وصف رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله المشاورات المتعلقة بتعديل الدستور "بالمسرحية والمهزلة"، متهما السلطة بإفراغ الحوار حول تعديل الدستور من محتواه من خلال إطلاق مشاورات شكلية تهدف إلى تزيين صورة هذه الخطوة، لتكون نهايتها فرض التعديلات التي تريدها السلطة، ورفض جاب الله اتهامات أحزاب الموالاة بممارسة أحزاب المعارضة معارضة سلبية بالقول إننا لا نمارس معارضة الكرسي الشاغر". وأكد عبد الله جاب الله في ندوة صحافية عقدها أمس بمقر الحزب، أن جولات الحوار التي ستنطلق يوم غد في إطار المشاورات المتعلقة بتعديل الدستور لن تأتي بالجديد، وقال "السلطة كعادتها ستفرغ الحوار من محتواه"، ووصف النقاش الدائر حول أهم وثيقة وهي دستور الدولة بأنه استخفاف بإرادة الشعب وبالمشاركين، حيث قال الإصلاح الدستوري الشامل والعميق يحتاج إلى شورى حقيقية وليس الاستشارة"، لافتا إلى أن يكون القرار فيها قرار الأغلبية بعد استظهار الحجج ومقابلة الأدلة، وأضاف جاب الله الذي أعلن مقاطعته للمشاورات المتعلقة بمسودة تعديل الدستور التي يقودها مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى، ودعت إليها السلطة مختلف الأحزاب السياسية والشخصيات ومن المزمع أن يشارك فيها 36 حزبا أن هذه المشاورات لن تساهم في تكريس الديمقراطية وإنقاذ الوضع الراهن لأن السلطة -على حد تعبيره- تستشير ثم تفرض مبدأها"، وأضاف بأن السلطة دعت الأحزاب والشخصيات ومختلف الأطراف السياسية من أجل تزيين صورة هذه الإصلاحات، واصفا هذه المشاورات بأنها "مسرحية"، والدستور التوافقي مهزلة"، وعرج في تبرير ذلك على المشاورات السابقة المتعلقة بالمصالحة الوطنية، أو تلك التي قادها عبد القادر بن صالح، معتبرا أن المشاورات المتعلقة بتعديل الدستور هذه المرة لن تختلف عن سابقتها وستكون محصلة لها، والأمر المؤكد -حسبه- هو أن الجزائر تعيش الانهيار محملا النظام مسؤولية ذلك. وقال رئيس الحركة إن تعديل الدستور لا يحتاج إلى ترقيع بل إلى إصلاحات عميقة، ويتعين أن يكون تعديلا واسعا مبنيا على حوار شامل وشفاف وملزم مع كل الفاعلين السياسيين لحل الأزمة.كما نوه رئيس جبهة العدالة والتنمية بما حققته تنسيقية الانتقال الديمقراطي التي خلصت إلى قناعة أن المعارضة حان لها الوقت لتلاحمها وتحقيقها الإجماع من أجل إحداث التغيير، موضحا أن الندوة المزمع انعقادها في 10 من الشهر الداخل ستحدد آليات الانتقال الديمقراطي الصحيح، ورد جاب الله على أحزاب الموالاة التي تتهم أحزاب المعارضة خاصة المنضوين في التنسيقية بأنها تعارض من أجل المعارضة دون تقديم تصور إيجابي، حيث رد بالقول "نحن لا نمارس سياسة الكرسي الشاغر"، رافضا فكرة ممارسة المعارضة السلبية، وأضاف بأن السلطة هي التي نأت بنفسها عن مقترحات المعارضة.