شهدت حديقة التسلية والألعاب بساحة الكيتاني بباب الوادي خلال الأسبوع الأخير من العطلة المدرسية الشتوية، إقبالا كبيرا من طرف الأسر المتوافدة على المكان بهدف السماح لأطفالها باللعب والاستمتاع بأوقاتهم قبيل العودة إلى مقاعد الدراسة في فصل ثان، وما زاد في جمال استمتاع الأطفال بالألعاب الموجودة بالساحة الطقس المشمس الذي شهدته العاصمة الجزائر أواخر الأسبوع.. وكانت هذه الحديقة قد شكلت فضاء رحبا، وربما كانت بحكم موقعها المتميز على شاطئ الكيتاني وقربها أيضا من المجمعات السكنية وعلى مدار أيام العطلة، أكثر المواقع استقطابا لشريحة الأطفال، حيث شهدت إقبالا قياسيا للبراعم من مختلف الأعمار، خاصة في الفترات المسائية، أين كان هؤلاء الأطفال يصطفون بالعشرات أمام الشبابك لشراء تذاكر اللعب التي حدد سعرها ب20 دج للعبة وأخرى ب40 دج، وهي أثمان معقولة جدا تلائم كل المداخيل، فيما حددت المدة الزمنية لكل لعبة بحوالي ستة دقائق، وهذا حتى يتم السماح لأكبر عدد ممكن من الأطفال بالاستمتاع بكل لعبة، فيما تراوحت الألعاب بين القطار والاخطبوط والفنجان وركوب الأرجوحة والسيارات المتناطحة المحبوبة جدا لدى الأطفال، وهي اللعبة التي عرفت إقبالا مكثفا وصل حد ''تناطح'' الأطفال أنفسهم للظفر بالدخول الى ''معترك'' الميدان.. ولأن الأطفال معروفون بحبهم للمحليات مثل المكسرات وغيرها، فإن باعة شبابا وجدوا متسعا في المكان لإيواء عرباتهم والاسترزاق من وراء الأطفال، إذ تحصي الساحة ثلاث عربات لبيع الكاوكاو، وشعر البنات و''البوب كورن'' المحلى أو المملح، إضافة إلى بيع الكثير من اللعب والبالونات التي عمد أصحابها إلى نفخها وتعليقها على مدخل الساحة طبعا لجلب اهتمام الزبون الصغير. وما زاد في جمال المكان وجود حديقة التسلية هذه قبالة شاطئ البحر، حيث النسيم العليل الذي يهب على المكان من حين لآخر، ويذكر الحضور بوجوب اغتنام فرصة الجو المشمس إلى أقصى حد قبيل عودة الأمطار والجو البارد. وما عرض من خدمة ترفيهية أخرى وجود حصان بني جميل ممشوق القوام ذي شعر أسود كثيف موجه للترفيه بقضاء جولة في أرجاء الساحة، وكذلك حصانين صغيرين كثيفي الشعر من نوع ''بونيي'' جلبهما صاحبهما من استراليا، وقد وجها للأطفال الأقل من ست سنوات لإجراء جولة جميلة على ظهر الحصان الجميل.. وما كنا لنغفل الحديث عن الرسام ''هشام'' العصامي الذي اتخذ زاوية له بصدر حديقة التسلية لعرض خدماته في تلوين أوجه الأطفال بألوان مائية جميلة تخطط على وجه كل طفل ما يلائمه من رسومات. الرسام قال لنا إن تعبه في رسم ''الوجوه'' لا يقاس أمام فرحة الأطفال بتلك الألوان الجميلة على وجوههم، فيما أجمعت الأسر على أن هذه الخرجات لا تنفس فقط على الأطفال أنفسهم وإنما على أرباب الأسر كذلك من منطلق الرضا على تمضية وقت فراغ أطفالهم والاستمتاع قبيل العودة إلى المدرسة.