رغم سرعة الحياة، وتوفر العديد من السبل للحصول على ما يريده الفرد بمنتهى السهولة ،ما لاتزال مهنة الخياطة تتحدى الصعاب و تستقطب عدد كبير من الناس ،فهناك فئة من السيدات لا يحبذن التسوق وشراء فساتين المناسبات من الأسواق ويفضلن خياطته لطيفة مروان مهنة الخياطة لا تزال حاضرة بقوة في الآونة الأخيرة بالرغم من تطور الوسائل التكنولوجية الحديثة ، ولم تعد مجرد مهنة تقليدية بل تجاوزت هذا المفهوم لتضع بعض من يحترفها في صفوف الفنانين والمبدعين، حيث ارتقت بالكثير من مصممي الأزياء من مصممين عاديين يعملون في محلات صغيرة إلى مصممين عالميين ذائعي الصيت ،وقد أصبحت مصدر رزق لبعض العائلات،وقد لاقت إقبالا متزايدا من طرف النساء اللواتي بقين متمسكات بالخياطة بدلا من شراء الألبسة الجاهزة التي لا تفي بغرضهن بالرغم من وجود النقائص وغياب التحفيزات والمساعدات من البلدية، بقيت الخياطة صامدة أمام العصرنة وحضور الألبسة بمختلف الأشكال والألوان لتبق محافظة على مكانتها وتقول نادية إحدى المحترفات في الخياطة "عادة ما تلجأ المرأة التي تحب التميز والتفرد إلى الخياطة، رغبة منها بألا ترتدي أي امرأة أخرى ما تلبسه هي"، مؤكدة أن معظم النساء، ورغم دخلهن المرتفع، يفضلن عدم اللجوء إلى الخيّاطة، بهدف التوفير ويرى عدد من الخياطين أن المرأة التي تلجأ إلى تفصيل ثيابها هي امرأة استثنائية، يهمها مظهرها كثيرا، وترغب في التميز بلمسات خاصة، فتختار القماش واللون والتصميم، وتحرص على أن لا تلبس امرأة أخرى مثلها من خلال جولة ميدانية قادت "الحياة العربية" إلى بعض النساء اللواتي احترفن الخياطة لمعرفة سر الإقبال عليها بدل شراء الألبسة الجاهزة من المحلات التي تسجل عليها ماركات ذات جودة عالية،وفي هذا الصدد حدثتنا "فتيحة" التي احترفت مهنة الخياطة منذ سن الخامسة عشر،حيث أشارت إلى أنها في البداية كانت مجرد هواية عند توقفها عن الدراسة. لكن مع مرور الوقت وفشلها في الحياة الزوجية التي انتهت بالطلاق لم تجد سبيلا للعمل لتربية ابنتها وتوفير لها متطلباتها الاجتماعية والمدرسية، فلجأت إلى الخياطة كحل وفرصة للعمل، في ظل غلاء المعيشة، والظروف الصعبة التي تواجهها وتحتم عليها العمل، مضيفة أنها من خلال هوايتها للخياطة أصبحت الفتيات تقبلن عليها للتعلم قائلة" أحب الخياطة لدرجة أنني لا أستطيع الاستغناء عنها وأريد إعطاء هذه الحرفة لابنتي مهما درست وحصلت على شهادة كمصدر رزق في وقت الحاجة" في حين أردفت "خديجة" البالغة 50 سنة أنها تمارس حرفة الخياطة منذ الصغر بالرغم من أن زوجها موظف ويدبر أمور المعيشة، إلا أنها تقوم بمساعدته في بعض الأحيان، مضيفة إلى أنها لا تملك عملا أخر غير الخياطة التي تملأ بها أوقات الفراغ أثناء مكوثها في البيت لفترة طويلة، حيث تحول امتهانها للخياطة من وسيلة لملأ الفراغ إلى مهنة وأصبحت الفتيات والنساء تقبل عليها من أجل خياطة الألبسة المختلفة وبمقاسات تليق بهن ولأنها تستعمل المجلات الخاصة بأنواع الفساتين التي تقدمها للزبونة وتعطيها حرية الاختيار لنوع ما من الفساتين وغيرها من جانبه تحدث خياط آخر يدعى احمد الموسوي "50 عاما" انه أجبر على غلق محله بعد أن تراجع بصره بسبب تركيزه طوال 30 عاما في مهنة الخياطة، وقال: "أذواق الناس اختلفت، فبعد أن كنا نفصل للوجهاء ومحبي الموضة والعمل الرصين، أصبحنا ننتظر تعديل قطعة او تقصيرها، فالوضع المادي للزبائن تحسن كثيرا وأصبح ارتداء الماركات العالمية أمرا يسيرا.. فهي أشيك وأرقى وكل حسب سعره ونوعيته، إلا أن هنالك ماركات فرنسية وتركية وإيطالية وحتى البضاعة الصينية فيها درجات لمختلف الشرائح وهي أيضا بضاعة مميزة، وشاركنا الشاب قتيبة علي " 30 عاما" رأيه واستغرب من اهتمامنا بالخياطة وقال: "بالتأكيد لا نذهب لفصال الملابس فأكثر الشباب يرتدون "الجينز" المعروف بنوعياته الممتازة وطول عمره وبالأخص البنطلون الإيطالي من نوعية كوشي أو زارا التركي.. وفي كل موسم شتوي أو صيفي تدخل نوعيات مختلفة في السوق، أي ان الموديلات تختلف بشكل يومي، حتى ان العراق الذي كان معروفا بامتيازه في خياطة البدلة الرجالية تراجع وبات من الصعب تفصيلها بسبب ارتفاع تكاليفها مقارنة ببدلات مستوردة تركية او صينية