كانت المباراة الأولى التي أشرف فيها المدرب، إيغيل مزيان على العارضة الفنية للجمعية ومن خط التماس بمثابة إعلان صريح وقوي اللهجة أطلقه المدرب الوطني السابق لأندية القسم الأول هذا العام، حيث نجح بالنظام التكتيكي الذي طبقه في جعل لاعبيه يعزفون سنفونيات جميلة فوق الميدان ويمتعون الجماهير بالأداء والنتيجة وطريقة تسجيل الأهداف التي أكدت أن التحاق إيغيل جاء ليؤكد عودة الشلف إلى الواجهة معه هذا العام. لمسة إيغيل كانت حاضرة وقد بدت لمسة إيغيل مزيان حاضرة فوق أرضية الميدان، خاصة على النظام التكتيكي الذي طبقه لاعبوه، وخطة 4-3-3 التي لعب بها الفريق، والتي اعتمدت في الدفاع على الرباعي زاوي، ملولي، سنوسي وزازو، بينما الوسط تكفل به، غربي، عبد السلام وجديات، في حين أن الخط الأمامي فأسند للثلاثي: مسعود، سوڤار، سوداني. اللاعبون طبقوا التعليمات بحذافيرها كما طبقت العناصر الشلفية التعليمات التي قدمها إيغيل لها بحذافيرها، خاصة أن إيغيل بدا عليه مع انطلاقة المباراة نوع من التوتر لما كان يضيعه الهجوم، لاسيما في الكرة التي خرج فيها الثلاثي، سوداني، سوڤار، مسعود وجها لوجه مع مرمى شاغر، حينها ثارت حفيظة إيغيل وطالب عناصره بأن تكون أكثر تركيزا وصرامة أمام المرمى، وهذا ما تجسد بعدها بتسجيل خمسة أهداف كاملة. نسوج كروية وعروض جميلة صنعتها الجمعية من بين النقاط الإيجابية والجميلة التي وقف عليها كل مناصر سهرة أول أمس في بومزراڤ، هي العروض الكروية الجميلة التي صنعتها التشكيلة الشلفية، والتي جعلتنا في الشوط الثاني نعيش أمتع اللحظات، حينما تجولت الكرة بين أقدام اللاعبين بطريقة فنية جميلة ومع لمسة في الكرة جالت كامل أطراف الملعب من الحارس غالم حتى المهاجم سوداني، قبل أن تحطم تلك اللقطة بتدخل خشن على مسعود. هجوم ناري ودفاع صلب فضلا عن النسوج الكروية الجميلة، فقد تبين أمام العلمة أن إصرار إدارة عبد الكريم مدوار في الصائفة الماضية على جلب ألمع الأسماء الهجومية، وتعزيز كامل الخطوط، ما هي إلا سياسة واضحة تؤكد رغبة الرئيس ومن خلفه جميع الشلفاوة في مشاهدة فريق يتنافس على اللقب، ويبدو أن هذا الأمر بدأ يتجسد بشكل تدريجي، مع تسجيل الفريق ثلاثة انتصارات متتالية، بأهداف جميلة ورائعة سجلها الخط الهجومي، ودفاع صلب ومنيع تتوقف أمامه أغلب الفرق. 10 أهداف في أربع جولات و”الخير مزال القدام” لغة الأرقام هي الأخرى تقف في صالح الجمعية مع انطلاقة الموسم الجديد، حيث نجد أن خط الهجوم نجح في تسجيل 10 أهداف كاملة في أربع جولات فقط، في حين أن خط الدفاع تلقى أربعة أهداف كانت في لقاء واحد أمام شبيبة بجاية في اللقاء الافتتاحي للموسم، وعند مقارنة الأرقام نجد أنه في الموسم الفارط لم تصل الشلف سوى لتسجيل هدفين في أربع جولات، بينما هذا العام 10 أهداف، تؤكد أن “الخير مازال القدام”. زاوي دائما “معلم” يبقى المدافع الدولي الشلفي، سمير زاوي في نظر الطاقم الفني بمثابة الحصن المنيع والقائد الحقيقي للفريق فوق أرضية الميدان، الأمر الذي يعكس وزنه الثقيل في التشكيلة، والتعليمات التي يقدمها لزملائه في التغطية أو تقديم الدعم للهجوم من خلال تمريراته الطويلة والدقيقة، يؤكد في كل مرة أن زاوي يبقى “مايسترو“ الجمعية و”معلم” الفريق فوق الميدان. عبد السلام وغربي أغلقا منطقة الوسط أحكم اللاعبان، غربي صبري وشريف عبد السلام بشكل جيد غلق منطقة الوسط، وكانا بمثابة السد المنيع الأول الذي تنكسر أمامه حملات “البابية”، قبل أن تلحق إلى المدافعين زاوي وملولي، حيث سد غربي وعبد السلام كامل الثغرات في الوسط وكشفا عن تنسيق وانسجام كبير بينهما جعل الجميع يطمئن على حالة الفريق في الوسط الدفاعي. جديات “فنان” ومع مسعود “زاد كبر في الشان” من بين النقاط الإيجابية والبارزة في مباراة العلمة، كانت ومن دون مجاملة النسوج الكروية الجميلة التي كان يقودها مسعود ويتفنن فيها جديات بمراوغاته وتحركاته السريعة فوق الميدان، وأيضا تمريراته التي كانت قصيرة، سريعة ودقيقة، وجعلت خطي الهجوم والوسط يعزفان سنفونية جميلة فوق الميدان، خاصة في الانسجام والتمريرات القصيرة التي كانت تمر تقريبا على كل اللاعبين، فجديات يتكفل باستلامها من الوسط ومسعود يهتم بالتوغل وتقديم الكرة للهجوم. “سوڤار صغير وواعر الشبكة سوداني” ترددت بقوة في المدرجات يبدو أن أنصار جمعية الشلف هذا الموسم سيؤلفون ألبومات كثيرة من الأغاني حول فريقهم، وأول هذه الأغاني التي رددها “الشلفاوة”، هي تلك التي كان يتغنى بها أنصار وفاق سطيف للمهاجم، محمد سوڤار، لكن هذه المرة كانت ب”طرومبيطا” الشلف، التي جعلت أنصار الجمعية يغيرون كلاماتها ويقلبونها إلى “سوڤار صغير وواعر الشبكة سوداني”، وهذا ما ترجمه اللاعبون في لقاء العلمة، حيث تكفل سوداني بتسجيل ثلاثية بينما سوڤار فقد سجل هدفه الأول بألوان الشلف، حيث يبدو أن الأغنية أعجبته كثيرا. غالم أنقذ الشلف من هدفين محققين قدم الحارس محمد غالم مباراة كبيرة أمس الأول أمام العلمة، أنقذ فيها الجمعية من هدفين محققين، كان الأول في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني إثر رأسية المهاجم قادري الذي كاد يباغت غالم خاصة أنه كان بالقرب منه، إلا أن غالم عرف كيف يصد الكرة ويبعد الخطر ببراعة، أما الفرصة الثانية فكانت عن طريق بولمدايس في (د58) الذي ارتبك في وضع الكرة في الشباك أمام التغطية المحكمة من غالم للمرمى، وقد كانت تسديدة بولمدايس بعيدة عن الإطار. ويؤكد جدارته بالدفاع عن ألوان الشلف تألق غالم في لقاء أول أمس، جاء ليؤكد جدارته هذا الموسم بالدفاع عن ألوان الشلف وحماية مرماها، مثلما سبق أن صرح به الحارس في حوار له مع “الهداف” قال فيه إنه جاء إلى الشلف ليفيد الفريق بخبرته، وهذا هو المطلوب من هذا الحارس، مساعدة الجمعية في تحقيق أهدافها والتنافس على الأدوار الأولى من البطولة. سنوسي وزازو أغلقا الرواقين تكفل الظهيران الأيمن والأيسر، سنوسي وزازو بمهمة غلق الرواقين ومنع عناصر العلمة من المناورة عليهما، خاصة مع السرعة التي يمتاز بها بولمدايس أو التحركات السريعة والمراوغات الجيدة التي يتمتع بها قادري. ولم يترك سنوسي وزازو أي فرصة لهجوم العلمة لتشكيل خطورة على مرمى غالم إلا في فرصتين فقط. زازو كان يرغب بالتسجيل وجد الظهير الأيسر، سمير زازو نفسه في الدقيقة الأخيرة من المباراة أمام فرصة سانحة لترك بصماته في اللقاء، وتسجيل أول هدف له بألوان الشلف هذا الموسم، حيث توغل بشكل جيد داخل منطقة العمليات وانفرد بالحارس، وكان على قريبا من التسجيل لولا تدخل أحد المدافعين الذي عرقله ليستفيد زازو من ركلة جزاء حولها بإحكام جديات إلى هدف. ملولي لعب مباراة جيدة كشف المدافع المحوري للجمعية فريد ملولي عن مستوى جيد في لقاء أمس ولعب بحرارة وباحترافية عالية، خاصة أن اللقاء كان يمثل له تحديا لتأكيد أن الصورة التي يظهر بها أمام الفرق الأخرى هي نفسها التي يلعب بها أمام فريقه السابق مولودية العلمة، لذا فإن ملولي بذل مجهودات أكبر ليثبت لجميع الشلفاوة أنه ما دام يحمل ألوان هذا الفريق فهو يدافع عنها بكل قوة. مونڤولو يلتقي كامارا ورفاقه في “البابية” اغتنم المهاجم الكامروني للجمعية مونڤولو فرصة استقبال فريقه لمولودية العلمة سهرة أول أمس، ليلتقي أصدقائه السابقين في “البابية”، كما كان له حديث خاص مع زميله الإيفواري كامارا عقب نهاية اللقاء، تجاذبا خلاله أطراف الحديث، وتذكر اللاعبان ما كان يجمعهما الموسم الماضي في العلمة. وإضافة إلى كمارا، فقد تحدث مونڤولو مع مسيري العلمة. ------------- مسعود: “قوة الشلف في المجموعة وليست في فردياتنا” ما تعليقك على الفوز العريض أمام العلمة؟ الفوز بالأداء والنتيجة وبتلك الطريقة يعتبر في نظري مفخرة لكل مناصر للجمعية، فمن جهتنا لعبنا بعزيمة وإرادة قويتين لتحقيق الفوز، ولهذا قدمنا منذ البداية وجهنا الحقيقي وكشفنا أننا عازمون على تحقيق ما نصبو إليه وهو الفوز، والحمد لله كان لنا ما أردناه في النهاية بتسجيلنا خمسة أهداف كاملة. أليس ضعف المنافس هو الذي سهّل مهمتكم بتسجيل كل تلك الأهداف؟ بالعكس، فالعلمة منافس قوي بدليل أنه خلق لنا الكثير من المتاعب في الشوط الأول، وأيضا مع انطلاقة الشوط الثاني، ولكن رغم الصعوبات التي وجدناها إلا أننا وجدنا الحل وسجّلنا أربعة أهداف في الشوط الثاني. خمسة أهداف لم يسجّل منها مسعود أي هدف، ما تعليقك؟ في الحقيقة أنا لست هنا أمثل نفسي بل ما دمت أحمل ألوان جمعية الشلف فأنا عنصر من الفريق، وأؤكد لكم أننا هذا الموسم لدينا سلاح لا تملكه العديد من الفرق، وهو أننا نملك مجموعة من اللاعبين وفريق متماسك في كل الخطوط، وقوة الشلف هذا العام في مجموعتها وليست في الفرديات. أما عن عدم تسجيلي الأهداف، أقول إنه كان باستطاعتي التسجيل، ولكنني فضلت أن يكون رفقائي هم من يسجلوا، حتى أثبت أنني لست أنانيا. ماذا عن رفضك تنفيذ ركلة الجزاء؟ لم أرفض وإنما تركتها لزميلي جديات الذي كان أفضل وأحسن تركيز مني، ولأصارحك أقول لك إن ركلات الجزاء لم تعد تستهويني مثلما كانت عليه في السابق، بل صارت لدي عقدة منها هذا الموسم، خاصة أنني ضيعت واحدة مع المنتخب المحلي وثانية في اللقاء الأخير أمام البليدة، لذا أفضّل أن آخذ بعض الوقت لأستعيد ثقتي بالنفس ويوم أفتح عدادي لا يمكن لأي دفاع أو حارس إيقافي. ستنطلقون غدا في مرحلة التحضير للقاء شبيبة القبائل، كيف تراها؟ أكيد أن عودتنا إلى التدريبات ستكون بمعنويات عالية بعد فوزنا العريض على العلمة، وطبعا تحضيراتنا لن تكون للقاء واحد، بل لكل لقاءات مرحلة الذهاب لأنه عندما نتحدث عن لقاء القبائل فقط، فإننا نضخم من قيمة المنافس ونجعل أنفسنا تحت الضغط من طرف أنصارنا، والواقع أن شبيبة القبائل ما هي إلا فريق أو حلقة من بطولة طويلة وشاقة وعليه فعلينا أن نتحدث عن كل اللقاءات وليس القبائل فقط. وهل أنتم واعون بما ينتظركم؟ أكيد، بدليل أننا لم نتوقف عن العمل، الذي سيكون مضاعفا في الجولات القادمة لأن المهمة ستكون صعبة والمسؤولية ثقيلة. إضافة إلى أن إيغيل يدرك جيدا قوة كل لاعب ونقاط ضعفنا، ومنذ إشرافه على الفريق ونحن نلاحظ أن العمل الذي يسطره لنا فيه نوع من الخصوصية لكل لاعب. وفيما تتمثل هذه الخصوصية؟ التدريبات المكثفة، العمل الشاق، التنويع في العمل، البحث عن إنشغالات كل لاعب والمتابعة المستمرة لكل صغيرة وكبيرة لنا في العمل، هي كلها أمور تعد جديدة ولها خصوصية، لهذا فكل ما نتلقاه من المدرب يؤكد أننا سنرفع التحدي معه ونتمنى أن نوفق ونكون في المستوى الذي يريده. ثراء التشكيلة الشلفية هذا العام، كيف تراه؟ صحيح أننا مقارنة بالمواسم الماضية فنحن في “خير ورحمة”، ففي كل منصب تجد البديل، بينما في الأعوام الماضية كان لدينا 11 لاعبا لا تستطيع أن تعتمد عليهم كامل الموسم، خاصة مع الإصابات التي تطارد كل الفرق حينما تنطلق البطولة. وعلى هذا الأساس أعتقد أن الإدارة عرفت كيف توفق وتستقدم عناصر “مليحة بزاف” وفي الوقت نفسه حافظت على التعداد وإن شاء الله بمرور الوقت يخلق إنسجام أكثر وتنسيق أحسن طبعا مع الإلتفاف القوي من الأنصار وشعور كل لاعب بالمسؤولية وطبعا بوضع اليد في اليد سنقدم موسما جيدا.