الآن وقد انهار سعر البترول إلى ما دون الستين دولار، حري بالجميع أن يشدوا الأحزمة، فالربيع المالي قد شارف على الانقضاء، وخريف التقشف يطل برأسه علينا من كل جهة… الخبراء يقولون أن تدهور الأسعار سيستمر وليس هناك ما يؤشر على ارتفاعها في القريب العاجل، البعض يقول ان حسابات سياسية تقف وراء هذا الانهيار الحر للأسعار، والبعض الآخر يقول أن الركود الاقتصادي الدولي وراء هذا التقهقر الذي هز عرش الدول المصدرة للنفط خاصة تلك التي لا مداخيل لها سوى عائدات النفط والنفط وحده… تماما كما هو حال الجزائر التي تبني كل مشاريعها على اموال الريع البترولي، لكنها أهملت توظيف هذه الأموال في خلق ثروة منتجة خارج المحروقات… اليوم، نحن أمام امتحان، امتحان التغلب على أزمة بدأت تلوح في الأفق، لكن أيضا أمام امتحان عسير أيضا يقوم على السؤال المركزي: لماذا فشلنا في خلق تنمية وطنية شاملة وأين ذهبت الأموال التي خصصت لها؟ أين صرفت أموال الدعم الفلاحي والتجديد الريفي؟ وكيف وصلنا إلى استيراد البصل؟ أين هي القاعدة الصناعية التي حدثونا عنها؟ أين هو إنتاج الدواء؟… الأسئلة جوهرية والإجابة لا بد أن تكون واضحة ودقيقة.. لان التغلب على الأزمة ومواجهتها يستدعي معرفة أسبابها.. ومن ثمة إمكانية الحل أن لم يكن الوقت داهمنا.