"من منا لم يستحضر الأوقات الجميلة التي كان يقضيها فيما مضى رفقة أصدقائه في لعبة الغمايضة" اللعبة الاكثر شعبية عند الأطفال، يبدأ أحدهم بالعد ووجهه على الحائط بينما يختبئ باقي الأطفال في أماكن مختلفة، وبعد أن ينتهي من العد يذهب للبحث عنهم، وعندما يرى أحدهم يقبض عليه ويضع يده على مكان العد، وإذا رآه اللاعب وسبقه لذات المكان العد يكون قد تغلب عليه حتى تنتهي اللعبة، ومن تم معرفة مكان اختبائه بالأول يعد وهكذا دواليك، ويختلف اسم اللعبة لطيفة مروان أيام جميلة ولعبة شيقة فقدت رونقها أمام غزو الألعاب الالكترونية التي حذر خبراء علم النفس والاجتماع، من المخاطر الكبيرة لاستمرار الأهل في تشجيع الأطفال على مشاهدة تلك البرامج والأفلام الكرتونية وشرائهم للألعاب التي تقوم على العنف، وعلى الرغم من معرفة الكثير منهم بخطورتها من قبل الترفية والتسلية، ومن هوس الأطفال برياضة المصارعة، وقيامهم بتقليد حركاتهم داخل حلبة المصارعة، لأن هذا الأمر سيجعلهم يمارسون السلوك العدواني في البيت والمدرسة والشارع .. مشيرين إلى أن التجار يستغلون هوس الأطفال بمثل هذه الرياضة ويستوردون ألعاباً تحض على العنف وتعزز لديهم الشغف باقتناء المزيد منها، فضلًا عن طباعة صور أبطال هذه الألعاب على ملابس ومستلزمات الأطفال المدرسية منها والمنزلية، لضمان تحقيق أعلى نسبة من المبيعات ،وقد ظهرت في الأسواق وفي محلات بيع ألعاب الأطفال دمى على هيئة مجسمات لأبطال المصارعة، وأحزمة بطولات المصارعة، إضافة إلى غزو صور المصارعين لحقائب المدارس و"تي شيرتات" الأطفال زيارتنا لحديقة التسلية ببن عكنون نهاية الأسبوع لم تكن من باب الصدفة، بل للوقوف عند مدى إقبال العائلات الجزائرية على مثل هذه المساحات ومرافق التسلية والترفيه، حيث فوجئنا بالعدد الهائل للأطفال الذين احتضنتهم هذه الحديقة العمومية والوحيدة على مستوى الجزائر العاصمة بالنظر لمساحتها وما توفره من ألعاب مختلفة، هم براعم صغار قدموا من مختلف الأماكن والمناطق بمعية أوليائهم تعلوهم السعادة وهم يمتطون الأحصنة ويسرحون ويمرحون بل ويقفزون هنا وهناك ويلعبون الغميضة، وسط أقرانهم من الصغار الذين فضلوا قضاء نهاية الأسبوع خارج البيت وبعيدا عن جهاز الكمبيوتر. حيث أشارت لنا إحدى السيدات أنها تكاد تجن من تصرفات ابنها الذي يكاد لا يفارقه مستغرقا وقتا مطولا في اللعب، خاصة عندما ترى أن كل هذا يحدث على حساب دراسته الذي لم يعد يولي لها اهتماما أكبر، إلى أن انتهى بها الأمر بالقول "كثيرا ما أندم على اليوم الذي فكرت فيه إهداءه له يوم نجاحه في شهادة المتوسط"..وأمثالها ليس بقليل. وبهذا تبقى بعض الألعاب الشعبية في الجزائر تقاوم رياح التكنولوجيا رغم ما يشهده العالم من تطورات واختراعات