اكتسب العمل التطوعي في المجتمع الجزائري دفعة قوية بسبب فضاءات التواصل الاجتماعي التي أعطت الفرصة لكثير من الشباب من أجل المشاركة في الأعمال التطوعية، وذلك بفضل التطور التكنلوجي الحاصل في المجتمع بصفة عامة. م ر يعتبر التطوع قلب المجتمع الذي من خلاله يتم ضخ المبادئ الإنسانية والقيم السامية التي تهدف إلى تعزيز الأمن الداخلي وتوثيق روابط الثقة والتقدير والتضامن وحس الانتماء والتمكين بين أفراد المجتمع، كذلك يساهم بدوره مساهمة كبيرة في تحسين نوعية الحياة والارتقاء بالمستوى الفكري والاجتماعي والاقتصادي لكل العاملين في مجال العمل التطوعي، ومن هنا جاء تهافت الشباب الجزائري عليه حتى لو كان في أبسط صوره، والذي وجد في شبكات التواصل الاجتماعي على غرار فايسبوك الذي يستغل في حالة عدوم توفر الوقت الكافي للذهاب إلى مقر المؤسسة أو الجمعية التي يرغب في التطوع فيها أو تواجهك صعوبات في التنقل أو ربما تعاني من إعاقات جسدية معينة تمنعك من الحركة، فالتطوع عبر الإنترنت هو الحل الأفضل، إذ لا يحتاج المتطوع لأكثر من جهاز كمبيوتر واتصال انترنت، ما أتاح لكثيرين العديد من الفرص التطوعية المتنوعة للأشخاص الذين تقل فرص العمل التطوعي في مجتمعهم و تجاوز جميع حدود الزمان و المكان. وعن الآراء التي رصدتها "الحياة العربية" حول العمل التطوعي عبر الأنترنت قال محمود "استغلال الشباب المتطوع للإنترنت ساعد المؤسسات الخيرية على أن تسوق لمن تريد أن تتواصل معهم من الشباب المتطوع أو أصحاب الخير الذين يتعاملون مع وسائل الاتصال الحديثة، وساعدها على وضع الأنشطة والخدمات التي تقدمها على موقعها الخاص على الإنترنت؛ وبالتالي أصبح من السهل أن تصل إلى المستفيدين من خلال محركات البحث المختلفة". وقالت فاطمة "وجود موقع إلكتروني لأي جهة أو مؤسسة خيرية أتاح لها عرض النماذج والأعمال الإدارية الخاصة بها على الإنترنت، بالإضافة لعرض لوائح الجمعية، وتاريخ إنشائها، واللجان المتفرعة منها، ومؤسسيها، وأعضاء مجلس الإدارة؛ مما يجعل المتبرع أو الراغب في التطوع على دراية بكل ما يريد، بالإضافة إلى التبرعات والمشروعات التي تقوم الجمعية بتنفيذها، وتخبر المتبرعين بثمار تبرعاتهم أولا بأول عن طريق شريط الأخبار الذي يتم تحديثه بشكل يومي، هذا بالإضافة إلى التواصل مع المتطوعين أو الراغبين في القيام بأعمال الخير أو التبرع عن طريق البريد الإلكتروني، والمحادثات الفورية، ومجموعات النقاش". وبررت سعاد لجوء شريحة خاصة للعمل التطوعي عن طريق الانترنت كبداية للنزول إلى الميدان بالقول "يوجد من لا يحب ممارسة العمل التطوعي على أرض الواقع لأسباب عديدة، منها: الانطواء، وعدم الرغبة أو القدرة على التعامل مع الناس، أو الانشغال، أو عدم القدرة على الخروج من البيت، كما هو حال العديد من الفتيات، أو حتى ضعف البنية الجسدية، وعدم القدرة على عمل مجهود عضلي، كبعض المرضى أو المعاقين أو كبار السن، فيكون الإنترنت وسيلة مثالية لاستغلال طاقات هؤلاء التطوعية". تحولت العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي سواء أكانت بأسماء أصحابها الشخصية أو كانت تحمل اسم جمعيات أو مؤسسات خيرية وذلك بفضل شباب طموح إلى وسيط يتكفل ينشر إعلانات المحتاجين و الراغبين في الحصول على الإعانات ليقوم فيما بعد ذوي القلوب الرحيمة بالإتصال بهم وتوفير لهم ما يحتاجون إليه دون وقوع المحتاج في حرج ومذلة وهو ما يعتبر من مزايا هذه الوسيلة، إذ أنها تحفظ ماء وجه المحتاج إلى المساعدة.