تبنى فطرة الإنسان بغض النظر على نوعه أو جنسه أو دينه على حب الخير، وفلسفة التطوع في الإسلام ينظر إليها على أنها دعوة ربانية، وليست نزوة شخصية، وتمتاز بالشمولية، بحيث لاتفرق بين الأشخاص ويغيب فيها المقابل المادي، فالعمل التطوعي هو علاج نفسي أيضا، حيث يعمد إلى إخراج المتطوع من كآبته وذلك من خلال تقديم المساعدات كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (صنائع المعروف تقي مصارع السوء). حسيبة موزاوي في إطار مساعدة المرضى وتعزيز سبل التضامن والتكافل بين أفراد المجتمع الواحد، انطلقت صباح اليوم عملية التبرع بالدم بساحة بلدية القبة بمبادرة من جمعية (دير الخير وانساه) بالتنسيق مع فريق طبي مختص والتي خصصت شاحنة خاصة مجهزة بكل المعدات اللازمة، حيث ستتواصل هذه المبادرة إلى غاية الرابع من الشهر الجاري من الساعة التاسعة صباحا إلى غاية الرابعة مساء تحت شعار (مصحف لكل متبرع)، حسب السيد (فارس نذير) عضو بالجمعية، الذي أكد أن الجمعية تطمح للوصول إلى 80 متبرعا في اليوم، مشيرا أن التبرعات التي ستجمع ستكون لصالح المستشفيات من أجل تأكيد وقفتهم الخيرية تضامنا مع المرضى، متمنيا أن يلبى نداء الجمعية وأن تعرف هذه المبادرة والتي لن تكون الأخيرة من نوعها مشاركة واسعة وتجاوبا كبيرا من قبل المواطنين. قوافل خيرية تزور المناطق المعزولة كما تم تخصيص مكان من أجل تبيين برنامج المجموعة الذي ينتظرها والتقرب من المحسنين أكثر وشرح البرنامج خاصة حملة (حس بخوك المحتاج) وتتضمن هذه الحملة الواسعة والكبيرة مساعدات وقوافل تضامنية طيلة فصل الشتاء وعلى مدار هذا الفصل البارد، حيث يتم تحضير قوافل تضامنية إلى المداشر المعزولة لجميع الولايات، وتتضمن هذه الحملة أيضا قفة شهرية لهذه العائلات المعوزة بجميع مستلزماتها، ولذا استغل السيد (فارس نذير) الفرصة ليوجه نداء عبر منبرنا إلى جميع أصحاب القلوب الرحيمة ومد يد العون لإنجاح هذه القوافل وإعطاء الدفع من أجل المواصلة قائلا باسم الجمعية (إن الله خلقنا في هذا الكون وقسم لنا الأرزاق، ميزنا بعقول وفرق الفصول، فصل نحتمل فيه الحرارة، وفصل ينسينا الهموم وفصل يذكرنا بالفقير والمحروم، رأينا فرحة الفقير بمدفأة في الخرجة الأولى للجمعية وكأننا قدمنا لهم الدنيا ومافيها، فلا الأموال تسعدهم ولا القصور طموحهم ولا حب الدنيا يفيدهم، مدفأة وغطاء يغنيهم عن كل ما من شأنه أن يغريهم، فلنكن معا لنجاح حملة مدفأة وغطاء لكل بيت في برد الشتاء)، بالإضافة إلى الحملات الأخرى والمتمثلة في (معا لتجهيز بيوت الله وتطهيرها)، (يوم مع مريض). كما أوضح المتحدث أن هذا العمل التطوعي يمثل ثقافة التعاون والتآزر التي يجب أن تبقى راسخة ومتأصلة في الشعب الجزائري، وتشكل هذه الثقافة محور رسالة الجمعية، والتي لن تدخر جهدا في نشرها والحرص على تجذيرها داخل المجتمع. كما دعا إلى انخراط الجميع في التحسيس والتوعية لهذا الأمر، مما سيؤدي إلى تغيير العقليات السائدة المتباعدة مع هذا النوع من الأنشطة ولمن يهمه الأمر رقم الجمعية في خدمتهم 0554596097. التبرع بالدم ...صدقة جارية من جهتها أوضحت الأخصائية الاجتماعية (ف.زهرة) أن شبكات التواصل هي عبارة عن شبكات تختصر المسافات حتى مع الدالين على الخير، فأصبحت بعض الجمعيات الخيرية تتواصل وتتنقل بسرعة البرق لمساعدة أصحاب الحالات المستعجلة، والتبرع بالدم كذلك هو فعل خيري تفطن الشباب إلى فكرة ربط شبكة للتبرع بالدم عن طريق رصد المتبرعين بالشبكة، وهذه كانت فكرة الأطباء مع بعض الأصدقاء المقربين لهم في البداية للاستنجاد بهم في الوضعيات الخطيرة ثم تعممت مع الشباب، هي فكرة ممتازة للأسباب الآتية، (أن المحتاج إلى الدم يكون في حالة مستعجلة بالإضافة إلى أن حالة الجرحى لا تتطلب الانتظار في حالة النزيف الحاد، خصوصا سرعة الطلب وكثرة الحالات المستعجلة مثل طب النساء أي الولادات والعمليات الجراحية العامة والاعتداءات بالسلاح الأبيض وحوادث الطرقات العديدة واليومية، لذلك اعتبر هذه المبادرة إيجابية جدا في ظل الطلبات المستعجلة على ضرورة توفير الدم بكل فصائله وهي صدقة جارية وإنقاذ روح من الهلاك المحتوم. الدكتورة ساحلي: التبرع بالدم صحة للمتطوعين أما الدكتورة (ساحلي جويدة) فقد أشارت إلى أن عملية التبرع بالدم هي سحب كمية من دم المتبرع تقدر بنحو 08 بالمئة من الدم أي بنسبة 450مل، وهذه العملية تستغرق أقل من ربع ساعة، وهي مهمة لتلبية الحاجة المستمرة للدم، موضحة أن لها فوائد عديدة منها تنشيط الدورة الدموية، حيث يتم تنشيط نخاع العظم لإنتاج خلايا الدم المختلفة بعد التبرع، التقليل من احتمال الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين، لأن التبرع بالدم يقلل نسبة الحديد في الدم والتي ثبت علميا أن زيادة نسبة الحديد تزيد من نسبة الإصابة بهذه الأمراض، كذلك يتم التأكد من سلامة المتبرع وذلك بإجراء الكشف الطبي عليه من قبل الطبيب، ويتم التأكد من خلو الدم من الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق الدم والتهابات الكبد الفيروسية وأمراض نقص المناعة وغيرها، بالإضافة إلى الشعور بالراحة النفسية من عمل جليل لما فيه من أجر وثواب. كما قدمت الدكتورة نصائح لسلامة المتبرع وذلك بالاسترخاء والراحة لمدة 10 او 15 دقيقة، تجنب الرياضة العنيفة كالجري وحمل الأثقال، تجنب التدخين بعد التبرع، عدم استعمال الذراع التي تم سحب الدم منها في حمل الأشياء الثقيلة لمدة 12 ساعة، تناول بعض المرطبات بعد التبرع والإكثار من شرب السوائل، عدم إزالة اللاصق الطبي من مكان إبرة التبرع لمدة 3 ساعات.