قال المخرج المسرحي عمر فطموش، إنه لا يحبذ فكرة ترجمة النصوص المسرحية حرفيا، ويفضل بدل ذلك خيار الاقتباس عن الروايات العالمية، مما يتيح توليف الأحداث وإعادة صياغتها بما يتناسب وأفكار المجتمعات، مشيرا إلى أن لترجمة قوانين يجب إتباعها وأخذها بعين الاعتبار. أوضح المخرج المسرحي خلال حديث جمعه مع "الحياة العربية"، أن الاقتباس يحفظ روح النص أكثر من الترجمة التي تأتي بلغة وروح المترجم، مضيفا أن الاقتباس هو عملية إضافة للنصوص التي تعود إلى مؤلف معين، وتضمينها في نصوص جديدة، لغايات الاستشهاد بنص آخر يحمل الفكرة الجديدة التي يناقشها الكاتب. و بخصوص مشكلة نقص النصوص المسرحية يقول محدثنا "مستحيل أن يكون المسرح الجزائري في الوقت الراهن يعاني قلة النصوص المسرحية، وذلك نظرا للكم الهائل من الكتابات الأدبية والروائية التي يمكن تحويلها سريعا إلى عمل مسرحي من قبل الكتاب، لأن كل مادة مكتوبة بحسب المخرج يمكن مسرحتها وفق بنية درامية يتم تحويلها إلى عرض مسرحي يضمن الفرجة. من جانب أخر نفى محدثنا أن يكون المسرح الجزائري يتخبط في مشاكل ومعاناة تعيق تطوره، حيث قال "إن راهن المسرح يظهر بحالة جيدة، كما يعد بالكثير مستقبلا، نظرا لعراقته وتاريخه المشرق الذي تشهد عليه الأعمال المتداولة لعمالقة الفنانين الجزائريين من أمثال، الحاج عمر، رويشد، مصطفى كاتب، كلثوم، علولة، عز الدين مجوبي. . وغيرها من الأسماء"، مضيفا "أن المسرح الوطني كان وما يزال فضاءا لاحتضان الثقافة الجزائرية المتعددة النكهات، مذكرا بالعشرية السوداء التي دمّرت كل الأسس الفنية للبلد، طالبا أخذها بعين الاعتبار قبل أي انتقاد سلبي يوجّه لهذه المؤسسة وإنتاجاتها الحالية"، وقد أرجع هذا الانتعاش الذي يعرفه المسرح إلى الإرادة السياسية الحالية التي تضع في الاعتبار أهمية العناية بالمسرح الذي يعد أحد المقومات الصحية في الدولة، دعيا في الوقت ذاته إلى ضرورة تأسيس المزيد من المسارح الجهوية في مختلف ولايات الوطن حتى ينتعش أكثر، ويتقرب الفن الرابع من الجمهور، ويزيل عنه الخوف المترسب من سنوات العشرية السوداء من ارتياد المسارح وقاعات العرض السينمائية وغيرها من المرافق الثقافية والفنية. من جانب أخر أشار المخرج عمر فطموش، إلى معاناة المسارح العربية في الفترة الراهنة من مشاكل خلّفتها الأزمات السياسية التي يعيشها العالم العربي مؤخرا، والتي ألقت بظلالها على الجانب الفني ما أثر على الترويج الثقافي، مشيرا إلى أن الجزائر أصبحت محط أنظار المبدعين الذين يتمنون الانطلاق منها للتعريف بأعمالهم، وهنا يقصد تجربة المخرج العراقي ميثم السعدي "ثنائية العرض المونودرامي المزدوج" التي قدمها في الطبعة الأخيرة من المهرجان الدولي للمسرح الذي تحتضنه مدينة بجاية، قائلا "إن مخلّفات الأزمة السياسية العربية، أدت إلى مشاكل على صعيد البلدان المهمة في الترويج الثقافي والفني على غرار الكويت، اليمن، والأردن، مشيرا إلى وجوب استغلال الجزائر لهذا الوضع والاضطلاع بمهامها اتجاه هؤلاء الفنانين، ابتداء من استيعابهم ووصولا إلى تحولها لبوابة حقيقية للترويج الفني والثقافي".