برأت، أمس محكمة جنايات العاصمة سيدة أربعينية من روابط تهمة الضرب والجرح العمدي المفضي الى عاهة مستديمة، بعدما كانت تتهددها عقوبة 5 سنوات سجنا نافذا على خلفية اتهامها بفقء عين ابنها القاصر الذي لا يتجاوز سنه 15 سنة . تعود وقائع القضية الى شهر جانفي من سنة 2014 عندما تقدم طليق المتهمة الذي كان في السجن وابنه الضحية بشكوى إلى فرقة الدرك الوطني ببن طلحة ضد المدعوة "ح.كلثوم" والدة الضحية يتهمها فيها بفقأ عين ابنه القاصر. بعد صراع قام بينها وبين ابنها بسبب رفضها منحه مبلغ 10 ملايين سنتيم طلبه منها كي يقتني دراجة نارية، فقابلته والدته بالرفض، الأمر الذي أثار حفيظة الضحية حيث أصابته نوبة غضب وقام على إثرها بتكسير أثاث وأواني المنزل ثم حمل عصا خشبية وقام بالاعتداء على أمه فراحت تقاومه حتى انكسرت العصا الخشبية وأصابت عينه اليسرى التي انفجرت ليفقد بصره تماما، فقامت المتهمة بنقله إلى المستشفى . المتهمة خلال مثولها أمام هيئة المحكمة صرحت أن ابنها كان سيء السلوك ويتعاطى الحبوب المهلوسة وكان يزور والده في السجن الذي كان يحرضه عليها، كما أضافت المتهمة أنها كانت تتعرض للضرب دائما من قبل ابنها الذي كان يدخل للمنزل في وقت متأخر بعد تعاطيه للمخدرات ويحتسي الخمر، وليلة قبل الواقعة صرحت المتهمة انه لم يعد الى المنزل فاتصلت به فأخبرها بأنه رفقة ابنها الأكبر ببلدية الشراقة وسيمضي الليلة برفقته، وفي اليوم الموالي حضر الضحية للمنزل وهو تحت تأثير المهلوسات والخمر فطلب من والدته منحه مبلغ 100 ألف دج كي يقتني دراجة نارية فرفضت أمه منحه المبلغ، فطلب منها مرة ثانية مبلغ 20 ألف دج كي يقدمه كتسبيق لبائع الدراجة فرفضت والدته، الأمر الذي أثار حفيظته وجعله يكسر كل الأثاث بالإضافة إلى أواني المطبخ ، ثم حمل عصا خشبية وراح يعتدي على والدته فتصدت له، حينها انكسرت العصا الخشبية ودخلت في عينه فانفجرت وفقد على اثرها بصره تماما. من جهته دفاع المتهمة اعتبر الإصابة التي لحقت بالضحية القاصر ما هي إلا عقاب الهي، ألم به بعدما اعتدى على والدته بغير حق وهي التي حملته 9 أشهر وكفلته بعدما طلقها والده الذي كان يقبع في السجن، أضاف الدفاع أن "الجنة تحت أقدام الأمهات" وما فعله الابن العاق بوالدته عكس هذه المقولة ليطالب في الأخير بتبرئتها من روابط التهمة المتابعة بها، بعدما التمست في حقها النيابة العامة 5 سنوات سجنا نافذا ، لتقر المحكمة بتبرئتها بعد المداولات القانونية.