حتّم العصر والتغييرات التي طرأت على المجتمع حدوث بعض التغيير الذي أصاب السلوكيات وحتى العادات وفيما يتعلق بالأكل فقد فقدت المائدة التي تضم كل أفراد العائلة بريقها وقيمتها لصالح الأكلات السريعة التي باتت الحل في ظل الظروف المتسارعة التي تطبع المجتمع، حيث أصبحت العائلة لا تجتمع على طاولة واحدة وتلوذ بالأكل الخفيف والسريع من أجل التغذية، وهو ما ينعكس سلبا على الصحة. مروى ر العمال والتلاميذ والمراهقين هم أولى الفئات التي تتجه نحو "السندويتش" و"البيتزا" و"الشاورما" بسبب ظروف العمل والدراسة على الرغم من الأخطار التي تتربص بصحتهم جراء تناولها فقد أثبتت الدراسات خطورتها على الصحة والنفسية إلا أن الظروف في بعض الأحيان تجبرهم عليها ولا تخيرهم فإما الأكل السريع بما يحتويه من أخطار أو حرمان النفس من الأكل طوال اليوم، فيكون اختيار أخف الضررين على حساب الصحة العامة للجسم. خبراء.. يدقون ناقوس الخطر تتعدد الظروف التي تدفع بالأفراد نحو انستهلاك الأكلات السريعة فمن ضيق الوقت إلى بعد مقر السكن إلى كثرة الإنشغالات إلا أن النتيجة واحدة هي أمراض متراكمة تنهك الصحة وتحبط النفسية خاصة على الأطفال وهو ما دفع بالأطباء وخبراء التغذية إلى دق ناقوس الخطر حول العلاقة الموجودة بين الوجبات السريعة وإصابة الأطفال بالبدانة والسكري، حيث أوضحت الدراسات الطبية الحديثة أن الوجبات السريعة التي يقبل عليها الأطفال غير صحية وتعرضهم للسمنة بسرعة، إذ يواجهون فيما بعد صعوبة في الحفاظ على وزنهم عند الكبر خصوصا وأنها وجبات تحمل قدرا كبيرا من السكريات والدهون، ومن شأنها أن تعرض الأطفال والمراهقين للكثير من المخاطر الصحية مثل أمراض القلب والمفاصل والسكري وأحيانا السرطان، كما أن السمنة قد تؤدى لانخفاض ثقة الطفل بنفسه. أضف إلى ذلك فإن المشروبات والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات قد تزيد من نسبة إصابة الطفل بتسوس الأسنان وأمراض اللثة، فهذه الوجبات والمشروبات مليئة بالسكريات وللكربوهيدرات المضرة والدهون والكولسترول، ولا تمد الطفل بأي نوع من الطاقة الإيجابية وهذا يؤثر على وصول الأوكسجين لخلايا المخ مما يؤثر سلبيا على تركيز الطفل وذاكرته. الوجبات السريعة تسبب الارهاق ما ينعكس على دراسة الطفل ونشاطاته وقد أفادت بعض الأبحاث الطبية أن عدم حصول الأطفال على العناصر الغذائية اللازمة التي تتمثل في الفيتامينات والمعادن، يصيبهم بالتعب والإرهاق مما قد يؤدى لعدم تركيزهم في المدرسة وسبب في أداءهم السيئ خلال الامتحانات، بينما تؤدي الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم كالموجودة في "الشيبس" إلى إصابة الطفل بضغط الدم العالي، ما قد يجعل هذا الأخير أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب. وكشفت الأبحاث الطبية أن هذه الوجبات من شأنها أن تؤدي إلى الإمساك و عسر الهضم نظرا لأنها تؤكل على عجل بدون مضغ جيد ولا تحتوي على الفاكهة والسلطات الغنية بالألياف الغذائية الضرورية لعمل الأمعاء وعملية الإخراج، وتزيد من مخاطر التعرض للتسمم الغذائي، فغالبا ما تفتقر محلات الأغذية إلى أماكن التخزين والتبريد والطهي اللازمة لمنع التلوث بالجراثيم المميتة. الوجبات السريعة تثبط نمو ذكاء الأطفال تناول الطفل للوجبات السريعة تصيب إدراكه بالبطء الشديد وتضعف قدرة استيعابه للأشياء، وتجعله في حالة خمول دائم وحالة كسل شديدة لأنها لا تقدم تغذية مناسبة لوظائف المخ في مرحلته العمرية اللازمة لذلك. وأكدت الدراسات أيضا أن المهارات الذهنية لدى الطفل تقل تدريجيا بعد الاعتياد على الوجبات السريعة كما تقلل نسبة الإشارات العصبية من وإلى المخ، مما يجعله في حالة من حالات الشرود المستمر وغير قادر على التركيز نهائيا. تناول الحوامل للوجبات السريعة يؤثر على الجنين العلم أثبت أن الحوامل التي يكثرن في فترة حملهن من تناول الوجبات السريعات معرضات أن يلدن أولادا معاقين ذهنيا أو مشوهين، لأن مثل هذه الوجبات تكون خالية من حمض الفوليك الذي تحتاجه الأجنة بشكل مهم لاكتمال نموهم الذهني والجسدي. كما أن هؤلاء الحوامل في حالة ولادة طفل صحيح يصبح أولادهن في حالة شراهة لأكل الوجبات السريعة ويكون كمرض وراثي، حيث سيقبلون على تناول الأطعمة السريعة وكأنهم أدمنوها.