ما إن انتشرت صور ومقاطع فيديو تظهر صحافية مجرية وهي تعتدي على اللاجئين، حتى تعالت الأصوات المطالبة بمحاكمتها وتقديمها للقضاء. ووسط المعاناة التي يمر بها اللاجئون، والتعاطف العالمي مع قضيتهم، أظهرت المقاطع والصور مصورة صحافية مجرية وهي تركل وتعرقل مهاجرين يفرون من الشرطة. وقالت أحزاب المعارضة والتحالف الديمقراطي في المجر الأربعاء إنها ستتقدّم ضد المصورة الصحافية بترا لازلو بدعوى ممارسة العنف ضد اللاجئين، وقد تتعرض لعقوبة تصل إلى 5 سنوات. وقال الناشط السوري عرفان إن هذا السلوك نادر لدى الأوروبيين الذين أظهروا تعاطفا مع محنة اللاجئين، مشيرا إلى أن الصحافية عبرت عن شخصيتها لا عن توجهات مؤسستها الإعلامية. وأضاف الناشط في تصريحات لشبكة إرم الإخبارية أن السلطات الأوروبية تبحث سبل استيعاب الأعداد الهائلة من اللاجئين، لافتا إلى أن المنظمات الحقوقية تعمل، بدورها، على تخفيف الضغوط عن اللاجئين الذين اضطروا للفرار من الصراعات الدامية في بلادهم. وفي أول رد فعل مباشر، أعلنت قناة N1TV المعروفة أيضا باسم تلفزيون نيمزيتي والمقرب من حزب جوبيك اليميني المتطرف، إنهاء عقد الصحافية من العمل لديها. وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات منددة بسلوك الصحافية، ووصفتها بنعوت قاسية، وطالبت بمحاكمتها، على نحو عاجل، كي لا تتكرر مثل هذه السلوكيات التي تتنافى مع القيم الأوروبية. وما زاد من سخط النشطاء هو أن سلوك الصحافية المجرية جاء بعد أيام قليلة من انتشار صورة الطفل السوري الغريق آلان على شواطئ تركيا، والتي غزت الإعلام العالمي وكسبت تعاطفا غير مسبوق. وعقد بعض النشطاء السوريين مقارنات بين سلوك الصحافية المجرية وسلوك بعض الصحفيات السوريات اللواتي يقمن بتغطيات صحافية وسط الجثث المتفحمة في مناطق الصراع بسوريا، دون أن ترف لهن جفن، وفق تعابير النشطاء. وأظهرت اللقطات والصور الصحافية بترا لازلو التي تعمل بقناة N1TV المجرية وهي تركل فتاة وتعرقل رجلا وهو يحمل طفله في الوقت الذي بدأ فيه مئات المهاجرين وكثير منهم من اللاجئين السوريين الفرار من الشرطة على حدود المجر الجنوبية مع صربيا. وأظهرت تغريدات التويتر أن الأطفال الذين تعرضوا للضرب والزجر والركل لا ذنب لهم في الحروب المتأججة في بلادهم، معتبرة أن الصحافية المجرية تجاوزت هذه الحقائق وانحازت إلى صفوف الطغاة ضد الضحايا.