لا تزال الأفلام تتنافس على الدورة الأولى لمهرجان الفيلم المتوسطي بعنابة حيث تميز اليوم الرابع بعرض فيلمين "ربيع تونس " و"سر" التركي بينما غاب الفيلم المغربي "خنيفسة الرماد" عن المنافسة بسبب دخول مخرجة الفيلم سناء عكرود إلى المستشفى. تطرقت المخرجة رجاء عماري في فيلمها "ربيع تونس" إلى جوانب خفية من حياة ليلى طرابلسي زوجة الرئيس السابق بن علي كذهابها للكهنة والسحر والتنجيم. ويحكي الفيلم -الذي كتب له السيناريو الكاتب التونسي عمر الأدغم إلى يوميات ثلاثة شبان أصدقاء (فتحي وموحا ووليد) يعانون البطالة والفقر في فترة النظام السابق. وتدفعهم الظروف القاسية إلى كسب العيش من الغناء والعزف في سهرات خاصة. وركز الفيلم على إبراز معاناة الثلاثة ومشاعرهم المحبطة خلال رحلة بحثهم عن مصير أفضل في مجتمع تحكمه سلطة فاسدة وينخره الفقر والاستبداد، وهي مظاهر التقطتها مشاهد هذا الفيلم بوضوح. كما يصور الشرارة الأولى للثورة التونسية وتقديم فكرة عن الأفكار والأحاسيس التي كانت تختلج شباب تونس في تلك الفترة. ومن جهة أخرى قدم المخرج التركي سليم إفشي في فيلمه "سر" فكرة مغايرة عن المجتمع التركي المتحرر فتطرق إلى السلطة الأبوية ومشكل العذرية . فيغوص المخرج من خلال شخصياته في طبيعة المرء ومنطقة "السر" التي يخلقها الفرد لنفسه، والرغبة الجامحة في إخفائه ويحكي المخرج حكاية ماهر الموسيقي الفخور بشخصيته والذي يعيش علاقة سرية مع "دورو" صديقة ابنته المقربة، "علي" والد دودو الرجل التقليدي الذي يقدس القيم العائلية ويفرض سلطته على أسرته.الفيلم لا يصدر أحكاما بقدر إظهار ردّات الفعل الاجتماعية.