تبدأ بلدية العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس خلال الأيام المقبلة دراسة مشروع لإقامة أثر تذكاري تكريما لأسطورة كرة القدم دييغو مارادونا، بطل كأس العالم في المكسيك عام 1986، والمدير الفني الحالي لمنتخب التانغو. تشير المبادرة التي قدمها خوان كابانديي النائب عن "جبهة الانتصار", الكتلة السياسية التي يتزعمها الرئيس السابق نستور كيرشنر (2003-2007) إلى أن مارادونا تحول إلى رمز في الثقافة الشعبية. وقال النائب عن مدينة بوينس آيرس في معرض تناوله لأسباب اقتراحه: "بعيوبه ومميزاته، بتوفيقه وأخطائه، بنفس المشكلات التي تواجه أي شخص، تمكن مارادونا من تجاوز كل معوقات الحياة، بروح كفاح لابد من إبرازها". واقترح النائب تنظيم مسابقة بين الفنانين التشكيليين لتحديد شكل التصميم. وأوضح: "رغم وجود كل شيء في متناوله، دافع مارادونا في كل لحظة عن مصالح أبطال كرة القدم الرئيسيين"، مضيفا: "من أجل ذلك , واجه قيادات في كرة القدم وسياسيين ومصالح كبرى". كما نبه كابانديي إلى: "مارادونا ظاهرة اجتماعية , تتخطى شعبيتها حدود ما هو رياضي". وقال: "الشعب لا يحبه فقط لأهدافه ومراواغاته، الحب يتعدى ما يمكن لأي رياضي أن يناله". كما أشار النائب أيضا: "خلال العديد من مشاهد حياته، جسد (مارادونا) رغبات من هم أكثر احتياجا، من لم يكونوا قد احتفلوا قط، من أقصاهم التاريخ إلى الأبد، الذين وجدوا آمالهم في حياة أفضل متجسدة فيه". وقال: "دفاعه عن وحدة أمريكا اللاتينية واعترافه بمعاداة الإمبريالية يشهدان على ذلك". واعتبر أيضا: "الشعب الأرجنتيني قدم دليلا على أنه إذا كان الأمر يتعلق بمارادونا، فإن النتائج لا تهم"، في إشارة إلى خروج منتخب البلاد من مونديال جنوب إفريقيا عقب الخسارة الثقيلة أمام ألمانيا 0/4 في دور الثمانية للبطولة. وقال النائب: "خرج الآلاف إلى الشوارع لاستقباله هو ولاعبيه ال23"، معتبرا أن هذه العاطفة أصبحت خالدة ولذلك فهو يقترح: "تخليده في أثر تكريما له يبرز جهده وتمرده وعناده، كي يواصل سطر فصول من هذه القصة التي تبدو بلا نهاية".