لازال العديد من المواطنين يتجاهلون أهمية الفحص قبل الزواج مما يعرض أبنائهم مستقبلا لتشوهات خلقية وعاهات يكون السبب فيها عدم الكشف عن أمراض وراثية خفية للآباء قبل الزواج ويشير المختصون إلى أن الأمراض الوراثية وحدها ليست المسؤولة بل حتى الأمراض المعدية كالسل والايدز. لطيفة مروان هناك أمراض يمكن كشفها بالتحاليل ويمكن الشفاء منها مثل مرض الزهري وهناك بعض الأمراض قابلة للشفاء يمكن أن يأخذ المريض العلاج ويشفى ويمكنه الزواج دون إعلام الشريك الآخر بالإصابة ما دام قد شفي منها لأن ديننا أمر بالستر، أما عن مرض التهاب الكبد الفيروسي من صنف «ب» فيمكن للشريك الآخر أن يأخذ اللقاح فإذا كان احدهما مصاباً بها فلا توجد مشكلة ويشرح الأمر للآخر، وهذا أمر عادي وغير مخيف، وإلا فإن فتح باب الكشف الطبي قبل الزواج قد يقفل باب الزواج نفسه أكد الدكتور "جلولي عبد الحكيم" أن زواج الأقارب يضاعف من معدل الإصابة بالأمراض لاسيما الوراثية منها ، حيث قال ان احتمال الإصابة بالأمراض الخلقية عند المتزوجين من أقاربهم أعلى مقارنة بالمتزوجين من غير أقاربهم، وتزداد نسبة هذه الأمراض كلما زادت درجة القرابة، فوراثيا لدى كل إنسان بغض النظر عن عمره أو حالته الصحية حوالي 10 إلى 65 جينات معطوبة، وهذه الجينات لا تسبب مرضاً لمن يحملها لأن الإنسان دائما لديه نسخة أخرى سليمة من الجين وعند زواج طرفين لديهما نفس الجين المعطوب فإن أطفالهم قد يحصلون على جرعة مزدوجة من هذا الجين المعطوب وهنا تحدث مشكلة صحية على حسب نوع الجين المعطوب. وفي العادة تختلف أنواع الجينات المعطوبة بين شخص وآخر ويندر أن يلتقي شخصان لديهما نفس الجين المعطوب. ولكن نوع الجينات المعطوبة عادة تتشابه في الأقارب فهناك احتمال كبير أن يكون أبناء العم والعمة والخال والخالة لديهم نفس الجينات المعطوبة ولو تزوج أحدهم من الآخر فهناك خطر على ذريته أن خضوع الرجل والمرأة إلى الفحوصات الطبية التي تسبق الزواج أصبحت أمراً ضرورياً في حين يوجد بعض من الناس من ينظر إلى هذا الموضوع بنوع من التوجس ، دون أن يقدم مبررات مقنعة. فبعضهم يحجمون عن الأقدام على هذا النوع من الفحوصات بسبب الخشية من معرفة حقيقة حملهم للمرض والأخطر منه الإصابة بمرض جنسي لأن مجتمعانا لا يرحم ، ولذلك لابدّ من تعميم ثقافة الفحص الطبي بين الشباب وتشجيعهم على الإقبال لإجرائه ولابدّ أن يلتزم القائمين بالفحص على الأمانة. وأكد بعضُ الشباب المقبلين على الزواج أو الذين يمرّون بمرحلة الخطوبة، أنهم لا يفكرون بإجراء فحص طبي قبل الزواج، معتبرين أنه إجراءٌ روتيني يمكن الاستغناء عنه بكل سهولة أو عدم الاكتراث به بينما يعتزم شبان آخرون الحصول على ورقة طبية من خلال الذهاب إلى عيادات طبية وإحضار تقرير طبي يثبت أنَّ الزمر الدموية متطابقة.