يستضيف وداد بن طلحة أمسية يوم غد في ملعب الشهيد آيت الحسين ببراقي رائد القبة في قمة الجولة 32 من البطولة هذا الموسم، بالنظر إلى وضعية كل فريق في جدول الترتيب. فأشبال ياحي يوجدون في المركز 14 برصيد 37 نقطة وبفارق نقطتين فقط عن القبة، ولذلك سيسعون إلى الفوز لأن هذا اللقاء يعتبره الكثير من المتتبعين لقاء الموسم بالنسبة لتشكيلة الوداد مادام أن مصيره في بطولة هذا الموسم سيتحدد وبنسبة كبيرة على ضوء النتيجة التي سيحققها أمام القبة أمسية يوم غد، وهو ما يدركه جيدا لاعبو الوداد الذين تحدوهم عزيمة قوية وهم مصممون على عدم تضييع هذا اللقاء المصيري، طالما أن فريقهم في أمس الحاجة للنقاط الثلاث مقارنة بمنافسهم الذي تبقى حظوظه قائمة في تأمين البقاء حتى في حالة الإخفاق. اللاعبون مصرّون على وقف نزيف النقاط من جهة أخرى، فإن لاعبي الوداد ورغم المهمة المعقدة التي تنتظرهم أمام منافس محترم ومعروف بقوته الهجومية حتى خارج قواعده، إلا أنهم عازمون على رفع التحدي وكسب النقاط الثلاث مهما كلفهم ذلك من ثمن بالنظر إلى طموحهم في تعزيز حظوظ الفريق في تحقيق البقاء ورغبتهم في وضع حدّ للنزيف الحاد للنقاط في ملعب براقي، والذي حطم فيه الوداد كل الأرقام بتضييعه ل 25 نقطة كاملة منذ بداية الموسم الأمر الذي كلفهم غاليا وجعل اللاعبين يشعرون بمسؤولية كبيرة في مباراة أمسية الغد، والتي يهدفون من خلالها إلى تقديم أفضل ما لديهم فوق أرضية الميدان، لرد الاعتبار لأنفسهم أمام الأنصار الذين حملوهم في مناسبات مسؤولية الوضعية الحالية التي آل إليها الفريق في جدول الترتيب. رسالة ياحي وصلت اللاعبين جيدا كان مدرب الوداد حسين ياحي في حصة الاستئناف لصبيحة الاثنين الفارط قد اجتمع باللاعبين وأطال معهم الحديث بنية تشريح المشكل النفسي الذي حال دون تحقيق نتائج إيجابية في ملعب براقي، أين لم يتردد في مطالبتهم بلعب كرة قدم التي يعرفونها دون زيادة أو نقصان بغض النظر عن هوية المنافس ووضعيته في جدول الترتيب، وأن يتجاوزا العقدة النفسية التي تلازمهم في عقر الديار بتحرير أنفسهم من الضغوطات، وهو الشيء الذي وعد به اللاعبون الذين أكدوا أنه ستكون لهم ردّ فعل قوي في لقاء الغد أفضل مما كان عليه الحال في المباريات السابقة. الإرادة مطلوبة والتسجيل مبكرا يزيل الضغط وبالنظر إلى الأهمية القصوى التي تكتسيها نقاط المباراة، يتوجب على لاعبي الوداد خوض المقابلة بكل حرارة وعدم ترك المساحات الشاغرة للمنافس الذي يضمّ في صفوفه عناصر قادرة على قلب موازين المباراة في أي لحظة لاسيما على مستوى خط الهجوم، ويبقى أفضل سيناريو يتمناه عشاق الوداد في ظل الضغط الشديد الذي تفرضه حتمية الفوز أن يتمكن أشبال ياحي من الوصول إلى شباك المنافس منذ البداية طالما أن ذلك سيكون كفيلا بتخفيف حدّة الضغط المفروض على اللاعبين ويجعلهم يسيرون اللقاء بأكثر راحة. الأنصار مطالبون بالوقوف مع الفريق ويبقى أنصار الوداد مطالبين أكثر من أي وقت للوقوف إلى جانب فريقهم ومساندة اللاعبين بالنظر إلى أهمية نتيجة المواجهة في مستقبل الفريق في بطولة الموسم الحالي، ورغم أن عشاق اللونين الأصفر والأسود في حالة غضب جرّاء تواضع نتائج الفريق فإنهم مدعوون للحضور بقوة إلى الملعب وتشجيع رفاق لزاريف، خاصة لما نعلم الدور الكبير الذي لعبوه في الفوز الأول والأخير الذي حققه الفريق خلال مرحلة العودة في ملعب براقي أمام مولودية قسنطينة، أين كانت مساهمتهم كبيرة في الانتصار من خلال الضغط على المنافس الذي كان متقدّما في النتيجة بهدف دون ردّ في المرحلة الأولى، قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب في المرحلة الثانية التي عاد فيها أشبال ياحي من بعيد وتمكنوا من توقيع ثنائية تداول عليها شيخي وشراقة. الرائد يريد نتيجة إيجابية لإبعاد الشبهات وحتى إن كانت القبة أقل ضررا من جارتها وداد بن طلحة باعتبار أن نسبة سقوطها تبقى ضئيلة جدا مقارنة بالفرق التي تتواجد تحتها في الترتيب العام، إلاّ أن المواجهة تعد كمينا بالنسبة لها، فهي من جهة مطالبة بتحقيق التعادل على الأقل لضمان البقاء نهائيا، ومن جهة أخرى تبقى مطالبة بالوقوف الند للند أمام بن طلحة رغم لعبها أمام جمهورها حتى تبعد شبهة ترتيب اللقاء. التشكيلة منقوصة والبدائل جاهزة ستلعب تشكيلة القبة أمام وداد بن طلحة منقوصة من خدمات أربعة لاعبين من ركائز التشكيلة، وقد يكون الخط الخلفي الأكثر تأثيرا لهذه الغيابات، الأمر الذي أجبر المدرب العروي ومساعده أوبراهيم إلى تحضير مواجهة بن طلحة بالبدلاء، الذين يبدو أنهم يريدون رفع التحدي بتقديم مردود جيّد لإظهار أحقيتهم هم أيضا في اللعب. بودماغ مصاب وعصاد يخلفه لم يتدرب الظهير الأيمن للقبة فارس بودماغ طيلة الأسبوع بسبب إصابتين واحدة على مستوى الركبة والأخرى على مستوى الكاحل، وكان بودماغ اضطر للاستبدال في المواجهة الماضية بداعي الإصابة، ولن يطرح غيابه أيّ إشكال في وجود الظهير الثاني حمزة عصاد الذي سيحاول تقديم أحسن مردود. عليوان معاقب وشويب سيخلف حمودة من جانب آخر، لم يكلف الطاقم الفني للرائد نفسه عناء في إيجاد بديل للمسترجع حمزة عليوان المعاقب آليا بحيث من المنتظر أن يعود نبيل حمودة إلى الخلف ليلعب كمسترجع بعدما كان يلعب وسط ميدان هجومي، وسبق أن لعب حمودة في المنصب ذاته وأدّى دوره كما ينبغي، كما سيقحم حتما المدرب العروي هذه المرة شويب أساسيا مكان حمودة بعدما شفي من إصابته بصفة نهائية. أمقران يغيب بسبب المنتخب سيغيب أيضا كالعادة عن هذه المواجهة قلب دفاع تشكيلة القبة أمقران بسبب تواجده مع المنتخب الوطني أقل من 20 سنة الذي يعسكر حاليا تحضيرا للقاء العودة أمام بوركينا فاسو. غياب أمقران يعد أكبر إشكال للطاقم الفني للقبة الذي سبق أن صرّح بالأمر ذاته خاصة أن أمقران يعد المدافع الحرّ الوحيد في التشكيلة. قدور مصاب والفرصة أمام بوشعير وبالإضافة إلى غياب أمقران، لن يتمكن الطاقم الفني للرائد من استعمال المدافع المحوري الأخر نور الدين قدور بسبب إصابة يعاني منها، الأمر الذي يعطي الفرصة للمدافع العائد من الإصابة بوشعير الذي سيلعب أساسيا في المحور إلى جانب خليدي الذي يبدو أنه تعود على هذا المنصب.