بدأ المئات من اللاجئين السير على الأقدام من محطة ببودابست باتجاه النمسا، بينما أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون، الجمعة، استعداد بلاده لاستقبال آلاف اللاجئين السوريين، وسط تقارير جديدة عن غرق مزيد من اللاجئين قبالة سواحل ليبيا وحراك أوروبي لاستيعاب الأزمة. وذكرت وكالة رويترز أن مئات المهاجرين بدؤوا السير من محطة السكك الحديدية في شرق العاصمة المجرية بودابست، قائلين إنهم يتجهون إلى النمسا. وبدأ المهاجرون رحلة السير بعدما لم يتمكنوا من ركوب قطارات إلى النمسا عقب أن ألغت المجر رحلات القطارات من بودابست إلى غرب أوروبا، وكانت السبل قد تقطعت بالمئات أيضا في قطار بالمجر لليوم الثاني، وطالبوا بالعبور إلى ألمانيا في مواجهة مع قوات مكافحة الشغب. وقالت الشرطة المجرية في بيان إن نحو ثلاثمئة مهاجر هربوا من مخيم استقبال مجري قرب الحدود الصربية متجهين صوب طريق سريع يربط جنوب المجر بالعاصمة بودابست بعد حريق شب بالمخيم. من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون إن بلاده استقبلت حتى الآن خمسة آلاف لاجئ، وستستقبل آلافا آخرين من اللاجئين السوريين. وأكدت متحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن بريطانيا تعرض أربعة آلاف مكان للاجئين السوريين، مشيرة إلى أن هذه الأماكن ستكون مهمة بالنسبة لحياة ومستقبل أربعة آلاف شخص. ويأتي الموقف البريطاني قبل حادث غرق جديد للاجئين، حيث نقلت وكالة رويترز نقلا عن المنظمة الدولية للهجرة قولها -في تقرير- إن نحو خمسين مهاجرا لقوا حتفهم غرقا قبالة سواحل ليبيا. من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني، إنه يتعين على أوروبا إعادة كتابة قواعد اللجوء إذا أرادت الحفاظ على حرية التنقل. ويأتي ذلك قبيل الاجتماع الأوروبي على مستوى وزراء الخارجية في لكسمبورغ. وكانت كل من ألمانياوفرنسا أعلنتا الخميس مبادرة "لتنظيم استقبال اللاجئين وتوزيع منصف في أوروبا لهذه الأسر التي تفر أساسا من الحرب في سوريا". وفي موقف جديد، قالت صربيا إنها مستعدة لمناقشة حصة من المهاجرين، وتحمل العبء مع الاتحاد الأوروبي، وقالت وزيرة الداخلية نيبويسا ستيفانوفيتش إن صربيا على استعداد للحديث عن أخذ حصة من المهاجرين، وفقا لخطة الاتحاد الأوروبي. كما أعربت ستيفانوفيتش عن قلقها إزاء الآثار المحتملة للتدابير المجرية لإغلاق الحدود بشكل كامل أمام المهاجرين الذين يعبرون من صربيا اعتبارا من 15 سبتمبر الجاري. وكان رئيس وزراء المجر قد قال إن تدفق اللاجئين على أوروبا لا نهاية له، ما قد يجعل سكانها أقلية يوما ما، مشيرا إلى أنه تجب حماية الحدود وفرض قواعد الاتحاد الأوروبي في التعامل مع اللاجئين في محطة قطارات بودابست. وعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أمس، في لوكسمبورغ اجتماعا لبحث أزمة اللاجئين، بعد الصدمة التي سببتها صورة الطفل السوري "إيلان الكردي" (ثلاث سنوات) وهو ملقى على الشاطئ غريقا. وسيناقش الاجتماع مبادرة فرنساوألمانيا لمعالجة أزمة الهجرة من أجل تنظيم استقبال اللاجئين وتوزيع عادل في أوروبا للعائلات الهاربة، خاصة من الحرب في سوريا، وأعلن رئيس وزراء مقاطعة كيبيك فيليب كويار أن كيبيك على استعداد لاستقبال "مئات وحتى آلاف" منهم. من جهة أخرى، قال متحدث باسم خفر السواحل اليونانية لرويترز إن نحو مئتي مهاجر غير مسجلين كانوا يحاولون ركوب سفينة اشتبكوا مع الشرطة ومسؤولي خفر السواحل في جزيرة ليسبوس اليونانية أمس. ويستمر تدفق اللاجئين على الجزر اليونانية، وقال مراسل الجزيرة إن أكثر من ستة آلاف لاجئ -أغلبهم سوريون- يتجمعون في جزيرة كورس اليونانية، حيث يعانون هناك من غياب مراكز لجوء. من جهة أخرى، قالت الشرطة الألمانية، أمس، إن خمسة أشخاص أصيبوا في حريق شب في مبنى يؤوي لاجئين في بلدة هيبنهايم في ولاية هيسه (غرب البلاد)، دون أن يتبين بعد كيف بدأ الحريق. وشهدت ألمانيا -التي تتوقع أن يتضاعف عدد اللاجئين والمهاجرين إليها أربع مرات هذا العام إلى نحو ثمانمئة ألف- أكثر من مئة هجوم بإشعال حرائق في مواقع لإيواء اللاجئين في الأشهر القليلة الماضية.