عكس ما كان متوقعا لم تتمكن تشكيلة وداد بن طلحة من وضع حد لتعثراتها في عقر دارها مع بداية مرحلة العودة، حيث فوت أشبال ياحي فرصة حقيقي ة لاستعادة نشوة الانتصارات والخروج من دائرة الحسابات أمسية أول أمس، عندما استقبلوا ضيوفهم من جمعية وهران بملعب براقي لإجراء لقاء الجولة الرابعة من مرحلة الإياب. وكانت كل المعطيات ترشح الوداد للظفر بالنقاط الثلاثة لكن رفقاء القائد دغماني عوض أن يستغلوا الظروف لصالحهم تفننوا في إهدار الفرص، واكتفوا بتعادل بطعم الانهزام فتح المجال واسعا أمام شكوك الأنصار الذين فتحوا النار في نهاية المباراة على اللاعبين، الذين ظهروا خلال اللقاء وخاصة في الشوط الثاني أن الفوز لا يعنيهم إطلاقا في صورة تعكس الحالة السيئة التي آل إليها الوداد مع بداية مرحلة العودة. الفوز ضاع في الشوط الأول وقبل الحديث عن الشوط الثاني الذي حير الأنصار وأغضب المدرب ياحي، فإن عناصر الوداد دخلت المرحلة الأولى من موقع قوة بالنظر إلى الأداء المقبول الذي ظهر به أصحاب الأرض، عكس المنافس الذي اكتفى بمراقبة اللعب مع التكتل الجماعي في الخلف والاعتماد في بعض الأحيان على الهجمات المرتدة، التي لم تشكل خطرا على حارس الوداد منصف بوفريط الذي كان في شبه راحة. ورغم ذلك صنع هجوم الوداد بعض الفرص للتهديف على غرار تسديدة المهاجم رابطة التي أخرجها موجار حارس “لازمو” بأعجوبة إلى الركنية، ورأسية لزاريف في (د28) التي مرت فوق العارضة بقليل، قبل أن يتمكن غلاب من فك شفرة دفاع الزوار في (د32) بتسديدة قوية من بعد 28 مترا مفتتحا باب التسجيل، وهو الهدف الذي زاد ثقة المحليين وأربك دفاع “لازمو” الذي ارتكبت عناصره عدة هفوات لم يستغلها رابطة ولزاريف لقتل المباراة في الشوط الأول. شوط ثان كارثي وياحي “خرج ما يضوّيش” وإذا كان مستوى الوداد في الشوط الأول متوسطا، فإن المرحلة الثانية طرحت عدة تساؤلات لدى الجمهور القليل الحاضر، لاسيما بعدما عادلت الجمعية في (د69) عن طريق المهاجم عبيدي، وهو الهدف الذي انهار بعده زملاء لزاريف وسط حيرة الأنصار وغضب المدرب ياحي، الذي اكتفى بإحداث تغيير واحد طيلة اللقاء قبل أن يغادر الميدان مستاء من المردود الهزيل الذي ظهر به أشباله خلال الشوط الثاني، ما جعل الأنصار يتساءلون عن أسباب تخاذل اللاعبين الذين ظهروا كأن فوز فريقهم الذي يدافعون لا يعنيهم. “لازمو” ضيّعت فوزا ثقيلا والجدير بالذكر أن منافس الوداد أول أمس والذي تنقل بتشكيلة معظم عناصرها من الأواسط، لم تخطف التعادل بل إن الوداد “سلك من طزينة” بالنظر إلى الفرص السهلة التي تففن في تضييعها بورابة والبديل بورويس الذي عبث بدفاع الوداد في عدة مناسبات، تارة أمام شباك شاغرة وأحيانا أخرى على بعد 6 أمتار من الحارس منصف بوفريط الذي كان الوحيد الذي قدم أداء في المستوى، بفضل تدخلاته الموفقة التي جنبت فرقه هزيمة ثقيلة كانت ستضاف إلى خماسية “الموك” في مرحلة الذهاب وخماسية وداد تلمسان في بطولة الموسم الماضي. الدفاع “نيّة” ويتلقى أهدافا مجانية وبقدر ما حز التعثر الرابع على التوالي منذ بداية العودة والثاني في عقر الديار في نفوس الأنصار، بقدر ما جعلهم يتأكدون أن هيبة دفاعهم صارت في خبر كان جراء الأخطاء البدائية التي لم يتخلص منها المدافعون، والتي كلفت غاليا في مرحلة الذهاب لتعود مجددا خلال مرحلة الإياب أمام “الڤرونة”، “الموب” حجوط و”لازمو” التي ما كانت لتحقق التعادل لولا الأخطاء التي ارتكبها الدفاع. صيام المهاجمين يتواصل كما أثار المردود الذي ظهرت به عناصر خط الوسط في مواجهة أول أمس تساؤل الأنصار، الذين لاحظوا تراجع مستوى وأداء لاعبي هذا الخط، خاصة أن شيخي، غلاب، بولعراس ولزاريف وجدوا صعوبة في فرض طريقة لعبهم مقابل انتشار جيد للاعبي “لازمو” في هذه المنطقة الحساسة، خاصة في الشوط الثاني في ظل الإرهاق البدني الذي نال من أشبال ياحي الذين لم يستطيعوا مجاراة وتيرة اللقاء. ومن جهة أخرى واصل المهاجمون إهدار الفرص السانحة للتهديف للقاء الرابع على التوالي، رغم أنه كان بمقدورهم الوصول إلى شباك “لازمو” بقليل من التركيز. وحتى المهاجم الشاب توفيق وزار الذي علق عليه الجميع آمالا لفك عقدة للتهديف خلال مرحلة العودة، يبدو أن العدوى انتقلت إليه حيث ضيع فرصة حقيقية لتسجيل هدف الفوز، في اللحظات الأخيرة من المباراة أمام شباك شاغرة.