لا تزال ندرة دواء سانتروم، الذي يوصف لمرضى القلب، مستمرة في الصيدليات، رغم التطمينات التي تطلقها الوزارة الوصية، والتسريبات التي تتحدث عن وصول 100 ألف علبة سيتم توزيعها في غضون الساعات القادمة، وبين هذا وذاك لا زال المريض يبحث عن الدواء الذي وصل في السوق السوداء إلى 1200 دينار. أفاد عدد من المرضى، أن لا اثر لدواء سانتروم في الصيدليات، بما في ذلك بالمدن الكبرى كالعاصمة ووهران وعنابة وقسنطينة وورقلة جنوبا، ولاستدراك الندرة يتم الحصول على الدواء من بعض الجمعيات الخيرية النشطة، أو لدى بعض العيادات التي تمنح نصف علبة للمريض شهريا، كمل مؤقت. وفتحت الندرة غير المسبوقة للدواء الذي يعد أساسيا، الباب لبعض الصيدليات، للبزنسة فيه، حيث يتم جلب كميات معتبرة منه من تونس أو ايطاليا او فرنسا، وباحتباس سعر صرف اليورو فانه ثمنه في حدود 170 دينار جزائري، لكمن الصيدليات تلك تتعمد تسويقه بمبلغ خيالي في حدود 1200 دينار، كما أن شرائه بتلك الطريقة يحرم المريض من التعويض. وتفيد مراجع إعلامية، أن وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات عن طريق مديريتها المركزية للصيدلة، هذه الأيام، تعكف على وضع الرتوشات الأخيرة الكفيلة بإنهاء مشكل ندرة دواء "سانتروم"، الذي تسبب في صداع كبير للحكومة، وتعقيدات صحية عانى منها قطاع كبير من مرضى القلب والشرايين، خلال الأشهر الأخيرة، حيث ستشرع الجهات الوصية، ابتداء من نهار اليوم، في إغراق السوق الوطنية بهذا الدواء بعد أن تم توفير كميات كبيرة منه، قدرت مبدئيا بمائة ألف علبة. وحسب المصادر، فإن الوزارة الوصية تسعى إلى توزيع هذا الدواء الذي أثار ضجة كبيرة في الآونة الأخيرة، بالشكل الذي يضمن وصوله إلى عموم المرضى في أرض الواقع، حيث عمدت مديرية الصيدلة على مستوى وزارة الصحة، خلال الأيام القليلة الماضية، إلى إجراء معاينة إحصائية دقيقة لتحديد الولايات التي تشتد فيها ندرة هذا الدواء، باعتبار أن هناك فارقا في الوفرة من ولاية إلى أخرى، وذلك تمهيدا لتوزيعه ابتداء من اليوم، استنادا إلى الإحصائيات المتوفرة. ومن المتوقع أن تخفف هذه الشحنات التي ستنزل إلى السوق العبء على آلاف المرضى، ممن وجدوا صعوبات كبيرة في الحصول على علبة دواء "سانتروم" لمدد زمنية متفاوتة، ما اضطر الكثيرين منهم إلى الاعتماد على أساليب موازية لتحصيله من السوق السوداء، وذلك عن طريق الاستنجاد بتجار الأدوية المستوردة عن طريق الحقيبة "الكابة"، والتي تدخل عن طريق بعض المناطق الحدودية على غرار تونس، تفاديا لأية مضاعفات قد تعقد من أوضاعهم الصحية، لاسيما أن الدواء موضوع الندرة يخص مرضا ثقيلا يتعلق بمرض القلب والشرايين.