فتح تحقيق بشأن عبارات تشيد بالصدر في شوارع عنابة تراجع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عن تصريحاته التحريضية الموجهة لما يسمون "شيعة الجزائر" على الثورة ضد السلطات في الجزائر عندا قال في خطاب له انه لم يطلب التوسعة السياسية بشأن ما قاله عن أبناء الشيعة الجزائر. وزعم الصدر قائلا ، "بالنسبة لما قلته بخصوص إخوتي الشيعة في البحرينوالجزائر وباكستان ومصر وغيرها، انما اردت رضا الله سبحانه وتعالى ولم اطلب فيه دعما لي ولا توسعة سياسية بل لا أرضى منهم ذكري بل المطلوب ذكر الله ورسوله بما يعطي لهم فضاء للحرية العقائدية والدينية والاجتماعية والسياسية"، مشيرا إلى "إنني لا ارضي أن يكون المظلوم ظالما او معتديا". وتهجم الصدر على وزير الشؤون الدينية محمد عيسى وعلى تصريحاته المحذرة من التيار الشيعي وأخطاره على تماسك المجتمع الجزائري، واتقد تعامل الحكومة مع الحركات الطائفية وقال "اذا كانت الحكومات لاسيما في الجزائر، تُحقّر من وجود الشيعة فلماذا هذه الضجة ضد مطالبتي بأبوة الشيعة وإعطائهم الحرية"، موضحا "انهم وان كانوا فردا واحدا فلهذا الفرد حقوق يجب ان يأخذها وعليه حقوق لابد ان يعمل بها وفق ما يرضي الله سبحانه وتعالى والإيمان اما ظالما او مظلوما". ..فتح تحقيق بشأن عبارات تشيد بالصدر في شوارع عنابة وفي سياق متصل، فتحت مصالح الأمن، تحقيقات واسعة بعد العثور على عبارات تشيد بالزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، في عدد من شوارع ولاية عنابة، وهو ما بدا أنه تجاوب مع دعوة الصدر التي حث فيها أتباعه في الجزائر على الثورة على السلطة. وتشتبه المصالح الأمنية في وجود أتباع "سريين" للمذهب الشيعي في البلاد، خصوصاً بعد أن تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن وجود تحركات لأنصار المذهب الشيعي في بني دوالة في منطقة القبائل وعدد من مساجد ولاية وهران. وتقول تقارير إن "خريجين من جامعة قم الإيرانية هم من يتكفلون بالترويج لأفكار شيعية مثل الكتيبات المعنونة بأحاديث قدسية خمينية وتلك التي تحمل عنوان رسالة الإسلام". وبالتزامن مع ذلك، أطلق نشطاء جزائريون حملة للتنديد بتصريحات مقتدى الصدر، والتحذير من خطورة المذهب الشيعي في البلاد، عبر نشر صور وفيديوهات تظهر جرائم مرتكبة في حق السوريين وسنة العراق. وفي سياق متصل، أثار تأخر رد وزير الشؤون الدينية، محمد عيسى، على تصريحات الصدر، انتقادات واسعة في البلاد. وكان الوزير أكد في مؤتمر صحافي عقده الإثنين، أن "المساجد الجزائرية ليست موقعاً لنشاط حركات التشيع، وأنها بعيدة كل البعد، خاصة بعد الحصار الذي أقرته الوزارة الوصية بخصوص هذه الحركات وذلك من خلال محاصرة المطويات والتجمعات واستغلال الفضاءات من أجل جعل بلادنا ملاذاً ومعقلاً لمثل هذه الأنشطة التي لا تمت إلى ديننا الحنيف بأي صلة". وسبق لمقتدى الصدر ان دعا شيعة الجزائر إلى عدم التقوقع وتوحيد الصف مع من سماهم الأقليات الأخرى، دون تحديد لهذا الطرف الأخير، وسبق هذه الخطوة إرسال العني رسائل إلى شيعة. وقال الصدر في بيان نقلته وكالات الأنباء العراقية "إننا قوم لا نرتجي من الاستكبار العالمي المتمثل بأمريكا وأذنابها أن تعطي صورة حقيقية في الجزائر أو غيرها، لكن المهم في الأمر هو إعطاء الحرية لكل العقائد والمذاهب بإبداء الرأي وإقامة الشعائر وغيرها، بل حتى الحرية السياسية والاجتماعية وعلى الحكومات عدم الخضوع للمتشددين التكفيريين"، ودأب غالبية أصحاب العمائم السوداء من المرجعيات الدينية والسياسية في الفترة الأخيرة على توصيف أهل السنة ب"التكفيريين"!.