بنك الجزائر يحدد الشروط الخاصة بتأسيس البنوك الرقمية    مولي: الاجتماع المخصص للصادرات برئاسة رئيس الجمهورية كان مهما ومثمرا    ميلة.. تصدير ثاني شحنة من أسماك المياه العذبة نحو دولة السينغال    الرئاسة الفلسطينية تؤكد ضرورة قيام المجتمع الدولي بالعمل الفوري على وقف العدوان الصهيوني المتواصل عل الفلسطينيين    أوبرا الجزائر تحتضن العرض الشرفي الأول للعمل الفني التاريخي ملحمة الرمال " تاهقارت"    المدعي العام للجنائية الدولية يحث كل الدول على التعاون بشأن مذكرات الاعتقال بحق مسؤولين صهاينة    وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال من يسمى نتنياهو إذا زار روما    منظمة العفو الدولية: المدعو نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة الجنائية    الرابطة الأولى موبيليس: شباب قسنطينة يفوز على اتحاد الجزائر (1-0) ويعتلي الصدارة    ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    أكثر من 10 آلاف مشروع مصرّح به    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    دعم حقوق الأطفال لضمان مستقبل أفضل    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    شايبي يتلقى رسالة دعم من المدير الرياضي لفرانكفورت    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    ماندي الأكثر مشاركة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ياحي: “مخلوفي بوجود التونسيين قال لي واش يا الدزيرية ما زلتو تقتلو في بعضاكم؟”
نشر في الهداف يوم 23 - 11 - 2010

يواصل الرئيس الأسبق لاتحاد الشاوية عبد المجيد ياحي في هذا الجزء الثاني من حواره الشيق مع “الهداف”، كشف عدة أمور مثيرة كاعترافاته لفترة رئاسته ل”الشاوية” وتتويجه بأول لقب في التاريخ به وكذا المؤامرات التي حصلت لفريقه إضافة إلى مغامرات وحقائق سنترككم تكتشفونها...
في أول موسم لكم في القسم الأول أديتم مشوارا رائعا، لكن اللقب ضاع منكم في آخر لحظة.
فعلا، رغم أننا لم نكن نعرف حتى مواقع الملاعب التي كانت بمثابة اكتشاف لنا، جلبت كرمالي ومواسة بالإضافة إلى بوالڤرون، مع قويدر بن الماجات، كنا نملك فريقا ممتازا، قبل بداية الموسم ذهبنا للتحضير في تونس وفزنا على فرقها شرق، غرب، وسط وجنوب، بمجرد وصولنا واجهنا فريق صفاقس الذي فزنا عليه (2-1) ثم انتصرنا على أولمبي النقل (2-1)، وبعدها كنا سنتوجه إلى حلق الواد لإقامة معسكرنا التحضيري، فسمع بتواجدنا مسؤولو المنستير خاصة أن مدربهم كان شنيتي الذي عملت معه، في القرعة الكل كانوا يريدون اللعب أمامنا، لأن ذلك يعني في نظرهم الوصول إلى النهائي، عدا صفاقس الذي شاهد مستوانا، القرعة أوقعتنا أمام المنستير، ربحناهم على ميدانهم وأبهرناهم إلى درجة أن أنصارهم صاروا يطلبون العيد خياط، وآخرين يصيحون “أعطونا سلطاني”، والبعض يسأل، لماذا نجلب زرڤان مادام هناك من هو أفضل منه؟ كما تلقيت عروضا بالجملة من رؤساء الفرق الذين أرادوا لاعبي فأغلقت الباب كلية في أوجههم، لعبنا النهائي أمام الملعب التونسي الذي كان يحرس مرماه السنغالي الشيخ ساك، الذي له حكاية مع كرمالي في المنتخب الوطني ومشاكل قديمة، في ليلة اللقاء علمت أن اللاعبين ذهبوا إلى الملهى الليلي يرقصون مع شيخ ساك حارس الملعب التونسي، حيث كان يقول له لاعبنا الصيد “غدوة نمرمدوك، حرك مليح برك”، حيث فزنا عليهم (1-0) بحضور سلطات تونس وبروتوكول كبير، أنا كنت في المدرجات ونزلت وقلت للاعبين يجب أن نعود بالكأس، كرمالي من جهته أكد قائلا، “هذه القوطية لازمو نشربو فيها اللبن في أم البواقي”، في اليوم الموالي في الصحافة التونسية كتبوا “اتحاد الشاوية يهزم تونس شرقا، غربا، وسطا وجنوبا”.
معالم موسم كبير اتضحت من البداية، أليس كذلك؟
نعم، حيث بدأنا بتحقيق الانتصارات رفقة مولودية وهران وشبيبة القبائل، مع بعض التعثرات خارج الديار، إلى أن اجتمعت بكرمالي ومواسة وطالبت بنتائج خارج “الحوش” (أم البواقي)، ثم لعبنا أمام شبيبة القبائل على أرضها وتعادلنا (1-1)، وأتذكر أن المدربان سهرا إلى غاية ساعة متأخرة من الليل وغيرا الخطة، حيث استعملا حاجي كمال جناحا متأخرا (faux élie) في أول مباراة له كأساسي، ثم واجهنا شباب بلوزداد الذي كان في القمة وقتها وفزنا عليه وقد اعترف كالام وقال إنه شاهد لأول مرة منذ سنوات “ماتش بڤرونو”.
اللقب ضاع في اللقاءات الأخيرة.
هنا يجب أن نوضح أنه كانت هناك مؤامرة، كنا في ديناميكية ممتازة في المرتبة الأولى على بعد خطوات من التتويج، فتوقفت البطولة في جوان، وكسروا وتيرتنا لأن العودة كانت في سبتمبر.
(نقاطعه) لكن التوقف جاء لأن الظروف السياسية كانت سيئة مع الإضرابات، والأمر لم يكن مقصودا، أليس كذلك؟
فعلا لم يكن مقصودا، الناس حضرت نفسها من جديد، كرمالي غادر إلى ليبيا، وقد قرأت في حوار ل “الهداف” يقول فيه إنه توج مع الشاوية، هو لم يحمل اللقب لكنه تركنا في الريادة خلال جوان ومن حقه أن يقول إنه توج، في ذلك الوقت عند توقف البطولة خسرنا عدة لاعبين غادروا الفريق، لأنه لم يكن هناك قانون واضح، لا أتذكر الأسماء لكن كان هناك أساسيون فقدناهم، ثم قمنا باستقدامات، ولكن لم يكن لهم حق المشاركة في المباريات الأخيرة، بعدها تنقلنا إلى بلجيكا للتحضير فقاموا بمؤامرة وراءنا، في وهران فازت علينا “الحمراوة” بركلة جزاء غير شرعية صفرها مجيبة لا زلت أتذكرها، كما طرد فنازي، بلومي كان لاعبا في مولودية وهران ومع هذا انتفض في وجه الظلم وقال “هذا المنكر ما نحضرلوش” وغادر الميدان، في تلك المباراة بدأناها فائزين ثم انهزمنا ب (2-1)، بعدها استقبلنا في أم البواقي ثم سافرنا إلى البليدة وواجهنا هذا الفريق الذي تآمر علينا أيضا رغم أني “درت فيهم غير الخير” حيث انتصروا علينا بكل الوسائل، كنت أعتقد أن الأمور تسير بصفة عادية، لكن وصلتني أخبار بعدها أن رؤساء النوادي اجتمعوا وقرروا أن يقطعوا الطريق أمام هذا الفريق الصغير ومنعه من التتويج.
من اتفق عليكم؟
هناك حناشي، بن دالي رئيس البليدة مع مسؤولي مولودية وهران وغيرهم حيث قطعوا أمامنا الطريق، بعد لقاء البليدة كنا نستقبل نحن شبيبة القبائل التي تلعب على اللقب، حيث كانت بحاجة إلى الفوز لتتوج، جاءني 4 رؤساء للفرق وطلبوا مني تسهيل المهمة للشبيبة منهم إثنان توفيا الآن، فقلت لهم إن الميدان بيننا، حناشي كان معهم في الإدارة ولم يكن رئيسا، استقبلناهم في النزل، أكلهم وشربهم على حسابنا، حتى مناصريهم باتوا عند أنصارنا، قلت لهم إذا فزتم على الميدان فإنكم ستستحقون البطولة وأنا سأذبح لكم 20 كبشا، لكن أمورا أخرى إنسوها، سجلنا عليهم في الدقيقة 89 ولعبنا كأس “الكاف”، البطولة نالتها مولودية وهران ولما انتهت صرح الكثير من الرؤساء لسكينة بوطمين في الإذاعة أن الأحق بالتتويج هو اتحاد الشاوية لولا لعبة الكواليس.
بصراحة، هل كانت بعض المباريات مرتبة لصالحكم؟
لا يمكن الجزم بذلك، ولكن ما يمكنني قوله هو إنني كنت أمتلك جواسيس في كل الفرق، يتعاونون معي، هم بمثابة أصدقاء سهلوا مهمتنا في عدة مناسبات.
كم صرفت خلال ذلك الوقت؟
في القسم الثاني 280 مليونا وشباب قسنطينة أنفق أكثر من مليار ولم يصعد، في أول موسم في القسم الأول صرفنا مليارا و400 مليون، ونلنا اللقب في الموسم الموالي بمليارين و400 مليون.
نتكلم الآن عن موسم البطولة والبداية باستقدامات قوية...
بالنسبة للطاقم الفني اتفقت مع بوعراطة ومواسة، حيث لعبنا لقاء وديا في باتنة، مواسة بعد اللقاء غادر لأسباب لم أفهمها إلى اليوم، في ذلك الوقت كان حاج منصور في وضعية سوء تفاهم مع سطيف، بعد أن عمل مع شبان فاجؤونا وأتعبونا في الموسم المنصرم، حيث قلت له إنك كنت تستعمل المنشطات، وحتى مواسة شك في أن لاعبيه يستعملونها، المهم اتصلت به وجاءني إلى المكتب وفي ظرف دقيقتين اتفقنا، في اليوم الموالي بدأ حاج منصور يحضر، حيث قال لي تعال لترى المنشطات، في إشارة إلى العمل الشاق الذي كان يقوم به في التدريبات، كان يجيد العمل فعلا، وشخصيا كنت أختار المدربين قبل اللاعبين، لأنه أحيانا مهما كان لك من نجوم مع مدرب ضعيف لا يمكن أن تحقق شيئا، لكن المدرب يمكن أن يصحح اللاعبين ويوازن الأمور، أتذكر أن مواسة منحني قائمة فيها 7 لاعبين دوليين لاستقدامهم في الصيف، منهم براهيمي، بتاج، دحلب، قلت له هنا، إذا جاءني هؤلاء يا السي كمال لا أحتاج مدربا، سأمنح الفريق إلى فاتح جيراس حارس العتاد وحده يحقق لي اللقب (يضحك).
في الاستقدامات جلبتم تيزاروين، هل تتذكر قصة انتدابه إلى فريقكم؟
كان لاعبا في أواسط المدية أصوله من يسر ببومرداس، قبل تنقلي إليه جاءه مسؤولو اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل إلى بيته، خاله أراده في أم البواقي، وحناشي وسعدي وعليق صباح مساء عنده، فلجؤوا إلى حل وهو إجراء انتخابات في البيت بين الأقارب كحل أخير بعد أن أقلقنا راحتهم، 23 شخصا من العائلة اجتمعوا وقاموا بالتصويت، 20 صوتا لنا و3 بين اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل.
جلبت أيضا حنيشاد الذي رفعت قيمته كثيرا.
هناك كلام كثير إلى اليوم عن هذه النقطة، هو لا زال حيا يرزق كان في سويسرا رفقة المنتخب مع العيد خياط، اتفقت معه في الهاتف، لما عاد أمضى لي في المطار على بياض في وقت أن 3 رؤساء فرق كانوا في انتظاره بالبيت، لما عاد إلى منزله قال لهم إنه أمضى في سويسرا لصالح الشاوية.
هل صحيح أنه أمضى مقابل 300 مليون وقتها؟
الرقم الصحيح 100 مليون كمحنة إمضاء، ولم يأخذه مرة واحدة بل ناله بالتدريج، في ذلك الموسم هناك لاعبون أمضوا مقابل 200 و300 مليون في نواد أخرى، هناك دحلب وبتاج جلبناهما مقابل 35 مليونا، حنيشاد “حللوه” مقابل 250 مليونا نقدا لكنه رفض أن يغيرنا.
كيف تمكنت من إقناع هؤلاء اللاعبين بالمجيء إلى مدينة صغيرة تملك ملعب “تيف” فقط؟
اللاعبون يتبادلون الأخبار، بالإضافة إلى هذا منطقة الشاوية هي منطقة كرم، و“ناس فحولة” ولا يعودون إلى الخلف، حتى سمعة المدربين الذين مروا على غرار شنيتي، كرمالي، مواسة، تبعث لديهم حب الاكتشاف، بالنسبة لي استقدام ثلاثي شبيبة القبائل كاروف - إيزري - دودان لم يكن سهلا لأن حناشي رفض تسريحه بسبب لعبنا كرة قدم جيدة ما تسبب في حرمان فريقه من اللقب، قلت له إن القانون الذي صوتم عليه ويسمح لهؤلاء اللاعبين بالانتقال إلى الشاوية لما وضعتموه أنا لم أكن موجودا في الساحة، هذا القانون ينص على أن اللاعبين الذين يدرسون أو يقومون بالتربصات على بعد أكثر من 100 كلم لا يحتاجون إلى وثيقة تسريح، وهنا أتذكر ما قاله المرحوم آيت ڤرين عن مهاجمه حاج عدلان الذي انتقل لشبيبة القبائل بهذا القانون حيث سأل حناشي، لقد جلبت حاج عدلان للدراسة في تيزي وزو اختصاص مرطبات، سنضعه ونختبره إن كان يجيد تحضير حبة واحدة من “الميلفاي” (يضحك)، هذا القانون تعرف من أوجده؟
من؟
مسؤولو الفرق الكبيرة حتى يأخذوا لاعبي المدن الصغيرة إلى الدراسة والمعاهد ومراكز التكوين المهني المتوفرة عندهم، عندما وصلنا إلى القانون أوجدت أنا اختصاصات لكل هؤلاء اللاعبين، مثلا دحلب عثرت له على اختصاص غير موجود في أم البواقي، وأحدهم في الزراعة، في الفدرالية عندما ناقشوا هذه النقطة قلت لهم إنكم لما وضعتم القانون نحن كنا في الشرفي ولا نملك حتى عضوية في الجمعية العامة ل “الفاف”، بعدما استغليتموه لصالحكم جاء الدور علينا نحن لنستعمله ضدكم، إذا أردتم تغييره نذهب إلى جمعية عامة، حرايق كان رئيس الفدرالية وتعرض إلى ضغط أغلبية رؤساء فرق القسم الأول الذين طالبوه بتغيير القانون، تكلمت مع حرايق وقلت له أنت تقول إنك رجل قانون، نحن 16 رئيسا لا يمكننا أن نقرر في وقت أن هناك 400 ناد حسب القوانين العامة لديهم أعضاء في الجمعية لهم الحق في تغيير القانون، حرايق خاف من المغامرة رغم أني سرت ضده في الانتخابات وكنت معارضا له رفقة رئيس شباب باتنة ومع هذا سلمني الإجازات وحصلت على من أريد من اللاعبين.
ماذا كان موقف حناشي؟
شتمنا جميعا في لحظة غضب لكننا تفهمنا موقفه، تحانوتي أيضا كاد يجن بعد أن أخذوا له باسم القانون لونيسي خالد، في تلك الليلة بتّ مع المرحوم بفندق “الأوراسي” اتصل هو بالجنرالين توفيق واسماعيل وطلب منهما التدخل لوقف حرايق قائلا لهما، هذا الذي وضعتموه يجب أن تجدا له حلا، كما قال لي بعد أن حصلت على اللاعبين يجب أن تبقى على موقف ضده، فقلت له إنني صرت معه اليوم مادام يسير وفق القوانين.
وهل درس فعلا ثلاثي شبيبة القبائل رفقة دحلب وبتاج؟
“والله ما قراو نهار” حتى حاج عدلان يعمل الآن في محل لبيع المرطبات (يضحك).
القوانين كنت مسخرة وكنتم تسيرونها مثلما تريدون، أليس كذلك؟
قمنا بعدها بسن قوانين تحمي اللاعب بورقة التسريح، وحقوق الفريق الذي يكونه، أنا كنت ضمن ورشات العمل وأضفنا أشياء جديدة للقوانين، كالقانون الذي منعني من السقوط وقت رئاسة ذيابي للفدرالية موسم 96-97 رغم أن الأمور كانت واضحة وقتها، حيث أن فريقي فاز على شباب باتنة وهم احترزوا على مشاركة لاعب عسكري وظفناه في وقت أنه مؤهل بصورة قانونية، ويومها تلقيت اتصالا من الرئاسة طلبوا مني أن أقبل الاقتراح الذي سيقومون به، لكني رددت بجرأة، أنا لا أسكت وأقبل أن أسقط.
ماذا حصل وقتها؟
اللاعب محل الاحتراز هو علاوة، شباب باتنة رفع علينا الاحترازات، في ذلك الموسم من المفارقات أن فوزنا على “الكاب” سجلته الرياح، الكرة التي سددها علاوة كانت ستخرج أقسم بالله العظيم كأن الرياح حملت الكرة ووضعتها في الشباك، اللجنة المكلفة بدراسة الملف اعتمدت النتيجة لصالحنا أي (1-0)، فاعتدى عليّ بوعبد الله وجماعته في مقر الرابطة الوطنية، وهنا نعود إلى القوانين، مخلوفي لما ترأس الفدرالية ماذا كان يقول لمن لا يعرف القراءة، أنا لا أتكلم معك “هات اللي قاري نفهمو”، كان يقرأ القوانين مثلا المادة 25 ويقول إذا أخذوا لك حقك بهذه المادة أعيده لك وليس بأي حق آخر، في وقت أن القانون كان واضحا بخصوص المادة 25 التي تخص اللاعبين العسكريين.
على ذكر مخلوفي، قطعت أمامه الطريق في الانتخابات التي تنافس فيها مع روراوة وساندت الأخير، لماذا؟
أنا لا أعرفه جيدا، صدفة في تونس في تحضيراتنا سنة 1993، بحثنا عنه أنا وكرمالي في بيته لإعلامه بأننا هنا لأن أمورنا كانت على ما يرام ومنظمة ولم نحتج سوى لإخباره بتواجدنا، بعدها جاءنا وأراد الدخول إلى الملعب فطلبوا منه دينارا تونسيا (70 دينارا جزائريا)، فعاد أدراجه واتصل بكرمالي الذي كان زميلا له في فريق جبهة التحرير وأخبره بأنه منع من الدخول، اتصلنا به من جديد فجاء وكنا مع بعض التونسيين فقال لي أمامهم جملة لم أحبها تماما وهي، “واش يا الدزيرية ما زالت تقتلو في بعضاكم”، هذه الحكاية بقيت في بالي، في حين أنا في الانتخابات كنت مع روراوة لأنه أقنعنا ببرنامجه.
بخصوص ذيابي الذي كان رئيس الاتحادية، كان يجب أن يتخذ قرارا لصالحكم فيسقط فريقه مولودية قسنطينة وشباب باتنة، ماذا حصل؟
5 سيارات جاءت من قسنطينة، كنت أسمعهم في الخارج يقولون له، يجب أن تفعل كل شيء حتى تبقي “الموك”، وجدته يبكي وهو يتصبب عرقا، قلت له “يا الحاج ما نزيدش عليك، ما أطلبه هو تطبيق القانون فقط”، قبل أن يتصل بي جباري الوالي السابق لباتنة و“الكاب” كان أيضا سيسقط بذلك القانون، حيث قال لي، اصمت ولا تقل كلمة، اتحاد الشاوية لن يسقط، فقلت له أنا سأتكلم وأبقى أتكلم وإذا كان القانون يسقطني فمرحبا به، ثم اتصلوا بنا من الرئاسة، وبعدها أعيد نظام البطولة من جديد ونصبوا مجموعتين، يومها أنا من ترأس أشغال الجمعية العامة، ولم نسقط لا نحن ولا “الموك” ولا “الكاب” رغم أنها طريقة غير رياضية إلا أننا تقبلناها مادام حقنا لم يضع.
نعود إلى ذلك الموسم، سبق أن صرحت لي قائلا إنك لو لم ترتب لقاءات لما حفظت حق فريقك ولم تحمه بالتالي.
بطبيعة الحال هذا الأمر عادي، من هو الرئيس الذي لا يرتب؟ أتحدى أي رئيس يقول إنه لا يرتب المباريات وأنا أعرفهم أفضل مما يعرفون أنفسهم، هؤلاء الرؤساء كانوا كبارا مثل آيت ڤرين، جباري، ليمام، زعيم، بن دالي، بن دادش، بوالحبيب، دميغة، ذيابي من يقول منهم “أنا مانشش الذبان على روحي منافق”، أعرف تاريخهم، تحانوتي المرحوم قال لي هناك فرق حققت 4 ألقاب على ظهري و”الحديث قياس”.
مادمت قلت إنك تملك أدلة، يعني أنك رتبت معهم مباريات.
هناك البعض يمنحك نقاط مباريات لا يحتاجها لأنه سيجدك في وقت لاحق لما هو يحتاج أيضا، فالأموال كانت نادرة.
في موسم البطولة، كم هي عدد المباريات التي لم تفوزوا فيها على الميدان، صحيح أنه كان لكم فريق ممتاز لكن نريد الصراحة؟
لقاء بلعباس قبل الأخير في ذلك الموسم، سهلوا لنا المهمة لأنهم سقطوا، ولكن خسرنا اللقاء، لقاء عين مليلة أيضا ساعدونا فيه في أم البواقي لأنهم لم يكونوا بحاجة إلى النقاط وهو اللقاء الذي جرى دون حضوري أو حضور حاج منصور، لكن كل اللقاءات الأخرى كانت على الميدان.
والحكام؟
صراحة، الحكام في ذلك الموسم كانوا ممتازين، ما عدا فئة قليلة منهم كانت في يد البعض، من أداروا لنا كانوا نزهاء، كلما يكون هناك حكم نزيه نفوز، في اعتقادي اللقب كان نظيفا وشريفا، الفرق الأخرى التي نافستنا لجأت إلى ترتيب اللقاءات ليس ذلك الموسم ولكن “على العام” ولكن نحن من توجنا.
ماذا حصل لكم في لقاء بلعباس في أسهل مباراة خلال الموسم، حيث انهزمتم وكدتم تضيعون اللقب؟
حقيقة، في تلك المباراة بلعباس لعبوا بأقل مجهود لأنهم سقطوا، في ديننا الحنيف هناك “المكتوب” الذي قضى أن ننهزم، عندما لا يريدك الله أن تفوز “غير ما تقلقش روحك”، كرة ضائعة لاعب بلعباس أراد إبعادها وصلت إلى المرحوم ياحي ياسين، وعلى ذكر هذا الأخير اقترحت على المدرب أن يبقى على كرسي الاحتياط لكنه لعب.
لماذا؟
كنت أحس بشيء ما و“مش مهني”، الكرة ضاعت منه إلى مهاجم بلعباس الذي أراد إخراجها، تصل الكرة بطريقة غريبة إلى الحارس، ترتطم بالأرضية وتدخل، بلة بقي يتفرج عليها...
ذلك اللقاء، هل كان مرتبا؟
ماذا ترديني أن أقول لك أكثر من أنهم قاموا بدعوتنا وذبحوا لنا 10 كباش؟ قضينا الليلة عندهم تساهلوا معنا ولكن الكرة رفضتنا وانهزمنا، كنا نحن وشبيبة القبائل وبرج منايل في المرتبة الأولى والبليدة رابعة، إذا أكملنا نحن الثلاثة في المرتبة الأولى الشاوية تنال اللقب، وهو أمر صعب جدا أن يحصل، في الليل كنت أبكي في النزل الذي أقمنا به بحمام بوحنيفية، جاءني سلطاني وياحي وجلبا الأكل لي فرفضته، قبل أن يؤكدا لي أن البطولة لا زالت ممكنة بالحسابات، حيث شرحا أنه يجب فقط أن تفوز برج منايل في البليدة، قلت لهم إن ذلك مستحيل لأن البليدة تلعب على المرتبة الثالثة التي تعني منافسة إفريقية، مباشرة رن هاتفي حيث اتصل بي تيحانوتي رحمه الله وقال لي، إذا لم تتوج باللقب “أنا ما إسميش علي”، قال لي، البليدة سأفوز عليها ولو لعبت أمامي بالبرازيل، أعطيناهم منحة الفوز عندما التقيت تيحانوتي في العاصمة، هذا الأخير رفع معنوياتي كثيرا لما أكد أنه يلعب على منافسة إفريقية ولكن لم أصدق بأننا سنتوج، المهم أن المعجزة حصلت، رغم أنه لا توجد معجزات في كرة القدم، برج منايل فازت في البليدة بهدف وأصبحنا كلنا في المرتبة الأولى، بفارق الأهداف شبيبة القبائل في المرتبة الثالثة، لم أصدق ما حصل.
أنت لم تذهب إلى الملعب.
رتبت لهم الأمور أمام عين مليلة، وحتى حاج منصور لم يتنقل إلى زرداني، كنا في قسنطينة معا نستمع إلى الراديو ونشاهد مباراة شبيبة القبائل منقولة على المباشر أمام بوفاريك، بدأ الاحتفال، الوزراء وصلوا إلى تيزي وزو لإقامة الأعراس، بوفاريك خسرت برباعية إلى غاية (د88) حيث انقلب الفرح من تيزي وزو إلى أم البواقي.
تقريبا معجزة، أليس كذلك؟
نعم، اتحاد الشاوية سجل الهدف الثالث، وفي اللحظة نفسها برج منايل يفتتح باب التهديف في البليدة (د88)، ليصبح فريقي بطلا للجزائر، أمر لا يقبله العقل، بخبرتي عشتها كثيرا عندما “يكرهك البالو غير أرقد مهني”، أحيانا مباريات في يدك مثل اللقمة التي تضعها في فمك لكنها تسقط على الأرض.
ألم تندم على عدم حضورك اللقاء؟
لا، لا لأنها أصلا معجزة، حاج منصور تقريبا يئس مثلي، والحمد لله توجنا، شعرنا بأننا فخورون جدا، عدت مباشرة من أم البواقي ووجدت الأنصار في انتظارنا، في أول ليلة لي عندما وضعت رأسي للنوم كنت أقول إن أم البواقي قد توج فريقها باللقب وأحاول أن أقنع نفسي وكأني غير مصدق، بملعب “تيف” (ترابي)، إمكانات منعدمة، وعندما تنظر إلى التعداد تجد 60 أو 70 من المائة من أبناء المدينة، يرجع الإنسان قليلا إلى الوراء ليتأكد، فعلا هي معجزة، حتى لما صعدت إلى القسم الثاني لم أصدق فما بالك باللقب، الحقيقة أننا كنا نملك فريقا لأنه حتى عندما يساعدك الحكم وأنت لا تملك فريقا جيدا فلا يمكنك حتى أن توصل الكرة إلى منطقة ال 18، وأمنحك مثالا، في لقاء بقسنطينة بين فريق عين فكرون ومسكانية، الحكم كان “مخدوم” للفريق الأول، حيث قال لأحد لاعبي هذا النادي، لا يمكن أن لا أصفر كل شيء، حذار من كرة تسدد من وسط الميدان إذا سجلت من 50 م ماذا أفعل؟، وجاءت كرة للاعب مسكانية سددها من منتصف الملعب إلى الشباك فصفر الحكم الهدف وتوجه إلى لاعبي عين فكرون قائلا لهم “واش قتلكم؟”.
حتى ترتب لقاء، هل كانت الأمور سهلة أم صعبة أم أنها ثقافة موجودة عند الجميع، وكانت هناك قابلية للاعبين مثلا؟
ثقافة عند الجميع في الجزائر، الكل يرتب، وحتى الآن هناك مناجرة أصبح اختصاصهم ترتيب اللقاءات وهذا عيب.
من كان يرتب لك، أنت أم من؟
وحدي كنت أرتب الأمور، أما هؤلاء “المناجرة” فهم مجرد “ڤزانات” يقولون لك هذا اللقاء سأساعدك فيه، في وقت أنه يمكنك الفوز، وعندما تفوز وربما دون أن يتكلم مع أحد من لاعبي الفريق المنافس يطلب حقه، وهذا الأمر “ماياكلش عندي”.
كلمة للتاريخ، كم هو عدد المباريات التي رتبها ياحي بصراحة وصدق؟
ليس كثيرا ربما 7 أو 8 مباريات فقط، في القسم الأول الأمور صعبة، في القسم الثاني والثالث وكل ما تنزل في المستوى الأمور أسهل نوعا ما.
الحكام الذين رتبت معهم، كم كان عددهم؟
5 تقريبا ليس إلا.
موسم اللقب، كيف كانت فيه الاحتفالات؟
الاحتفالات كانت كبيرة وعارمة، والمعارضة كالعادة تطالب برأس ياحي، كل عام، أحكي لك قصة، هناك شخص يدرس في أمريكا يأتي إلى أم البواقي كل شهر أوت، كلما يعود يجد المعارضة تتكلم عن إبعاد ياحي فقال لهم “أنتم عام كامل في هذه السيرة ولم تجسدوا هذا الكلام”.
هل تلقيتم مساعدة السلطات للتتويج باللقب؟
السلطات ساعدت بالذي استطاعت، لكن أؤكد أنني لم أتلق الأموال التي نالها من جاؤوا بعدي، ما أخذته في 15 سنة نالوه في نصف موسم 96-97.
هناك مباريات في أم البواقي لم تلعب مثل مباراة شبيبة القبائل، هل لك أن تفسر سبب الاعتداءات التي وقعت؟
أنا اعتدوا عليّ في تيزي وزو أمام الجميع والجمهور يصفق، ضربني رئيس فرع كرة القدم في الشبيبة، هو ليس مجرد اي مناصر بل كان مسؤولا وأتذكر وقتها أنه كان يملك حانة، كان الحكم معهم وكل شيء، في العودة الموسم القادم أقسم جمهورنا أن شبيبة القبائل ستدفع الثمن، دخلت الشبيبة على مستوى الأبواب تعرضوا إلى استفزازات من أنصارنا فخافوا ورفضوا اللعب رغم توفر الأمن، على الأقل في ذلك الوقت في تقريرنا سجلنا تواجد 220 شرطيا، بعدها تصالحنا وكل شيء عاد إلى مجراه.
العلمة قبل ذلك رفضت اللعب في أم البواقي.
بأمر من شباب قسنطينة موسم 90-91، نحن كنا لا نعرف الفدرالية وقتها ولكننا نعرف القوانين، مسؤولو الشباب طلبوا من العلمية أن يدعوا تعرضهم إلى اعتداءات خاصة أنهم في مباراة الذهاب اشبعونا ضربا وظلمونا، نسينا الأمر كمسيرين، لكن نيتهم كانت مبيتة لما دخلوا أم البواقي كانوا يريدون إخراج اللقاء من أم البواقي و “تتعاود ضربة القل”، حنصال كان حكما، طلب منهم أن يظهروا لاعبا تم الإعتداء عليه، كما حاول أن يقنعهم أن الأمن متوفر قبل أن يعلن عدم إجراء المباراة، وقد حصلت ضغوط كبيرة وقتها بخصوص هذا الملف.
على من؟
تنقل 4 جنرالات، 2 كانا في وضعية نشاط و2 متقاعدين إلى كزال رئيس الفدرالية وطلبا منح النقاط إلى العلمة، أو تبرمج المباراة من جديد خارج ملعبنا، ماذا فعل؟ جلب لهم تقريري الحكام والمحافظ وقال لهم، أنتم جنرالات هاهو القانون طبقوه، جدوا لي ثغرة واحدة وأنا سأتصرف... قبل أن يغادروا.
هل كان لك جاسوس في الفدرالية؟
في البداية لا، لكن بعدها أصبحت أسير الفدرالية مثلما أريد وأنا من أنصب الرؤساء والرابطات الجهوية، من دوني لا يحصل شيء.
في بعض المناسبات رفضتم دخول التلفزيون إلى ملعب زرداني حسونة، لماذا؟
القناة الإذاعية تكلمت عن الاعتداء الذي حصل لي في تيزي وزو، ولكن التلفزيون كان بمثابة شاهد لم ير شيئا، صوروا اللقطة وأخفوا الشريط وكأن كل شيء سار على ما يرام، قلت لهم، يوم يصبح تلفزيون كل الجزائريين وليس تلفزيون العاصميين، سنسمح لكم بدخول أم البواقي.
هل لازال التلفزيون تلفزيونا عاصميا مثلما تقول؟
أنا بالنسبة لي حتى الآن، شاهد من يحلل المباريات قريشي، مهداوي ولا أدري من هم، وكأن العاصمة هي الجزائر، في وقت هناك من هم أفضل منهم بكثير في الشرق والغرب، وحتى من حققوا مجد الكرة الجزائرية هم من هاتين المنطقتين.
لعبتم كأس “الكاف” وضاعت منكم في سنة 1994، ماذا حصل؟
كانت كأسنا فعلا وخسرناها، بكل صراحة قمنا بمشوار ممتاز إلى غاية نصف النهائي، ضيعنا اللقاء أمام “باندل أنسيرونس“ النيجيري في عين البيضاء حيث أهدرنا ركلة جزاء، لعبوا ب 9 لاعبين، أدخلت حتى بعض الأمور في الأكل للاعبين ومنحتهم أدوية تحدث الإسهال (دياري) دسستها في الأكل.
كنت متفقا مع الطباخ؟
هم كانوا يحبون العجائن في وقت أنها كانت مقوية لهم وارتكبت خطأ، كانوا من المفترض أن يأكلوا بطاطس مرحية (بيري) فمنحناهم العجائن التي بداخلها أدوية “تجري الكرش”، لم يحصل معهم شيء، لعبوا ب 9 عناصر وانهزمنا.
الحكم كان “مخدوم” في ذلك اللقاء لصالحكم...
كان معنا 100 من المائة، تلك المباراة سيرها في اتجاه واحد، كل شيء لنا، الحكام الأفارقة بمكافأة ضئيلة وحفنة من “الدولارات” يمكن أن يتخلى أحدهم عن والده أو حتى يبيعه وليس فقط يجعلك تفوز بلقاء، أنا مرة في إذاعة أم البواقي تحدثت عن الكولسة على مستوى كأس العالم وإفريقيا فتفاجأوا حتى شاهد الكل ما يفعله المصريون، الكواليس في كل ميدان.
وهل استعملتم الكواليس في بقية اللقاءات الإفريقية؟
نعم بطبيعة الحال، الحكام يجب أن يأكلوا جيدا، وينالوا أظرفة، لا تخافوا كنا “نعرفولها”.
تحتفظون بنتيجة ساحقة أمام فريق من النيجر ب (6-0) هل تتذكر؟
فريقنا كان في وضع سيء، لا يحقق الانتصارات، المدرب منصور قال لي “اين يمكن أن أجد علب ليل“ فقلت أنها متوفرة في عنابة، فقال لي “يجب أن نحضر في الملاهي” لم أتقبل الفكرة لكن بعد مدة فهمت ماذا يريد، قال هو للاعبيه “اجلبوا معكم من تريدون حتى صديقاتكم، وتوجهنا إلى سرايدي 7 أيام للتحضير، في الليل كنا نطلب من لاعبينا التوجه إلى الملاهي و علب الليل، كانوا يسهرون حتى الصباح أردنا ذلك حتى يخرجوا من حالة الإحباط، كانوا بيسكولوجيا جد متأثرين.
هل شجعتموهم فعلا على الذهاب إلى الملاهي الليلية؟
نعم أؤكد أننا طلبنا من اللاعبين التوجه إلى نوادي الليل للسهر، لما عادوا كانوا فريقا، في بعض الأحيان يجب أن يكون هناك مدرب ذكي، في ذلك الوقت منصور تعب في دراسة الأمور، كان يسهر، وفي النهار يطبق، ويغير ولا شيء تحسن الوضعية كانت كارثية، ولكن بعد أن خرج اللاعبون من الحالة التي كانوا فيها فازوا على فريق النيجر 6-0، و لم لم يتوقفوا كانوا سيصلون إلى 14-0، وهناك قصة لي مع لاعبي هذا الفريق.
ما هي؟
أهديت للاعبي فريق النيجر ليلة اللقاء 2 كيلوغرام من البرتقال في كيس لكل غرفة، وكل غرفة بها لاعبان (كل واحد استهلك كيلو)، على العاشرة ليلا دققت الأبواب ووضعت الأكياس دون أن أنتظر من يفتح، وأنا في بهو الفندق خرجوا لي وطلبوا مني كمية أخرى قائلين “..encore orange“ فوعدتهم بعد اللقاء لأن الكمية كافية، تناولوا البرتقال الذي يحتوي فيتامين “سي“، ولم يناموا ليلتها، وأنا أتجول بسيارتي في حدود منتصف الليل، سمعتهم من شرفة الفندق يهتفون “شاوية، شاوية” (يضحك).
مباراة العودة لم تجر في النيجر، لماذا؟
بعد (6-0) أرسلوا لنا برقية عن طريق “الكاف” طلبوا فيها منا عدم الحضور.
في الموسم الموالي لعبتم كأس إفريقيا للأندية البطلة وكان الإقصاء من الدور الأول، لماذا؟
كانت هناك مسؤولية على الطاقم الفني واللاعبين، في الذهاب قمنا بمباراة كبيرة في زيمبابوي، رغم أننا وصلنا صبيحة اللقاء، نمنا ساعات فقط ثم لعبنا، التنقل كان شاقا من تونس إلى روما ثم جوهانسبورغ فهراري، ورغم ذلك تعادلنا (1-1)، أؤكد لكم اليوم بعد مرور سنوات طويلة أن الفدرالية هي التي أقصتنا فرغم أن العودة كانت شاقة جدا وعبر تونس برا إلا أننا بمجرد وصولنا وجدنا “تلغرام“ بأننا سنلعب يوم الثلاثاء في وهران أي يومين بعد وصولنا، ثم رفضوا تأخير اللقاء، سلمنا أمرنا ولعبنا في وقت كان الفريق الزمبابوي في أم البواقي يستعد لنا، ارتاحو أكثر منا، من الطبيعي أن التعب عاد علينا بعد رحلة شاقة ومخطط قمت به لسبب واحد.
ضعف الإمكانات؟
نعم، حيث سافرنا مع “إليطاليا“ من تونس مقابل 9 ملايين في وقت كانت تكلفة السفر في الخطوط الجوية الجزائرية 24 مليونا، المهم بعد “صابوطاج” الفدرالية كان جوابي لهم، كان من المفترض أن تطلبوا منا الانسحاب وليس أن تجبرونا على الإقصاء بهذه الطريقة، في ذلك الوقت هناك فرق سافرت في خرجاتها الإفريقية بأموال الفدرالية، هضموا حقنا ولم نتلق أموالنا ولم نسترجع ما دفعناه في هذه السفريات الإفريقية إلا بعد أن نصب بن بوزيد وزيرا للشباب والرياضة.
لأنه من عين البيضاء بأم البواقي، أليس كذلك؟
الوزارة منحت الأموال لكنهم رفضوا تسريحها لنا حتى جاء بن بوزيد، كنا نسافرعلى طريقة “الطلالبة” ونجمع الأموال من المقاهي، في وقت أن شباب بلوزداد ومولودية وهران كانا استثناء.
في نصف نهائي منافسة الأندية الفائزة بالكؤوس طلبتم لعب وقت إضافي، لماذا؟
كان حرايق رئيس الفدرالية حاضرا، حيث طلب لعب وقت إضافي، المحافظ “مشى معاه“، قبل أن يقرأ القانون ويتراجع، في تلك المباراة أؤكد أن القانون كان في صفنا قبل اللقاء وكان من المفترض أن نتأهل لكن الفدرالية منحت التأهل للفريق النيجري بسبب برمجة لقاء مولودية وهران وبسبب آخر.
ماهو؟
بعد عودتنا الثلاثاء من وهران كان من المفترض أن نستقبلهم في عين البيضاء يوم الجمعة، هذا النادي لم يأت ولم يرسل أي وثيقة، القانون واضح ويمنحنا الفوز بالغياب، سرحنا اللاعبين قبل أن يصلنا “تلغرام” من الفدرالية يعلموننا فيه بأن المباراة ستلعب يوم الأحد، فأصبحنا نركض لجمع اللاعبين وإعادتهم إلى أم البواقي “جبناهم من الديار” أقولها للتاريخ، الفدرالية كسرتنا وحرمتنا من كأس “الكاف”.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.