عمار سعداني سبق وان اجل مؤتمر جبهة التحرير بسبب اقتراب موعد تعديل الدستور، ثم يتراجع وينصب اللجان التحضيرية للمؤتمر لان الدستور قد يطول، والسبب حسبه تعنت المعارضة التي عطلت السير الحسن للمشروع بمقاطعتها للمشاورات. نفس سعداني صاحب حزب الأغلبية سبق وصرح أن الأحزاب التي تزعم المعارضة هي موجودة فقط فوق الجرائد، يعني لا أهمية لها في المعادلة السياسية ولا وزن لها في الساحة الشعبية: هذه التناقضات تجعلنا نتساءل: كيف لمعارضة من كرطون أن تعرقل مسار تعديل الدستور؟ ألا يعني هذا إذن أن الأغلبية هي الأخرى من ورق، كيف لسلطة تدعي الثمثيلية تفشل في تمرير مشروع إصلاحي بسبب المعارضة؟. في الواقع التناقضات المفضوحة للامين العام للافلان، توحي بشيء محدد، الا وهو ان السلطة في عزلة، وهي ضعيفة وان الموالاة التي تتكئ عليها وهنت ولم تعد قادرة على إقناع احد بوجاهة أطروحات السلطة القائمة ولا بسداد رأي الموالاة التي انغمست في خطابات دعائية هي اقرب إلى الهروب من الواقع منها الى معالجة مشاكل الناس وتطلعاتهم. الدستور من حيث هو أسمى القوانين يحتاج فيما يحتاج إليه إلى مشاورات عميقة ونقاش أعمق، محصلته لا يجب ان تخرج عن التوافق، وباعتقادنا هذا غير متوفر حاليا، لذلك يبدو مشروع تعديل الدستور حاليا لا جدوى منها.