طوى وداد بن طلحة ملف المواجهة الأخيرة أمام مولودية سعيدة وطوى معها تلك الخسارة المذلة التي خلفت إستياء شديدا لدى الأنصار. ورغم الطريقة السهلة والمشكوك فيها التي أنتزع بها المنافس النقاط الثلاث في ظل الأخطاء البدائية التي وقع فيها أشبال ياحي، ورغم موجة الغضب والاستياء التي انتابت الأنصار، إلا أنهم أرادوها مباراة مراجعة وتصحيح الأخطاء قبل تحقيق الانطلاقة التي طال انتظارها. وحذّر الأنصار في الوقت نفسه من الوقوع في الأخطاء نفسها مستقبلا ودعوا إلى تجاوز الأزمات التي خلّفتها الإخفاقات بداية من مباراة الجولة القادمة أمام ترجي مستغانم أمسية الجمعة المقبل. وهي الرسالة التي فهمها الطاقم الفني واللاعبون جيدا من خلال الشروع منذ أول أمس في الاستعداد الجيد للمباراة. استخلاص الدروس أحسن حل ويبقى الأهم من كل هذا هو الاستفادة من هزيمة سعيدة من خلال الوقوف على نقاط الضعف التي كشفت عنها المباراة وتصحيح الأخطاء التي كلّفت الفريق الخسارة وإعادة النظر فيها، وهو ما يصبو إليه المدرب ياحي بمعية مساعديه سليم مناد وبن طلعة على أمل الحد من الأخطاء والوصول إلى أنجع الحلول التي تسمح للفريق بالظهور بوجه أفضل في المستقبل القريب خصوصا على مستوى خط الدفاع الذي أضحى وبإجماع المتتبعين الحلقة الضعيفة في الفريق، وهو ما يتطلب إعادة النظر فيه في أقرب وقت ممكن بالنظر إلى الوضعية الصعبة للوداد في جدول الترتيب. اللاعبون شعروا بالذنب ويصرون على التدارك ومن جهتهم يبقى اللاعبون مدركين جيدا لعواقب الاخفاقات المتكررة منذ بداية مرحلة الثانية من البطولة، والتي قد ترهن حظوظهم في قيادة سفينة الفريق إلى بر الآمان في نهاية الموسم، إذ لمسنا تأثرا شديدا لديهم للطريقة المخزية التي أضاعو بها النقاط الثلاث أمام سعيدة وهو ما تعكسه تصريحاتهم التي صبت معظمها في اتجاه واحد والتي مفادها أنه ما كان عليهم التساهل أمام المنافس مهما كان طموحه في البطولة ووضعيته في جدول الترتيب، وشعر رفاق القائد دغماني بالذنب تجاه أنصارهم إدراكا منهم أنهم تمادوا في تضييع نقاط كثيرة في عقر ديارهم وأكدوا جميعهم على ضرورة تدارك ما فاتهم بداية من الجولة القادمة بالعودة بنتيجة إيجابية من مستغانم أمام الترجي المحلي. نتيجة إيجابية في هذا الظرف أفضل هدية للأنصار ومعلوم أن الوداد يمر بفترة خاصة منذ الجمعة الماضي بسبب الهزيمة الأخيرة أمام سعيدة، والتي كان وقعها شديدا على الأنصار الذين لم يهضموا الطريقة التافهة التي ضيع بها أشبال ياحي فرصة العودة نحو الواجهة بالرغم من المؤشرات العديدة التي كانت توحي بقدرة رفاق القائد دغماني على حسم الأمور لصالحهم. وعلى هذا الأساس، فإن أفضل هدية يقدمها اللاعبون للأنصار الغاضبين هي تدارك هزيمة سعيدة بالظهور بوجه مغاير أمام مستغانم وبذل المستحيل للعودة بنتيجة إيجابية وهو السبيل الأمثل لرد الاعتبار للجميع وتحسين صورة الفريق التي تضررت كثيرا. ... و»مليحة بزاف للمورال» قبل بلعباس وإضافة إلى اعتبار نتيجة إيجابية أمام «الحواتة» ستكون كفيلة لإعادة البسمة التي افتقدها عشاق الفريق لأسابيع عديدة بفعل توالي النكسات، فإنها من جهة أخرى سترفع معنويات كل اللاعبين وتحفزهم أكثر لبذل كل ما بوسعهم للعودة بنتيجة إيجابية في الخرجة الصعبة و الثانية على التوالي المرتقبة نهاية الأسبوع ما بعد المقبل أمام إتحاد بلعباس، وبالتالي تحقيق المطلوب بتجاوز منعرجي البطولة بسلام وهو ما سيكون كفيلا بتحسين وضعية الفريق في جدول الترتيب ويخفف من حدة الضغط الشديد المفروض على أشبال ياحي في الأسابيع الأخيرة. بولعراس ولزاريف يعودون أساسيين وما يعزّز من حظوظ الوداد للعودة بنتيجة إيجابية من مستغانم هي أن التشكيلة ستعرف عودة وسطي الميدان لزاريف وبولعراس بعدما غاب الأول لأسباب مجهولة عن مواجهة سعيدة، في حين أن العقوبة الآلية حرمت بولعراس من المشاركة وهي العودة التي من شأنها أن تريح الطاقم الفني كثيرا، بالنظر إلى وزن الثنائي في التشكيلة وقيمته الثابتة في معادلة المدرب ياحي. بوزار «في الشك» وتغييرات مرتقبة وتبقى مشاركة المدافع خالد بوزار في المحور ضمن التشكيلة الأساسية أمام مستغانم «في الشك» باعتبار أن اللاعب عاد لتوه من الإصابة التي حرمته من المشاركة في ثلاث مباريات متتالية، حيث ينتظر أن يبقى في كرسي الاحتياط... وبالمقابل تشير كل المعطيات إلى أن ياحي سيحدث بعض التغييرات على مستوى الخطوط الثلاثة على أمل مخالفة كل التوقعات والعودة بنتيجة إيجابية تسمح لذوي اللونين الأصفر والأسود بمبارحة دائرة الحسابات ولو بصفة مؤقتة.