يواصل هلال العربي سوداني مهاجم جمعية الشلف تألقه وسط أرمادة من نجوم البطولة، وصار تقريبا في كل جولة يترك بصماته فيها ويمتع “الشلفاوة” سوداني نجم الشلف يصنع الحدث في بطولة الكبار بأهدافه الجميلة، ورغم قلة خبرته وصغر سنه إلا أن طريقه إلى المرمى في العديد من المرّات لا تكون مخيبة، بل المرمى هدفه، الشباك وجهته والفوز غايته. ويريد سوداني الذي احتفل يوم الخميس الفارط (25 نوفمبر) بعيد ميلاده ال23 أن يبرز أكثر هذا الموسم بعد دعوته إلى المنتخب المحلي في دورة نهائيات كأس إفريقيا بالسودان في جانفي القادم، وشقّ طريقه بخطوات ثابتة نحو المنتخب الأول. شغفه بكرة القدم جعله يغادر مقاعد الدراسة في سنّ مبكرة وقد جمعنا حوار شيّق مع سوداني تحدث فيه عن صغره وشغفه بلعب كرة القدم، التي فضلها أن تكون مهنته، بعد أن كانت هوايته التي أخذت كامل وقت صغره. وقال: “لمّا كنت صغيرا لم أعرف مقاعد الدراسة كثيرا، كنت أتغيّب وأذهب إلى ملعب “الفيرم” لألعب كرة القدم مع أصدقائي، وكان والدي في كل مرة يضربني حينما يسمع من معلمي في المدرسة أنني كثير الغياب. ولمّا وصلت إلى الأولى ثانوي قرّرت وضع حدّ لمشواري الدراسي والاهتمام فقط بكرة القدم التي صارت حياتي وهدفي الذي أتمنى تحقيقه. وها أنا على الدرب أسير، والحمد لله لم تذهب تضحياتي سدى“. عاش في “الفيرم” أجمل الذكريات وفي “بومزراڤ“ تألق ولعلّ الشيء الذي يخفى على الكثير عن سوداني في صغره، هو أنه لم يلعب قط على العشب الطبيعي، وبداياته كانت في ملعب معمر ساحلي “الفيرم”، حيث يعتبره الملعب الذي عاش فيه أحلى الذكريات وأجملها، منذ أن كان في صنف الكتاكيت إلى أن وصل إلى صنف الأواسط، والذي رقي إلى الأكابر في وقت المدرب السابق عبد القادر عمراني ومحمد بن شوية، الذي كان وراء اكتشاف قدرات سوداني وجعله يلحّ على عمراني بترقيته إلى الأكابر وهو لا يزال في سنّ مبكرة. كان قريبا من الانضمام إلى اتحاد العاصمة في صنف الأشبال وكشف لنا سوداني أنه حينما كان في صنف الأشبال كان قريبا من الانضمام إلى اتحاد العاصمة، وأبرز قائلا: “عندما كنت في صنف الأشبال تلقيت عدة عروض، ولكن الفريق الذي بقي متحمسا لجلبي هو اتحاد العاصمة، فقد ضرب لي مسيّروه موعدا بعد المباراة التي جمعتهم بمولودية وهران هنا في الشلف في عام 2005 بمناسبة الدور ال32 من كأس الجمهورية. كانت الأمور قد فصلت بيني وبين مسيّري الاتحاد، منحتهم أوراقي وكل ما يلزم للانضمام، كما أنهم قاموا بكل شيء لأجل ضمّي لفريقهم، لكن في الأخير “ربي ما كتبهاش”، لأبقى في الشلف إلى اليوم“. ما سرّ حمله الرقم “2”؟ الشيء الأكيد عن أي مهاجم هو حمله لرقم يوضح منصبه فوق أرضية الميدان، ولكن هذا الأمر لا ينطبق على سوداني، الذي فضّل ومنذ أن رقي إلى صنف الأكابر حمل الرقم “2”، الذي هو في الحقيقة ملك للظهير الأيمن، لكن سوداني اختاره لنفسه من بين كلّ الأرقام. وحينما سألناه عن سبب حمله لهذا الرقم، ردّ قائلا: “أتذكر جيّدا أنه وفي أول لقاء لي مع الأكابر في تيزي وزو أمام الشبيبة، استدعاني المدرب عمراني في آخر لحظة ووضعني ضمن قائمة ال 18، وحينما طلبت القميص لأرتديه لم يكن هناك سوى الرقم 7 و2، ليجلب لي بن شوية القميص رقم 2 وطلب مني لبسه لكنني رفضت وقلت له بأنني مهاجم ومن غير المعقول أن ألبس رقم 2 ، ثم ذهبت لحارس العتاد “عمي امحمد“ وطلبت منه أن يجلب لي القميص رقم7 ، فرآني بن شوية وأصرّ عليّ أن أرتدي الرقم 2 لحاجة في نفسه، لأرتديه دون أن أناقشه ثانية. وبعدها دخلت في الشوط الثاني، وفي أول توزيعة تأتيني من تمورة سجلت هدفا، وهو أول هدف في مشواري مع الأكابر، لذا قرّرت الاحتفاظ بالرقم 2 لأني رأيت أنه فأل خير عليّ. فضلا على هذا فإن ترقيم ولاية الشلف هو 2“. عاش مشاكل كثيرة في أول موسم رقي إلى الأكابر ولا يعرف الكثير أن سوداني كاد يضع حدّا لمسيرته الكروية في أول موسم له مع الأكابر، وهذا بسبب المشاكل الكثيرة التي وقعت له مع المدرب عبد القادر عمراني، الذي نقله مع الفريق إلى التربص الصيفي بمدينة عين الدراهم، ومباشرة بعد عودة الفريق من التربص تم إبعاده لأسباب انضباطية. ليبقى اللاعب قرابة خمسة أشهر دون تدريبات، ولولا تدخل والده والرئيس مدوار لإقناع عمراني بإعادته لما كنا لنسمع بسوداني مع الشلف. أحد أقاربه عرض عليه الاحتراف في سويسرا وفي تلك الفترة التي بقي سوداني بعيدا عن المنافسة والتدريبات مع الجمعية (موسم 2005-2006) وكان عمره حينها 18 سنة، عرض عليه أحد أقاربه يقيم في سويسرا عرضا مغريا بالتنقل إلى سويسرا، على أن يواصل مشواره الرياضي هناك، ولكن صغر سنّ اللاعب بالإضافة إلى الأمور الإدارية التي كانت تتطلبها التأشيرة، جعلت سوداني يقبل بمصيره ويبقى في الشلف. منذ صغره وهو قناص وهدّاف الشلف ولم يتعوّد سوداني على اللعب في مناصب كثيرة في الأصناف التي تدرّج فيها، وكان يشغل منصبا واحدا وهو قناص الأهداف، حيث كان في كل موسم وفي كل صنف يخرج هدافا للبطولة، آخرها مع الأواسط، وفي موسم التتويج بلقب البطولة سجل 27 هدف كاملا. عودته كانت بأربعة أهداف في أول موسم ورغم المشاكل التي وقعت مع سوداني في وقت عمراني، إلا أنه أكد بالأهداف التي سجلها أنه من اللاعبين أصحاب الرغبة الشديدة في البروز، بدليل أن رغم مشاركاته كانت قليلة إلا أن أهدافه كانت دائما حاضرة. حيث سجل في موسم 05/2006 أربعة أهداف في مرحلة العودة من البطولة، طالما أن مرحلة الذهاب لم يشارك ولا في أيّ لقاء. طارد مسعود على لقب الهدّاف قبل ثلاثة مواسم وفي ثالث موسم له مع الأكابر، تحرّر سوداني وسجل مع الشلف 11 هدفا، فيما خرج زميله في الفريق محمد مسعود بلقب هداف البطولة ب19 هدفا، بمعنى أن الشلف التي سجلت في موسم 07/2008 34 هدفا، اقتسم فيها مسعود وسوداني حصيلة الأهداف. وبقي سوداني منذ ذلك الموسم محافظا على قوته ورغبته في تحطيم رقم زميله مسعود في الشلف. 90 بالمئة من أهدافه بالرأس ومن بين نقاط قوة سوداني التي كشف لنا عنها هي طريقة ارتقائه الجيدة وتسجيله بالرأس، حيث قال: “جميع الأهداف التي أسجلها جميلة لأنها تفرحني وتفرح أنصارنا، ولكن من أجمل الأهداف هي تلك التي أوقعها بالرأس، حيث أشعر حينما أرتقي في الهواء لألتقط توزيعة زملائي أن الكرة وقبل أن ألمسها في الشباك، لدرجة أشعر فيها في بعض المرّات بالهدف قبل أن أسجّله”. يفضّل 20 أوت، 8 ماي وبولوغين للبروز، و“بومزراڤ“ للاحتفال مع “الشلفاوة“ ومن بين الملاعب التي يفضّلها سوداني في الجزائر، نجد اثنين فقط خارج مدينة الشلف، وهما ملعب 20 أوت الذي سيلاقي فيه مساء اليوم شباب بلوزداد. حيث قال: “رغم أن ملعب 20 أوت صغير ومدرجاته قريبة إلى الأنصار إلا أنني أتمتع باللعب فيه وأتشوق للتسجيل كلما زرته، وهذا ما أتمنى تجسيده أمام بلوزداد يوم السبت. ونفس الشيء حينما أنتقل إلى ملعب 8 ماي بسطيف أو أواجه اتحاد العاصمة في بولوغين. أما عن ملعب محمد بومزراڤ، فإنني أجد راحتي فيه وأتمتع بالتسجيل والاحتفال مع “الشلفاوة”. ----------------- كيف هي الأحوال؟ بخير والحمد لله، فأنا مرتاح حاليا بعد التدريبات الصباحية التي خضعنا لها اليوم تحضيرا للمباراة التي تنتظرنا يوم السبت القادم أمام شباب بلوزداد (الحوار أجري صبيحة الأربعاء). من هو هلال سوداني؟ هلال العربي سوداني، من مواليد الشلف في 25 نوفمبر 1987، طولي 1,75 والوزن 72 كلغ. تدرّجت في كل الأصناف مع فريقي جمعية الشلف. يعني أنك ستحتفل بعيد ميلادك ال23؟ هذا صحيح، فيوم الخميس يصادف عيد ميلادي، وأرجو من الله عز وجل أن يمنحني القوة لطاعته وأرضي والدي، وأحقق كلّ طموحاتي. ما هو هدفك في الحياة؟ النجاح في مشواري كلاعب كرة قدم هو الاحتراف في إحدى الأندية الأوروبية، وقبل هذا حمل ألوان المنتخب الوطني الأول، لأنه لحدّ الآن يبقى حلما كبيرا أتمنى تحقيقه وأنا في هذه السنّ. أنت حاليا مع المنتخب المحلي وحققت أول حلم، فهل ترى أن مكانتك في المنتخب الأول؟ لم أقل هذا ولا أريد أن أفرض نفسي “ذراع”، بل أنا أعمل وأجتهد، وكل شيء يأتي بمرور الوقت، لأنه ليس من السهل أن تسجّل اليوم وتقول عن نفسك أنك تملك مكانة في المنتخب الوطني، عليّ أن أؤكد طيلة الموسم فوق الميدان وكل شيء سيأتي في أوانه. كيف هي علاقتك مع والديك؟ الحمد لله “راضيين عني“ وما داموا راضين لا أخاف أي شيء، لأن رضا الوالدين لا يمكن أن تشتريه بالمال، ولهذا فكل شيء أعمله هو لأجل والدي، ومهما صنعت أو فعلت فلا يمكنني أن أردّ فضلهما عليّ. ما هي المقابلة التي بقيت راسخة في ذهنك إلى حدّ الآن؟ لقاء شبيبة القبائل قبل ثلاثة مواسم، الذي كان أول موسم لي مع الأكابر، حيث شاركت فيه كاحتياطي وبعد دخولي بلحظات سجلت هدفا بطريقة جميلة. أذكر أن الحارس كان شاوشي، فبعد أن انفردت به سدّدت كرة أرضية بين قدميه ودخلت الشباك. كما يوجد هناك لقاءات كثيرة لا يمكنني أن أذكرها. الفريق الذي تناصره ولاعبك المفضّل؟ نادي “شيلزي“ الإنجليزي، ولاعبي المفضّل هو الإيفواري “ديدي دروڨبا”. ألهذا كلما تسجل تقوم بحركته، إما تفتح يديك أو ترمي نفسك على الأرض؟ ليس كثيرا، ف “دروڤبا“ حينما يسجل يتزلج على العشب الطبيعي ونوعية الأرضية تساعده، وهذا ما لم أنجح في تطبيقه سواء في الشلف أو في ملاعب أخرى في الجزائر، والملعب الوحيد الذي نجحت في تقليد حركة “دروڤبا“ كان في لقاء سعيدة حينما سجلت هدف التعادل، ونفس الشيء مع حركة اليدين، لهذا تراني أقلد حركاته في التسجيل. ما هو أفضل هدف سجلته؟ مع وفاق سطيف الموسم الماضي حينما وقعت الهدف الثاني، فذلك الهدف أعتزّ به كثيرا، كما يوجد أهداف أخرى كثيرة سواء حسمت بها الفوز لفريقي أو كانت طريقة تسجيلها فنية وجميلة. ما هو أجمل ملعب لعبت فيه؟ ملعب “فاس“ بالمغرب الذي لعبت فيه مع المنتخب المحلي أمام المنتخب المغربي العام الفارط. من هو المدافع الذي تجد صعوبة كبيرة في تجاوزه؟ كان هناك “ديبما“ مدافع شبيبة القبائل، كان “يضربني بزاف“، ولكن مع رحيله من الشبيبة “تهنيت“ ولم أعد أخشى أيّ مدافع. كم هو عدد إخوتك؟ “زوج أولاد وبنتين“، يعني الوالد متعادل في النتيجة (2- 2). ما هي أجمل ذكرى في حياتك؟ لمّا فزت مع فئة الأشبال بكأس الجمهورية، بعدها الإدارة كافأتنا ونقلتنا في رحلة إلى تونس، وقد كانت أول فسحة لي خارج الوطن. وهذه الذكرى يستحيل عليّ نسيانها، سواء الكأس أو الرحلة. ما هي الأسوأ؟ لمّا تعرّضت إلى إصابة في نهاية المرحلة الشتوية العام الماضي وبقيت أربعة أشهر بعيدا عن المنافسة. من هو اللاعب الذي كنت تتمنى اللعب إلى جانبه؟ سيد علي عبو، أحييه بالمناسبة وأقول إنه لاعب قدّم الكثير لكرة القدم ولجمعية الشلف، كما أن مشواره كبير، تمنيت اللعب معه وحققت هذه الأمنية. وفي الخارج من هو اللاعب؟ كنت أتمنى اللعب بجانب زين الدين زيدان ويكون إلى جانبي “دروڤبا” في الهجوم. ماذا تفضّل: “الفيرم“ أو “بومرزاڤ“؟ ملعب “الفيرم“ قضيت فيه طفولتي وعشت فيه ذكريات لن أنساها أبدا، أما “بومزراڤ“ فهو أيضا أفضّله ولكن بدرجة أكبر ملعب “الفيرم”، لأنني كبرت وتعلمت كرة القدم على أرضيته. ماذا منحتك كرة القدم؟ منحتي تقريبا كل شيء: “معريفة“ الرجال .. المال وحبّ الناس.. الشهرة، أعتقد كل شيء. أمر هام يجعلني أفتخر بكوني لاعب كرة قدم هي محبّة الناس لي، لأن حبهم لا يمكن أن تقدّره بثمن ولا يمكنك أن تشريه. من هو أقرب لاعب منك في الفريق؟ مكيوي دون تفكير.. كيف وجدت نفسك مع سوڤار، مسعود وجديات؟ مضت ثلاث سنوات وأنا ألعب مع مسعود، وهو يعرف جيدا طريقة لعبي، كما أنا أفهم تحرّكاته جيدا. أما سوڤار فقد التقيته مع المنتخب المحلي ولعبت معه، بينما مولود جديات فهو لاعب كبير. وهذا الثلاثي دون مجاملة قدّم الشيء الإيجابي للشلف، كما أنه منحني الثقة في النفس وأشكره كثيرا على تعاونه معي. ألم تزرع في نفسيتكم الشكّ بدايتكم مع خسارة بأربعة أهداف؟ بلى، لم نبدأ الموسم بقوة وتلقينا هزيمة ثقيلة أمام بجاية، ولكن مع مرور الوقت نجحنا في خلق التنسيق الانسجام بيننا، وهو ما سمح لنا بتجاوز كامل المشاكل التي كانت تصادف طريقنا، كما أن أهم شيء ساعدنا على تجاوز قلة التنسيق هي الروح الأخوية التي تميّز المجموعة والتي جعلت الفريق يكون أكثر صلابة، كما لم يعد في الفريق لاعب جديد وآخر قديم، بل كلنا عائلة واحدة ونفكّر بطريقة واحدة: الفوز وتشريف ثقة الإدارة والأنصار. ما الذي تتمناه حاليا مع المنتخب المحلي؟ المشاركة والتألق في نهائيات كأس أمم بالسودان وتقديم مشوار جيّد، يفتح لي الأبواب للتألق أكثر والمرور إلى المنتخب الأول. ما رأيك في المنتخب الوطني الحالي؟ أعتقد أن الحظ أدار ظهره للمنتخب، وقلة فعالية الهجوم أثرت في نتائجه، فالتشكيلة والحمد لله موجودة، وكلّ اللاعبين هم أصحاب خبرة ولكن خانهم الحظ. وأعتقد أنه حتى الوقت لم يسعف المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة لضبط الأمور كما يجب. أتمنى أن ينجح المنتخب معه ويعود “الخضر” كما كانوا في التصفيات السابقة لنهائيات كأسي العالم وأمم أفريقيا. هل احتفلت من قبل في الشوارع؟ مباراة السودان خرجت إلى الشارع للاحتفال و”ڤلبت“ الدنيا، كما أتذكر هنا أنه لمّا انطلق “المونديال“ ذهبت مع موسى مكيوي في رحلة إلى تونس، ولمّا انتهى اللقاء الثاني بين الجزائر وإنجلترا بالتعادل خرج الناس يحتفلون، وحتى التونسيون خرجوا للاحتفال.. ويومها فرحت من قلبي لأن منتخبنا رفع رؤوسنا أمام العالم. كيف ترى حظوظ “الخضر“ في التأهل إلى كأس إفريقيا؟ لا يوجد شيء مستحيل، إن شاء الله سنتأهل ونقدّم مشوارا طيبا في المباريات القادمة، لدي ثقة في لاعبي المنتخب وأتمنى لهم التوفيق. ألا تتمنى التسجيل وتحتفل بعيد ميلادك في 20 أوت؟ أتمنى التسجيل والاحتفال بعيد ميلادي مع “الشلفاوة”، ولكن ما يجب أن أشير له هو أن هدفي الأول ليس أن أسجّل، وإنما أن تفوز الشلف. ستجد نفسك في منافسة بورڤبة على لقب هداف البطولة، ما تعليقك؟ بورڤبة هو لاعب في شباب بلوزداد، بمعنى “خدام”، ونفس الشيء معي. أتمنى ل بورڤبة المزيد من التألق وتقديم مشوار طيب هذا الموسم، ونفس الشيء أتمناه لنفسي. أكيد ستكون منافسة بيننا فوق أرضية الميدان، ولكن عليّ ألا أقع في فخّ التسرّع أو أعيش المباراة وأنا أضع على نفسي ضغطا وأريد فقط التسجيل. لست أنانيا لهذه الدرجة، بل تفكيري سيكون منصبا حول مساعدة زملائي وتحويل تمريراتهم إلى أهداف. وأتمنى التوفيق للجميع. ألا يستهويك لقب هداف البطولة هذا الموسم، ودعوة بن شيخة إلى المنتخب الوطني؟ يستهويني، ولكن لا أضعه هدفا، إذا جاء مرحبا به، وإذا لم أوفق لا أندم على تضييعه. أما عن دعوة المدرب الوطني فأنا ألعب وأبذل مجهودات كبيرة من أجل تطوير قدراتي، كما أن أهم شيء أضعه في رأسي في كل لقاء هو أن أقدّم أفضل ما أملك من إمكانات لأخرج راضيا على نفسي ومقتنعا بما قدّمته. البعض استغرب عدم دعوتك أنت ومسعود في قائمة اللاعبين المحليين الذين استدعاهم بن شيخة مؤخرا إلى تربص “ليكسمبورغ”، ما تعليقك؟ أشكر كل من يثق في سوداني ويعرف قدراته وإمكانات أيضا زميلي مسعود. أفضّل مواصلة العمل والاجتهاد أكثر لأكون حينما يستدعيني المدرب الوطني جديرا بها. هل تتذكر حادثة طريفة وقعت لك في مشوارك؟ من بين الأحداث الطريفة ما حدث لي في لقاء العودة مع فريقي جمعية الشلف في منافسة كأس “الكاف“ أمام المريخ السوداني، حيث كانت لدينا حصة تدريبية قبل المباراة ب24 ساعة، تنقلنا إلى الملعب باللباس الرياضي، ومع الحرارة التي تميّز هذا البلد فضّلت البقاء بقميصي المكتوب عليه اسمي “سوداني“. وقد كنا نجلس في المدرّجات ننتظر خروج إحدى الفرق المحلية التي كانت تتدرب في الملعب، كانت ورائنا مجموعة من الأنصار، فلما رأت اسمي سألوني عن اسمي وعلاقته بالسوداني، فقلت لهم اسمي الكامل “هلال سوداني” دون أن أضيف شيئا آخر، ليقوموا بنشر الخبر في المدرّجات، وفي ظرف قياسي ألتف من حولي عدد كبير من الأنصار يطلبون مني التوقيع لهم على “أوتوغرافات“ وآخذ معهم صورا تذكارية، إلى درجة تخيّلت نفسي أنني أصبحت نجما من نجوم “هولييود” أو من ناد أوروبي كبير”.