بتأكيد دعمه أحمد أويحيى ، يكون الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد مهّد الطريق لمدير رئاسة الجمهورية نحو كرسي قصر المرادية لمرحلة ما بعد 2019 ويضع حدا نهائيا للتعليقات والتصريحات التي تحدثت في الفترة الأخيرة عن تأزم العلاقة بين الرجلين وعن عزلة يعاني منها أويحيى مثلما صرح شريكه في الحكومة الحالية عمار سعداني، الأمين العام للحزب العتيد « جبهة التحرير الوطني «الذي صرح للصحافة أن الرئيس بوتفليقة لم يعد يثق في أويحيى وأن أيام الأخير باتت معدودة». وكان الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بعث نهاية الأسبوع رسالة تهنئة لأحمد أويحيى بعد انتخابه بالأغلبية المطلقة على رأس الأمانة العامة لحزب « التجمع الوطني الديمقراطي» ثاني أكبر حزب سياسي في البلاد ممن ظل يدعم ترشح وبرنامج بوتفليقة طيلة ال 17 سنة الماضية، ويصف ذلك ب « الفوز الباهر و المستحق». وتحمل رسالة بوتفليقة أكثر من دلالة في هذا التوقيت بالذات المتسم بالتراشقات العلنية بين رجالات الرئيس في حرب إعلامية شرسة لا تقول اسمها لكن الجميع يعلم أن لها صلة بمرحلة ما بعد العهدة الرابعة، بعدما كانت الحرب فيما سبق بين رجالات الرئيس والمعارضة التي ما تزال تطالب بانتخابات رئاسية مبكرة وإعلان حالة الشغور بسبب مرض الرئيس. ولا يمكن فصل دعم بوتفليقة الواضح لأحمد أويحيى عن امتعاض محيط الرئيس من زعيم الحزب الحاكم « جبهة التحرير الوطني» عمار سعداني، الذي صار يقصف في الآونة الأخيرة في كل الاتجاهات ويتحدث باسم الرئيس بل ويزعم أن بوتفليقة لم يعد يثق في أويحيى، فضلا عن صورته الكاريكاتورية في الأوساط الإعلامية والشعبية التي تنعت سعداني ب «ضارب الطبل «. وتعد رسالة دعم بوتفليقة أحمد أويحيى أكثر من هامة بالنسبة لزعيم « الأرندي « الذي يعود إلى السياسة بعدما استقال بمحض إرادته من الحزب العام 2013 على خلفية حركة تقويمية لكنه يعود من الباب الواسع، كمدير لديوان الرئاسة ثم كأمين عام للحزب رغم مقاومة الخصوم ولا شك سيستثمر الرجل كثيرا في هذه ( الحظوة) بعدما فشل وزير الطاقة السابق شكيب خليل في كسب ودّ الشارع ومعه الأوساط الإعلامية والحزبية بعد عودته من الخارج وقيامه منذ فترة بجولات واسعة فهم منها أن الرجل يريد الاغتسال من تهم فساد ورشى طالته في فضيحتي «سوناطراك 1 و2» تمهيدا لطرح اسمه خليفة للرئيس بوتفليقة مشارف 2019 بدعم من أطراف داخلية و خارجية مجهولة، وهو الوضع الذي ما يزال يثير موجة سخط عارمة في الشارع الجزائري الذي لا يستسيغ عودة شكيب بهذا الشكل الاستفزازي وهو الذي كان فيما مضى محط مذكرة توقيف دولية أصدرتها العدالة الجزائرية . إلى ذلك، ظل أويحيى لا يخفي طموحه اعتلاء الحكم حتى بعد إبعاده من على رأس الجهاز التنفيذي في التعديل الحكومي الجزئي في سبتمبر 2012 وقد كان أقرب رجالات الرئيس وأكثرهم ثقة، وظل يرفض العودة إلى بيته نهائيا، وظل الحلم يراوده بدليل الابتسامة التي كان يردّ بها على الصحفيين كلما سألوه عن احتمالات ترشحه للرئاسة في حال أحجم بوتفليقة عن ذلك فيكتفي بالقول لهؤلاء «لكل ساعة حديثها».