ذبح 17 ألف حمار وتسويق 800 طن لحوم حمير سنويا صدمة كبيرة في تونس جراء تقرير رسمي تداولته وسائل إعلام مجلية وأجنبية تتحدث عن تحايل وغش في اللحوم، حيث يتم تسويق 800 طن من لحوم الحمير، منها حصة تقدم في المطاعم الشعبية المعروفة باستقطابها الواسع للسياح الأجانب وفي مقدمتهم الجزائريين والليبيين على أساس أنها لحوم غنم أو بقر. حيث فجرت فضائية "سكاي نيوز عربي" قنبة من العيار الثقيل عندما كشفت بأن تقارير رسمية أشارت لذبح 17 ألف حمار سنويا بتونس، ليكون 80% منها في العاصمة، والبقية بمناطق بنزرت وسوسة وصفاقس، ليصل معدل استهلاك تلك اللحوم إلى 800 طن سنويا. وقالت تقارير صحفية في تونس إن لحوم الحمير تلقى رواجا لرخص أثمانها مقارنة ببقية اللحوم، وتحديدا في الأحياء الشعبية الفقيرة حول العاصمة. ويبيع جزارو هذه البهائم 13 طنا من لحوم الحمير أسبوعيا للعائلات المحدودة الدخل والفقيرة، التي لا تجد غضاضة في أكل لحوم الحمير لرخصها. ويبلغ ثمن لحم الضأن 14 دينارا (عشرة دولارات)، بينما يباع لحم الحمير بخمسة دنانير (3.5 دولارات). وذكرت التقارير أن الحمير التي يشتريها الجزارون من سوق الدواب تذبح تحت إشراف "إطار طبي"، وأن مصادر طبية "لا ترى مانعا في استهلاك لحم الحمار حيث لا انعكاسات صحية له". وفي أفريل الماضي، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في تونس خبر قبض مفتشي وزارة التجارة على كميات كبيرة في العاصمة تونس في محلات بيع اللحوم الحمراء. فقد أعلنت السلطات التونسية أنه تم حجز 1700 كيلوغرام من لحوم الحمير. وقد كان وقع الخبر مزلزلاً لدى قطاعات واسعة من التونسيين، كما تحول إلى مادة للسخرية على تردي الأوضاع التي آلت إليها البلاد، في ظل تراجع سيطرة مؤسسات الدولة على الأوضاع في البلاد. ما جعل التونسيين يلجأون لأكل لحم الحمير الذي يقدم لهم من قبل المحتكرين و"مافيات الفساد" على أنه لحم بقر. وبحسب السلطات الرسمية فإن "استهلاك الخيليات (حمير وخيول) لا يتعدى نسبة صفر فاصل 2 من جملة استهلاك اللحوم والأسماك في تونس، وأن كمية بيع لحوم الخيليات لا تتجاوز 800 طن سنوياً نصفها يوجّه لحدائق الحيوانات". وتعهد وزير التجارة التونسي أنذاك، بمحاربة بيع لحوم الحمير والخيول، بتشديد الرقابة على الأسواق، في العاصمة، خاصة مع انتشار حالات النصب على المواطنين وبيعهم لحم الحمار على أنه لحم بقر، للتشابه الحاصل بينهما. وتجدر الإشارة إلى أنه توجد محلات خاصة في تونس تبيع لحوم الخيول والحمير دون سواها، وهي لا تجد إقبالاً من قبل التونسيين، غير أن تردي الأوضاع قد يكون أجبر فئات من المهمشين والفقراء على الاقبال على هذا الصنف من اللحوم. ونشرت أسبوعية "آخر خبر" المحلية تقريرا أشارت فيه إلى أن سكان العاصمة تونس يستهلكون 6 آلاف حمار سنويا خاصة في بعض المطاعم ومحلاّت الشواء.