علّل الناخب الوطني السابق رابح سعدان عقب إبعاده كلا من زاوي، رحو، بابوش وبوعزة عقب مواجهة صربيا وضمه عددا من اللاعبين المحترفين عشية مونديال جنوب إفريقيا على غرار بلعيد، مجاني، مصباح.. والآخرين بأن القرار يدخل ضمن سياسة تشبيب المنتخب وتحضير الخلف لما بعد دورة جنوب إفريقيا، حيث كشف “الشيخ“ أنه يهدف من وراء إضافة دم جديد في المنتخب إلى تحضير منتخب يشرّف الجزائر في مونديال 2014، وهو الهدف البعيد المدى الذي يريد تحقيقه من وراء تغيير تركيبة الخضر أسابيع فقط قبل انطلاق أول مونديال إفريقي، ولكن المعطيات الميدانية أثبتت أن سعدان لم يفلح في بناء على الأقل فريق يتمكّن من الفوز على منتخبات مغمورة على غرار تنزانيا والغابون، ورهن حظوظ الخضر في التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة بمجموعة من اللاعبين لم يقدّموا مستوى أفضل من زاوي، رحو وبزاز.. ما عدا بودبوز وقادير لا أحد أقنع من الجدد كشفت المباريات التي لعبها الخضر منذ قدوم العناصر الجديدة عن محدودية مستوى أغلب اللاعبين المستقدمين من أندية تنشط في الدرجة الثانية على غرار مجاني، بلعيد ومصباح الذي كان ينشط مع ليشي في القسم الثاني قبل المونديال، وقد كشفت المباريات الأخيرة عن تألق كل من قادير الذي برز منذ أول مباراة له في جنوب إفريقيا في الرواق الأيمن الدفاعي وكان اكتشاف الدورة مؤكدا الوجه الطيب الذي يقدمه مع فريقه فالانسيان الذي ينشط في الدرجة الأولى بفرنسا، ونفس الأمر يخص بودبوز الذي يعد من الأوراق الأساسية في سوشو وأصبح قطعة أساسية في تعداد “الخضر“. مجاني، بلعيد، مصباح وڤديورة جُلبوا للاحتياط الرباعي الآخر الذي استقدم عشية المونديال بهدف ضمان الخلف حسب سعدان، كان يتشكّل من بلعيد الذي لم يلعب أي دقيقة في المواجهات الرسمية للخضر مكتفيا بتسخين مقعد البدلاء، بينما لم تتعدّ مكانة مصباح، ڤديورة ومجاني دور البدلاء لتعويض الركائز في المباريات الرسمية والودية، ما يعكس فشل الناخب السابق في انتداب لاعبين قادرين على فرض أنفسهم في التعداد الحالي رغم مشاركتهم في المونديال الأخير. بن شيخة يفضّل التجديد بالمحليين سياسة تدعيم المنتخب عهد المدرب السابق سعدان كانت تعتمد على اللاعبين المحترفين وغلق الباب في وجه المحليين بحجة محدودية مستواهم، ولكن بن شيخة فضّل من خلال دعوة ستة لاعبين جدد للمنتخب الأول في تربصي أكتوبر ونوفمبر القادم تحقيق توازن بين اللاعبين المحليين والمحترفين، وخالف سعدان في استبعاد لاعبين ينشطون في الدوري المحلي، خاصة أن التجديد الذي قاده بن شيخة في اللائحة الجديدة كان على حساب محترفين كانوا يعدّون من الركائز في عهد الشيخ سعدان. المحترفون الجُدد من خارج مفكّرة سعدان كما شد انتباه المتتبعين أن اللائحة الجديدة التي أعدها بن شيخة عرفت انضمام ثلاثي محترف لم يكن في مفكّرة الناخب الوطني سعدان، حيث لم يسبق لهذا الأخير أن عاين مسلوب، مصطفى مهدي أو حتى بن يمينة الذي ظل ينتظر دعوة سعدان قبل المونديال، ولكن الشيخ لم يعره أي اهتمام وفضّل استعادة جبور وتحويل مطمور كرأس حربة لتدارك النقص الموجود في الخط الأمامي. بن شيخة يريد بناء منتخبه لعام 2014 يسعى بن شيخة مباشرة بعد خسارة الخضر في بانغي إلى إعطاء لمسته في ثاني تربص يشرف عليه، وذلك بإجراء تعديلات على مستوى التعداد بإبعاد عناصر كانت تحسب من الركائز والانطلاق في سياسة التجديد والتشبيب من خلال الاعتماد على لاعبين محليين ومحترفين لم يسبق لهم اللعب في المنتخب، في محاولة لبناء منتخب شاب يقوده إلى غاية تصفيات مونديال البرازيل المزمع إجراءه سنة 2014. سعدان غيّر المنتخب من السنغال إلى تنزانيا المعطيات الميدانية التي ميّزت مشوار الخضر منذ بداية تصفيات دورة أنغولا إلى أول مباراة في تصفيات الدورة القادمة التي ستقام بالغابون وغينيا الاستوائية مناصفة وكانت الأخيرة بالنسبة لسعدان على رأس الخضر، تبيّن أن الشيخ فشل في بناء فريق طيلة ثلاث سنوات بدليل أن التشكيلة التي مكنت الخضر من التأهل أمام السنغال في البليدة إلى دور المجموعات في التصفيات الأخيرة مختلفة بنسبة كبيرة عن التي واجه بها المنتخب التنزاني في ذات الملعب. “ما زلنا نجرّب اللاعبين ولم نبن منتخبًا” وقد تم طرح موضوع فشل القائمين على المنتخب في بناء فريق تنافسي رغم تأهل الجزائر لمونديال جنوب إفريقيا من طرف الأخصائيين في بعض القنوات العربية، وهو نفس الانطباع الموجود في الشارع الجزائري الذي لم يفهم كيف أن الطاقم الفني لا يزال يعاين ويجرّب اللاعبين في عز التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا، ما يعكس عجز الطاقم الفني السابق عن بناء فريق تنافسي رغم تمثيلنا العرب في جنوب إفريقيا واكتفاء سعدان وطاقمه بالتهليل بإنجاز فرض التعادل أمام أشبال كابيلو كمعيار على صحة المنتخب، قبل أن تفضح إفريقيا الوسطى أن داء الخضر خطير ويتطلّب إصلاحا على جميع المستويات.