعه. وهو الحادث الذي سيكشف شخصية وليام الحقيقية ويدفعه إلى التخلي عن ثوبه كمواطن ممتاز وعن دينه لقتل من ضرب رفيقته. اقتبس الفيلم من كتاب "رجلان في المدينة" للمؤلف جوزي جيوفاني قام بكتابة السيناريو رشيد بوشارب وياسمينة خضرة وأوليفيي لورال. الفيلم إنتاج مشترك للوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، ممثل الجانب الجزائري، وتيساليت للإنتاج (جون برييا) وباتي سينما (جيروم سييدو). وتجدر الإشارة إلى أن الفيلم لقي نقدا لاذعا في مهرجان برلين السينمائي وقال بعض النقاد أن اختيار الأبطال لم يكن موفقا خاصة لما ظهرت الممثلة "برندا بليتين" زائدة في الوزن عن الدور الذي قدمته كمحققة، وحتى ملابس ويتكر لم تكن مناسبة للمرحلة ولا لطبيعة شخصيته في الفيلم، كما أن قصة حبه مع "دولوريس" لم تكن منطقية ولم تتطور بشكل درامي محكم.