أكدت، أمس، الأستاذة شامي نورة المختصة في طب العيون بأن عمليات زرع الكلى والكبد والنخاع شهدت في سنة "2006" 700 حالة، مقابل 1137 سنة 2013، وبلغ عدد العمليات المنجزة خلال هذه الفترة ب 2966 حالة تبرع بالأعضاء وهو العدد الذي اعتبرته الأخصائية دون المستوى المطلوب . وقالت الأستاذة شامي خلال يوم تحسيسي قامت بها جمعية التبرع بالأعضاء "بيلوبا"، "بفوروم جريدة المجاهد" ان التبرع بالأعضاء يمكن أن تنقض حياة العديد من الأشخاص وانه رغم المجهودات المبذولة في المجال القانوني والطبي والتنظيمي يبقى النشاط المرتبط بزرع الأعضاء دون المستوى المطلوب، مشيرة إلى أنه من بين 13 ألف حالة مزمنة من الإصابة بالعجز الكلوي في مراحله النهائية نسبة واحد في المائة فقط من مجموع المصابين استفادت من عملية زرع للأعضاء. وأضافت الأستاذة أن التطور الذي شهدته عملية زرع الأعضاء ساهم في زيادة عدد المستفيدين على مستوى المستشفيات الكبرى في الجزائر، لتضيف أن البرنامج الوطني لزرع الأعضاء الذي يعتمد على المتبرعين الأحياء لا يضمن سيرورته دون ملازمته مع نشاطات نزع الأعضاء من الجثث. وفيما يتعلق بعمليات زرع القرنية أكدت المختصة أن عدد الأشخاص الذين هم في حاجة إليها يقدر ب1600 حالة في السنة، مضيفة أن القرنيات المستوردة بعيدة كل البعد عن تسوية هذا المشكل الصحي الذي يدخل في إطار مكافحة العمى. وقالت الدكتورة ان تطوير زرع الأعضاء والأنسجة بالجزائر يجب أن يكون عن طريق ترقية التبرع وتحسين ظروف عمل فرق نزع الأعضاء، مؤكدة على ضرورة المصادقة على النصوص القانونية حول موافقة الشخص على التبرع بأعضائه بعد موته لتفادي اعتراض العائلة التي غالبا ما تشكل عائقا لهذه العملية. وأكد زبوج عبدالرزاق نائب رئيس جمعية التبرع بالأعضاء "بيلوبا" أن 85 بالمائة من الشعب الجزائري يساند فكرة التبرع بالأعضاء وذلك خلال عملية سبر الآراء قامت بها الجمعية، واستهدفت هذه العملية الأولى من نوعها عينة من الجمهور العريض بولاية الجزائر العاصمة شملت 300 شخص. وأشارت العملية الى أن نسبة 85 بالمائة من العينة التي شملها الاستجواب تؤيد التبرع بالأعضاء بينما أكدت نسبة 53 بالمائة استعدادها لتسجيل اسمها في قائمة المتبرعين. وأظهرت عملية سبر الآراء أن 73 بالمائة من الأشخاص الذين شملتهم العملية على دراية بالأطر القانونية الجزائرية التي تسمح بهذا التبرع بالإضافة الى الجوانب الدينية المتعلقة بهذه العملية. كما أثبتت هذه العملية أن 83 بالمائة من الأشخاص الذين تم استجوابهم يدركون جيدا أنه يمكن التبرع بالأعضاء في الحياة وبعد الممات. ومن الجانب الديني، أكد الإمام قسول جلول أن الدين الإسلامي أمر بالمحافظة على هذا الجسم لأنه ليس ملكنا بل ملك لربنا عزوجل، ومنه فان التبرع بالأعضاء لشخص مريض ليخفف عليه الألأم فيجوز التبرع له بالأعضاء سواء من الأحياء أو من الأشخاص المتوفين، مؤكد ان المجمع الإسلامي الفقهي أجاز التبرع بالأعضاء للإنسان المسلم ولغير المسلم أيضا ولكن بشروط إذا كان هذا العضو مما تتوقف حياة المتبرع عليه، كالقلب والرأس ونحوهما، فلا يجوز التبرع به، لأن التبرع به في معنى الانتحار وإلقاء النفس في التهلكة، وهو أمر محرم شرعاً، أما العضو الذي لم يكن في نقله ضرر على صاحبه المنقول منه، وتحققت المصلحة والنفع فيه للمنقول إليه، واضطراره له، فلا حرج في التبرع به في هذه الحالة، بل هو من باب تفريج الكرب، والإحسان، والتعاون على الخير والبر. للإشارة تم انجاز أكثر من 7000 عملية زرع قرنية العين بين سنوات 2001 و2012 بالإضافة إلى 1600 قرنية اصطناعية سنويا تم استيرادها من الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد كانت أول عملية زرع للقرنية بالجزائر بالمؤسسة الاستشفائية مصطفى باشا الجامعي في سنة 1985 وعرفت هذه العملية ركودا بين سنوات 1990 و2001. وبخصوص عملية زرع الكلى فقد تم تسجيل 933 عملية بين مستشفيي البليدة ومصطفى باشا الذي أجرى أول عملية لزرع هذا العضو في سنة 1986. وبخصوص عملية زرع الكبد فقد أجرت المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في مكافحة السرطان بيار وماري كوري والمؤسسة الاستشفائية الجامعية لوهران 34 عملية منذ سنة 2003 بالإضافة إلى 1966 عملية زرع للنخاع الشوكي منذ سنة 1994.