جاءت الهزيمة غير المشرفة التي مني بها المنتخب الوطني أمام منتخب إفريقيا الوسطى يوم الأحد الفارط وما أعقبها من تصريحات لرئيس الفاف روراوة في “الهدّاف” عن قرار تدعيم العارضة الفنية لتطل علينا بأسماء بعض المدربين الأجانب المرشحين للعمل في الطاقم الفني للخضر الى جانب بن شيخة يتقدمهم الثنائي الفرنسي “رولاند كوربيس” الذي ذكر في حصة “100 بالمائة فوت” في قناة “أم سي 6” اتصالات بينه وبين مسؤولي الفاف، و”هيرفي رونار” الذي كان اسمه متداولا منذ نهائيات كأس العالم الفارطة. ولم تقتصر الأسماء على هذا الثنائي فقط بل إن اسمي الصربي “حاليلوزيتش” والفرنسي “تروسييه” ذُكرا بدورهما. الأسماء المتداولة ليست كبيرة وبن شيخة أفضل منهم جميعا وإذا كان أكثر الأسماء تداولا في ال 48 ساعة اسما “كوربيس” و”رونار”، فإن الشارع الجزائري أبدى امتعاضه من تداول اسمي هذين المدربين اللذين اتفقت جميع الآراء على كونهما غير قادرين على الإشراف على منتخبنا الذي وصل إلى مستوى لا يسمح لمدربين “نكرة” بتدريبه، خاصة أنه منتخب “مونديالي” ويوجد حاليا في ظرف حساس بعد أن أصبح مهددا بعد هزيمته أمام منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى بعدم المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة، ومنه فبن شيخة حسب الكثيرين أفضل مستوى من هذا الثنائي. كوربيس” غادر السجن مؤخرا ولم يسبق أن أشرف على أي منتخب إذا كان “كوربيس” يبدو مرشحا لتدريب الخضر أكثر من بقية الأسماء المتداولة هنا وهناك بعد تأكيده على تلقيه اتصالا رسميا من مسؤولي الفاف، فإن هذا المدرب يبقى مستواه بعيدا جدا عن مستوى مدرب يشرف على المنتخب الجزائري، وهذا كونه لم يسبق له أن أشرف على تدريب أي منتخب منذ امتهانه سلك التدريب، والأكثر من ذلك أنه لم يعمل في السنوات الأخيرة إلا في أندية فرنسية صغيرة بعد أن أدخل السجن بسبب قضية تخص تحويله أموال عند استقدام لاعب في أولمبيك مارسيليا لمّا كان يشرف على تدريبه، حيث دخل السجن مدة سنتين ولم يغادره إلا شهر فيفري الفارط. “رونار“ نكرة ولم يفعل شيئا لا مع زامبيا ولا مع غيرها وإذا كانت مشاكل “كوربيس” كثيرة مع العدالة الفرنسية، فإن مواطنه “رونار“ يبقى مدربا “نكرة” أكثر منه ما دام أنه عدا تدريبه المنتخب الزامبي الذي لم يحقق معه أي شيء وكانت نتائجه هزيلة جدا بعد أن كان لا يكتفي بالانهزام في تصفيات “المونديال” السابق فقط خارج قواعده بل أيضا في زامبيا، وهو ما حصل مع الجزائر ومصر، وعدا ذلك فإن “رونار“ الذي لم يتحصل حتى على فرصة تدريب نادٍ فرنسي في الدرجة الأولى عمل مساعدا ل “كلود لوروا” في غانا وأشرف على تدريب أنغولا الآن في لقاء قبل أن ينصرف بحجة المستحقات. الجزائر بحاجة إلى مدرب كبير وليس للتغيير من أجل التغيير الجمهور الجزائري الذي كان قد فرض ضغطا شديدا حتى يرغم الناخب السابق سعدان على الانسحاب من العارضة الفنية للخضر، لا يريد الآن من روراوة استقدام مدرب أجنبي لمساعدة بن شيخة وهو أقل مستوى من هذا الأخير، لأن ذلك لن يكون له معنى ولن يستفيد المنتخب الوطني من ذلك في شيء، حيث يرى كل المتتبعين أن الخضر الآن بحاجة إلى مدرب كبير خاصة من الناحية التكتيكية ليكون عمله متكاملا مع عمل بن شيخة الذي يشهد الجميع له أنه يحسن التواصل مع اللاعبين ويزرع في نفوسهم الروح القتالية كما أنه لا يتلاعب بالانضباط. الأموال لا يمكن أن تحرم “الفاف“ من استقدام مدرب كبير وتبدو الآن الفرصة مواتية لرئيس الفاف روراوة للبحث عن مدرب كبير يمكن له بحق مع بن شيخة إعطاء دفع جديد للمنتخب الوطني الذي أصبح في المدة الأخيرة لا يحمل إلا الاسم بعد أن حوّل اللاعبون إنجازاته المحققة في 2009 إلى مهازل هذه السنة، ما دام أن الوقت كاف لذلك حيث أن المنتخب الوطني لن يلعب أي لقاء رسمي إلى غاية شهر مارس 2011، كما أن الفاف تملك الأموال التي تسمح بجلب مدرب كبير بجانب بن شيخة بعد الثروة التي جنتها من التأهل إلى المونديال الفارط من عقود “سبونسور” ومكافآت آخرها قدمتها لها “الفيفا” بعد دورة جنوب إفريقيا والمقدرة ب 6 ملايين أورو.