الآن وقد أخذت الحملة مجراها، جرفت من جرفت، ونجا منها من نجا، لنا أن نتساءل: لماذا عجز المترشحون على استمالة الناخبين او على الاقل جلبهم الى قاعاتهم التي ظلت فارغة؟ أليس للأمر علاقة بفقدان المواطن للأمل الوعود المسوقة من قبل المترشحين؟ أم ان الامر في النهاية ما هو الا تجاهل لعملية سياسية نتائجها معروفة ان على مستوى النتائج او البدائل؟. صحيح إن الوضع الاجتماعي المتردي، والتدهور الاقتصادي، وتزايد عمق الهوة بين الناس، الى درجة بروز فئة أضحت تهدد التماسك الاجتماعي جراء ثرائها الفاحش، مقابل فئة اكثر سحقا وتهميشا جراء الفقر المدقع وهي أيضا تهدد التماسك الاجتماعي، وبين الفئتين، فئة تتأرجح بين اليوم والغد، بين الصباح والمساء... في مثل هذه الظروف من الطبيعي الا يهتم الناس بالانتخابات او بتجمع رباعين وغول وبن فليس وغيرهم، من الطبيعي ألا يضيع المواطن يومه في قاعة مغلقة ليبيت على أمعاء خاوية، الوضع العام الذي تعيشه البلاد مقرف في بعض جوانبه، لكن الخوف كل الخوف ان يفشل المترشحون في اثارة المواطن وتحريضه على الانخراط في الفعل السياسي. ذلك لان التجاهل قد يؤدي الى اللامبالاة ومنه الى التخلي عن المشروع الوطني.