خلّف التعادل الذي فرضه أمل مروانة على وداد بن طلحة بميدانه نهاية الأسبوع الماضي استياء شديدا لدى عشاق اللونيين الأصفر والأسود الذين كانوا يرون في هذه المواجهة فرصة لطرد نحس ملعب براقي بصفة نهائية وتدعيم حظوظ الفريق في تحقيق البقاء، لكن لا شيء من هذا حدث رغم السيطرة العشوائية التي فرضها زملاء لزاريف في المرحلة الثانية وهو ما جعل الأنصار يحمّلون اللاعبين مسؤولية التعثر بالنظر إلى الظروف المريحة التي حضّروا فيها للمباراة وحرص إدارة الفريق على وضعهم في أحسن الظروف، لكن أشبال ياحي خيبوا الظن مرة أخرى وهو الأمر الذي يجبرهم على تدارك الموقف في الخرجة القادمة والعودة بنتيجة إيجابية من بسكرة تعيد الثقة للأنصار. مروانة كرّست عقدة ملعب براقي خلال مرحلة العودة وعكس توقعات كثير من المتتبعين والأنصار الذين كانوا يرشحون الوداد للظفر بالنقاط الثلاث في مواجهة نهاية الأسبوع الماضي في ظل العودة القوية لأشبال ياحي في الأسابيع الأخيرة فإن أمل مروانة بفرضه نتيجة التعادل السلبي كرّس العقدة التي تلاحق اللاعبين في ملعب براقي منذ انطلاق مرحلة الإياب التي لم يحصد فيها الوداد سوى ثلاث نقاط فقط أمام مولودية قسنطينة بصعوبة بالغة، مقابل تضييعه قبل مواجهة أمسية السبت الماضي 12 نقطة كانت تبدو في متناوله بتعثره في ثلاث مناسبات أمام كل من “الموب”، المحمدية و”لازمو” وانهزامه أمام كل من سعيدة وسكيكدة، وهو ما زاد الأنصار سخطا وتذمرا من سوء الطالع الذي يلاحق تشكيلتهم في ملعب براقي الذي أضحى لغزا محيّرا للجميع خلال الموسم الحالي بعدما كان مصدر قوة الوداد الموسم الماضي. الوداد أضعف فريق داخل القواعد وبتضييعه 25 نقطة منذ بداية الموسم في ملعب براقي يكون الوداد قد نصّب نفسه وبامتياز كأضعف فريق داخل الديار بانهزامه في 5 مباريات وتعادله في 5 مناسبات مقابل تحقيقه 5 انتصارات وهو ما يعني حسابيا أن الوداد ومن مجموع 15 لقاء في عقر الديار و45 نقطة اكتفى بحصد 20 نقطة فقط، وهي حصيلة ضعيفة جدا ومغايرة تماما لتطلعات الأنصار وطموحات الإدارة التي كانت تراهن في بداية البطولة على إنجاح الموسم الكروي الحالي وتحقيق نتائج أفضل من سابقه بضمان البقاء في مرتبة مريحة، لكن لاشيء من هذا القبيل حدث طالما أن الفريق وقبل 4 جولات عن نهاية الموسم لا يزال يصارع من أجل ضمان البقاء عكس الموسم الماضي الذي ضمن فيه الفريق البقاء قبل 9 جولات عن نهاية الموسم. بن طلحة جنت على نفسها ورغم أن حظوظ الوداد في ضمان البقاء تبقى وفيرة باعتبار أنه يكفي أشبال ياحي حصد ثلاث نقاط فقط في اللقاءات الأربعة المتبقية من البطولة لترسيم البقاء بصفة نهائية، لكن وفي حالة حدوث ما لا يتمناه الأنصار وعجز اللاعبون عن تحقيق المطلوب منهم أمام كل من بسكرة، القبة، تيموشنت و”السنافر” على التوالي فإن عناصر الوداد والأطراف الفاعلة فيه لن تلوم إلا أنفسها بما أنها جنت على أنفسها بتضييعها 25 نقطة كانت ستمسح بإعلان الأفراح في معاقل الأنصار باقتطاع تذكرة الصعود إلى حظيرة الكبار، طالما أن مجموع النقاط التي ضاعت في ملعب براقي و37 نقطة المحققة في مشوار الفريق لحد الآن كانت ستضع الوداد في ريادة الترتيب وبفارق 10 نقاط عن الرائد الحالي للبطولة مولودية سعيدة. القادم أصعب والكواليس لن ترحم ولعل أهمية النقاط التي ضاعت في ملعب الشهيد آيت الحسين ببراقي تكمن في صعوبة تداركها في الجولات المقبلة التي تخفي لتشكيلة ياحي الكثير من المفاجآت على اعتبار أن الأصعب لايزال في انتظار رفاق لزاريف، بداية من سفرية بسكرة نهاية الأسبوع المقبل التي تنذر بالكثير من الصعوبات بحكم الوضعية الحرجة “لأبناء الزيبان” في جدول الترتيب وهي المواجهة التي تسبق “الداربي” الآخر الذي ينتظر الوداد أمام القبة قبل شد الرحال نحو تيموشنت لمواجهة الشباب المحلي ثم انتظار “السنافر” في جولة ختام الموسم بملعب براقي، وهي الرزنامة التي حتى وإن وضعت الوداد في أحسن رواق لبلوغ هدفه إلا أن ما يخيف الأنصار أكثر هي لعبة الكواليس والمؤامرات التي لن ترحم الوداد وهو ما تجلى –حسبهم- في الظلم وتعسف قرارات الحكم هدية التي راح الوداد ضحية لها في مواجهته الأخيرة أمام مروانة. ياحي مطالب بإعادة شحن معنويات لاعبيه ويبقى الأكيد أن عملا نفسيا كبيرا ينتظر ياحي ومساعديه خلال هذا الأسبوع قبل التنقل المحفوف بالمخاطر إلى بسكرة لمواجهة الإتحاد المحلي، خصوصا أن الأثر النفسي الذي خلفه التعثر الأخير أمام مروانة كان باديا على اللاعبين الذي أصيبوا بإحباط شديد بسبب تضييعهم نقطتين ثمينتين كانتا كفيلتين بوضع الوداد في أفضل رواق لبلوغ هدفه، وهو الأمر الذي سيزيد المهمة صعوبة بالنسبة للطاقم الفني في تفادي الهزيمة أمام بسكرة والعودة بنتيجة إيجابية فضلا عن الغيابات الكثيرة التي ستمس للمرة الخامسة على التوالي أكثر من 3 عناصر أساسية، لكن مأمورية تحقيق نتيجة إيجابية أمام بسكرة حتى وإن بدت صعبة لمعطيات عديدة تبقى غير مستحيلة إذا تسلّح رابطة ورفاقه بالإرادة التي تحلوا بها في جل لقاءاتهم خارج الديار ومكنتهم من حصد 17 نقطة وتنصيب أنفسهم كثاني أحسن فريق خارج الديار بعد ترجي مستغانم . إصرار شديد من اللاعبين على التدارك أمام بسكرة ومن دون شك يبقى الأهم في هذا الظرف من قبل أشبال ياحي هو وضع التعثر الأخير في طي النسيان والتفكير في المواعيد الحاسمة المقبلة، خصوصا بعدما أقروا بمسؤوليتهم كاملة في هذا التعثر وشعروا بالذنب بعد نهاية اللقاء تجاه أنصارهم الذين تحاشوا فرض المزيد من الضغط عليهم وجددوا ثقتهم فيهم، وهو الأمر الذي جعل رفاق بوفريط يعقدون العزم أكثر من أي وقت مضى على تدارك هذا التعادل في أول فرصة تتاح لهم بدليل أنهم وعدوا الأنصار بالعودة بنتيجة إيجابية من بسكرة تنسيهم خيبة مباراة مروانة وتعيد إليهم البسمة مرة ثانية لتأكيد الوجه الطيب الذي ظهروا به أمام نادي بارادو في الخرجة الأخيرة، وهي الوعود التي ينتظر عشاق اللونين الأصفر والأسود أن تتجسد بعدما سئموا لغة الحسابات التي شغلت تفكيرهم لأسابيع عديدة