المشير، الرئيس عبد الفتاح السيسي، اختار في أول خرجة له خارج مصر الجزائر لتكون اول مخططاته الدبلوماسية، زيارة قصيرة، معبرة، تحمل أكثر من سؤال: فلماذا اختار السيسي الجزائر رغم انها لم تنخرط بصورة مباشرة في الأزمة التي عرفتها مصر كما هو الحال بالنسبة لدول الخليج؟ في البداية يجب التنويه إلى أن مواقف الجزائر القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مهما كانت هذه المشاكل وحجمها اكسبها احترام العديد من الدول سواء تلك التي تربطها بها علاقات أخوة وصداقة او تلك التي لها علاقات دبلوماسية فقط. ومن هنا فالمشير السيسي الذي قاد انقلاب عسكري ضد حكم الاخوان، لم يواجه اي مشاكل من الجزائر، كما ان اقتراحه بادراج الاخوان في خانة الارهاب لقي رفضا من الجزائر على خلفية ان ما يجري في مصر لا يعني الجزائر، التي تقف على مسافة واحدة بين طرفي النزاع.. هذا الموقف قد يجعل الجزائر في موقع الوسيط المحتمل بين أنصار مرسي اي الإخوان والسيسي الراغب في تحقيق مصالحة قد تكون على الطريقة الجزائرية. ثانيا ان الوضع الاقتصادي الهش الذي تعانيه مصر، قد يجد السيسي له مخرجا جزئيا في الجزائر سواء لاقتراض أموال أو تزويده بالغاز . ثالثا: الجزائر البلد الوحيد في المنطقة الإفريقية والعربية التي تشهد استقرارا سياسيا ومؤسساتيا حتى وان كانت علامات الرضا ضعيفة، إلا أنها قادرة على لعب ادوار دبلوماسية كبيرة كما حدث في مالي وأيضا بين قطر والسعودية والبحرين وفي مناطق أخرى، ومنه فالسيسي يرغب في وساطة جزائرية مع بعض بلدان الخليج التي حاولت حصاره بعد الانقلاب كما هو حال قطر التي تأوي آلاف العمال المصريين. رابعا وأخيرا: المشير السيسي وهو عسكري محترف يدرك قوة الجزائر إقليميا خاصة في ظل الاضطراب الأمني في ليبيا، ومنه تكون الجزائر قادرة على مساعدة مصر في تامين حدودها وأمنها… هذه بعض أهداف زيارة السيسي… أهداف قد تؤدي إلى تحالف جديد بين الجزائر ومصر لمواجهة تحالف وتغول مجلس التعاون الخليجي.