تعكف وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات عن طريق مديريتها المركزية للصيدلة، هذه الأيام، على وضع الرتوشات الأخيرة الكفيلة بإنهاء مشكل ندرة دواء “سانتروم”، الذي تسبب في صداع كبير للحكومة، وتعقيدات صحية عانى منها قطاع كبير من مرضى القلب والشرايين، خلال الأشهر الأخيرة، حيث ستشرع الجهات الوصية، ابتداء من نهار اليوم، في إغراق السوق الوطنية بهذا الدواء بعد أن تم توفير كميات كبيرة منه، قدرت مبدئيا بمائة ألف علبة. وحسب مصادر جد مطلعة، فإن الوزارة الوصية تسعى إلى توزيع هذا الدواء الذي أثار ضجة كبيرة في الآونة الأخيرة، بالشكل الذي يضمن وصوله إلى عموم المرضى في أرض الواقع، حيث عمدت مديرية الصيدلة على مستوى وزارة الصحة، خلال الأيام القليلة الماضية، إلى إجراء معاينة إحصائية دقيقة لتحديد الولايات التي تشتد فيها ندرة هذا الدواء، باعتبار أن هناك فارقا في الوفرة من ولاية إلى أخرى، وذلك تمهيدا لتوزيعه ابتداء من اليوم، استنادا إلى الإحصائيات المتوفرة. ومن المتوقع أن تخفف هذه الشحنات التي ستنزل إلى السوق العبء على آلاف المرضى، ممن وجدوا صعوبات كبيرة في الحصول على علبة دواء “سانتروم” لمدد زمنية متفاوتة، ما اضطر الكثيرين منهم إلى الاعتماد على أساليب موازية لتحصيله من السوق السوداء، وذلك عن طريق الاستنجاد بتجار الأدوية المستوردة عن طريق “الكابة”، والتي تدخل عن طريق بعض المناطق الحدودية على غرار تونس، تفاديا لأية مضاعفات قد تعقد من أوضاعهم الصحية، لاسيما أن الدواء موضوع الندرة يخص مرضا ثقيلا يتعلق بمرض القلب والشرايين.وتأتي هذه المستجدات بعد الاتهامات التي أطلقها عبد المالك بوضياف خلال إشرافه، قبل أسابيع، على أشغال اللقاء الجهوي التقييمي لولايات الشرق بعنابة، لمن وصفهم بأطراف معروفة في مجال صناعة الأدوية تحاول التلاعب، حسبه، بمشاعر المواطنين، وإيهامهم بوجود ندرة حادة في توفير بعض الأدوية الحساسة في السوق الوطنية، على شاكلة دواء “سانتروم”، معتبرا ذلك ادعاءات، الغرض منها خلق أزمة وبلبلة لندرة غير موجودة أصلا. وفي هذا السياق، دعا السيد مسعود بلعمبري، الرئيس الجديد القديم للنقابة الوطنية للصيادلة، أمس، الجهات الوصية على مستوى وزارة الصحة إلى موازنة توزيع الأدوية، من خلال الحرص على ضمان وصولها إلى جميع ولايات الوطن، وعموم الموزعين ولو بكميات متفاوتة، مضيفا أن “الندرة تنتج في بعض الأحيان عن سوء التوزيع، وليس بسبب عدم وجود الأدوية، ما يستوجب عدم احتكارها من قبل صيدليات بعينها، أو موزعين معينين، لضمان وصولها إلى المرضى في كل جهات الوطن”.