هدد أمس رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري بالانسحاب والإستقالة من الحركة في حالة ما إذا انساق مجلس الشورى للحركة وراء إغراءات السلطة، معتبرا نفسه رجلا ديمقراطيا ويملك حقا لن يتنازل عنه يتمثل في استدعاء المؤتمر الاستثنائي للحركة لتثبيت الخط وضمان حسن قيادته، كما أنّه لن يغير موقفه اتجاه النظام الحالي. وقال مقري "أنّ الحركة لن تستجيب لدعوات السلطة السياسية لإدماجها في سياساته بعد الانتخابات بالإغراء أو التخويف قائلا "إن القيادة الحالية التي تعمل ضمن أغلبية مريحة جدا ناضلت لسنوات طويلة داخل الحركة لكي تجسد هذا الخط، ولن يغريها شيء ولن يخيفها شيء". وأضاف "لو حدث ما ليس في الحسبان على الإطلاق وتغيرت الأغلبية داخل مجلس الشورى فسأحرك حقي الديمقراطي المؤسس في دعوة مؤتمر استثنائي وأخوض حملة كبيرة مع قواعد الحركة ، فإن لم يسعفني المؤتمر الاستثنائي فسأرضى بقضاء الله ولكن لن تجدوني في واجهة الحركة على الإطلاق لأنّني رجل حر وصاحب كلمة وقضيت حياتي كلها من أجل أن تكون الحركة الإسلامية قوة وطنية فكرية واجتماعية وسياسية قوية وذات مصداقية وذات سيادة ورائدة في المجتمع مع كل المخلصين في الوطن وقد بدأ يتحقق ذلك منذ المؤتمر الخامس". كما تعهد المتحدث على جدار صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مخاطبا مناضلي الحركة بمن فيهم ألوان وأطياف المعارضة متعهدا أمامهم بالتجرد في سياسته من كل شيء إلا مصلحة الدين والوطن، حيث أشار إلى أنّه يتعرض إغراءات من خلال المناصب التي يدودون شراءه بها، وملمحا في ذات السياق إلى أنّه يتعرض إلى نوع من التخويف والترهيب "نعاهدكم بأنّنا سنستمر في سياستنا بكل تجرد لا يحدونا إلا مصلحة الدين والوطن، ولن يغرينا منصب والذي قد عرض علينا مجددا، ولن يخيفنا ترهيب وقد تعرضنا إليه مجددا". وفي نفس السياق، قال الرجل الأوّل في حركة مجتمع السلم "أنّ مشروع المعارضة ومشروع السلطة الحالية لا يتطابقان، ولا يتفقان"، معتبرا أنّ مشروع الحركة هو العمل مع اتجاهات المعارضة ضمن ندوة الانتقال الديمقراطي والتي قال بشأنّها "أنّ السلطة السياسية سيحاول أن يستوعب الحركة بمختلف الإغراءات في القلب وعلى الأطراف، غير أنّ مشروعنا غير مشروعه وبرنامجنا غير برنامجه، فمشروعنا اليوم هو العمل مع كل أطياف المعارضة ضمن ندوة الانتقال الديمقراطي وحينما نتفق مع المعارضة سنذهب للحوار مجتمعين مع السلطة فإن قبلت التغيير والإصلاح الحقيقي الذي يرسمه كل الجزائريين فذلك الذي نريد وإلا فسنستمر في النضال بكل صبر وثبات ولن نكون أحد المستعجلَيْن" يضيف.