شهد العرض الأول لفيلم الفلسطيني "عيون الحرامية" والذي أقيم ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حضوراً جماهيرياً كبيراً، حيث امتلئ المسرح الكبير لدرجة جلوس الجمهور في الطرقات، فيما حرص فريق عمل الفيلم مخرجته نجوى نجار وأبطاله خالد أبو النجا والجزائرية سعاد ماسي على التواجد وسط الجمهور. وقبيل عرض الفيلم قالت المخرجة نجوى نجار: رغم أنني مبسوطة وسعيدة جداً بتواجدي في المهرجان ومشاركتي به إلا أنني متوترة جدا من كون أول عرض للفيلم في القاهرة، فأنا من كثرة الحفاوة والاستقبال العالي اشعر وكأننا في بلدنا فلسطين مصر. وأكدت نجار خلال كلمتها أن بحوزتها كتاب مصور عن فلسطين التاريخية وأنها تهديه للمهرجان ليكون مستند على دولة تحت براثن الاحتلال. وخلال الندوة التي أعقبت الفيلم قالت نجار أن العمل يعد الأول في تاريخ السينما الفلسطينية الذي يستعين بنجم في حجم وقيمة خالد أبو النجا الذي أبدع في الدور ولم يشعر الجمهور ولو للحظة أنه ليس فلسطينياً، فقد كان أدائه مقنعاً وتقمص شخصية طارق الفلسطيني الذي يخرج من السجون الإسرائيلية ليبحث عن أسرته وابنته التي ضاعت في الاجتياح الإسرائيلي. ومن ناحيته أكد بطل الفيلم خالد أبو النجا : شعرت أنني مواطن عربي في أرض عربية، وأول شعور شعرت به وأنا في فلسطين أنني في إحدى المدن المصرية القريبة مثلاً من البحر الأحمر لدرجة أن الأسرة الفلسطينية التي استضافتني كنت أشعر أنني اعرفهم منذ زمن طويل ولكني كنت بعيد عنهم لفترة. وأشار أن عاش فترة صعبة لتعلم اللهجة الفلسطينية حتى يؤدي الدور بطريقة محترفة، خاصة أن فلسطين بها كثير من اللهجات المحلية، ليتم في النهاية الاتفاق على تقديم الدور بلهجة بيضاء تناسب أي فلسطيني. وعن اشتراك فنانين عرب في الفيلم ليؤدوا دور فلسطينيين قالت مخرجة الفيلم نجوى نجار: كان لدي رؤية في توجيه رسالة قوية للعالم أننا كعرب واحد قضيتنا واحدة وهدفنا واحد، وهذا بات واضحاً في بعض التفاصيل التي ظهرت في الفيلم كأغنية " نعناع الجنينة" لمحمد منير والتي كان يسمعها المواطنين في مقاهي نابلس، وهو نفس الحال مثلاً للأغاني الجزائرية، فهذه رسالة أننا واحد. وعن مدة تصوير الفيلم قالت مخرجة الفيلم: كان من المفترض أن تكون فترة التصوير 45 يوم ولكن مع وجود صعوبات كثيرة ومشاكل عشناها منها مثلاً ما واجهناه في دخول خالد أبو النجا للضفة الغربية، وجدول مواعيد سعاد ماسي المليء بالحفلات، بالإضافة للظروف الصعبة الموجودة في الأراضي الفلسطينية، وفي النهاية وصلنا إلى 20 يوما فقط. ومن ناحيتها أكدت بطلة الفيلم المطربة الجزائرية سعاد ماسي، أنها ليست ممثلة فهي مطربة أدت دور أحبته، رغم وجود الكثير من العروض إلا أن القضية الفلسطينية وتقديم عمل عن أهلها مشجع ومغري. وأضافت: هذه التجربة كانت صعبة أولاً لأنها كانت أول مرة تمثيل بالإضافة للتصوير في فلسطين تحت الاحتلال وتحت أصوات الرصاص والتفجيرات. وأشارت سعاد إلى أنها فخورة بالشعب الفلسطيني لأنه شجاع وأعطاها درسا في الشجاعة ألا تتراجع عن موقفها وان تعيش وتحقق أحلامها تحت أصعب الظروف.