لا تزال الهزيمة التي مني بها إتحاد بسكرة أمسية السبت الماضي أمام نادي بارادو تلقي بظلالها على البيت البسكري وخاصة في نفوس الأنصار الذين لم يتقبلوا “تكليحة “الباك ووصفوا اللاعبين بشتى الأوصاف من “باردين القلب” إلى “وجوه الميزيرية“ و“اللي ما يشمخش التريكو يخطينا”... الأمر الذي يؤكّد عدم رضا الفوارس بنتائج فريقهم خارج الديار، وهي الفرضية التي تترك أعضاء الإدارة بقيادة المناجير العام ساعو إبراهيم أمام حتمية تشديد اللهجة مع عناصر التشكيلة ومراجعة العديد من الحسابات، لأن الوضع الداخلي أصبح لا يبشر بالخير ولغة “التشناف” باتت تسيطر على بعض العناصر التي لا تقبل البقاء على كرسي الإحتياط. مشكل عدم تلقيهم للمستحقات جعلهم “يتفرعنوا“ ولم تأت قضية “تشناف“ اللاعبين وعدم رضاهم بالبقاء على كرسي الاحتياط من العدم أو لتمتعهم بإمكانات فنية وبدنية كبيرة، بل هي نتيجة حتمية لعدم تلقيهم مستحقاتهم المالية لمدة ثلاثة أشهر، الأمر الذي جعلهم “يتفرعنوا“ رغم أن المدرب زرڤان منح فرصة المشاركة لجميع اللاعبين باستثناء ثنائي الأواسط علوي – بوزيدي، كما يجب أن يعلم هؤلاء اللاعبين بأنهم ما زالوا في بداية مشوارهم وأن يضعوا أرجلهم على الأرض. الإدارة تتحمّل جزءًا من المسؤولية وإذا كانت المطالب المالية للاعبين حقا مشروعا ولا يتهرب منه أي مسيّر فإن المسؤولية الكبيرة تتحملها إدارة شركة خضراء الزيبان التي إكتفت بدور المتفرج وأثبتت عجزها في توفير مصادر تمويل تسمح لها بمسايرة المنافسة في ظروف مريحة وتترك الطاقم الفني بقيادة زرڤان يعمل في ظروف مريحة وبعيدا عن أي نوع من أنواع الضغوط، كما أنه لو تمت تسوية المستحقات لما وصل الوضع إلى هذا الحد، وكل لاعب “يزغد” سيتم طرده لأن الفريق لا يعتمد على عنصرين أو اثنين بل على مجموعة متكاملة. ما هو البديل في حال ذهاب زرڤان ؟؟ على الرغم من أن المدرب زرڤان بات يفكر في الإستقالة بسبب هذه الوضعية التي لا تبشّر بالخير، وفي الوقت الذي أبدى المناجير العام ساعو تمسكه بخدمات ابن مدينة سطيف فإن الشارع البسكري يتساءل عن البديل الذي يمكنه قيادة الخضراء وهي تعاني من أزمة مالية خانقة، مع الإشارة بأن زرڤان لم يتلق هو الآخر مستحقاته المالية وفضّل الصمت وعدم القيام بأي نوع من أنواع “الشونطاج“. ------------- زرڤان: “إذا بقي الوضع على ما هو عليه فسأغادر بعد مقابلة تموشنت” - البعض يحمّلك مسؤولية الهزيمة أمام “الباك” بسب اعتمادك بعض الخيارات التكتيكية. هذا شيء منطقي، ففي حال الفوز الكل يقول لقد ساهمت في تحقيق إنجاز وفي حال الإخفاق يتحمّل المدرب المسؤولية، وبالمناسبة أؤكد لك بأنني أعمل رفقة الثنائي مردف–بوقزولة، ونعقد أكثر من إجتماع طيلة الأسبوع للحديث عن عدة أمور وتحديد التشكيلة المناسبة لأي مواجهة، كما أريد أن أضيف شيئا مهما. تفضل.. أظن أن الجميع على علم أنني قبلت تدريب الفريق وهو يمر بظروف صعبة بعد استقالة المدرب مشيش “وبلا مزيتي“ لأنني أحترم الرجال الذين تفاوضوا معي ولم يفرطوا في خدماتي، وهذا ما يشرفني كمدرب، وما دمت في بسكرة فأنا في خدمة الإتحاد وليس في خدمة فلان أو فلان. لكنك لم تجبني عن سؤالي بشأن الخيارات الفنية ؟ تريد أن أجيبك عن سبب تحديد قائمة ال 18 لاعبا وأقدّم شروحات عن كل لاعب فهذا يبقى من إختصاصي مع الإدارة، بالرغم من أنني منحت الفرصة للأحسن استعدادا، وممكن أنني أخطأت في حق لاعب أو اثنين، فباستثناء بوتريعة الذي ظهر منقوصا من الناحية البدنية وعوضناه بدربال مضطرين، فإن جربوع وغسيري قد قدما الإضافة اللازمة وإذا أردت أن تتأكد فاسأل الأنصار الذين تنقلوا معنا. علمنا أن بعض اللاعبين أصبحوا يرفضون البقاء على كرسي الاحتياط، فهل هذا صحيح ؟ لقد طرحت قضية مهمة جدا فأنا أقول بأن زرڤان يملك 27 لاعبا والجميع يلعب تحت لواء الإتحاد، وما دمت أملك كامل الصلاحيات رفقة الثنائي مردف وبوقزولة فلا أقبل أي تصرف من أي لاعب مهما كان وزنه، “واللي ما عجبوش الحال” لا يأت إلى التدريبات ويبقى في منزله ما دامت النية الصادقة قد غابت عند بعض اللاعبين. ألا تخشى أن يكون لمثل هذه التصرفات تأثير على بقية اللاعبين الأساسين ؟ صحيح ما تقول، أؤكد بأن هذه الإشكالية باتت تقلقني من يوم لآخر لدرجة أنني فكرت في الاستقالة لأن الحالة “ما تشكرش” والمجموعة “رايحة تتفرق“، وبدل أن يشجع اللاعب الاحتياطي زميلة الأساسي تجد العكس، حيث تجده “يشنف” ويقوم بتصرفات ويؤثّر بطريقة غير مباشرة، رغم أنني منحت الفرصة لجميع اللاعبين من أجل المشاركة ومن لم يركب القطار فلا يمكنه اللحاق. وهل هناك أسباب أخرى جعلتك تفكر في الاستقالة ؟ الأسباب عديدة ومتعدّدة لكن أحتفظ بها لنفسي، لا سيما أنني وجدت نفسي أقدم تطمينات للاعبين بشأن مستحقاتهم المالية “لأنهم يسالوا” ثلاثة أشهر، وطالبتهم بالتركيز على المواجهات والكيفية التي تسمح لنا بإحراز أكبر عدد ممكن من النقاط، رغم أن مهمتي ترتكز أساسا على العمل فوق الميدان فقط. نفهم من كلامك بأن الإدارة غائبة. عن أي إدارة تتحدث، ففي حال الفوز تجد العديد من المسيّرين بجانبك وفي حال الخسارة تجد واحدا أو اثنين، وأنا أقصد سيدهم وساعو خاصة الأخير الذي يقوم بكل شيء داخل الفريق من حيث ضمان الإقامة خلال التنقلات، جلب الألبسة، الوقوف على مشاكل اللاعبين ووو.. وهذا لا يشرّف فريقا كبيرا بحجم الإتحاد رغم أن الإمكانات التي يملكها لا تسمح له بلعب ورقة الصعود حسب ما يعتقده بعض الأنصار. هل من أضافة ؟ أتنمنى أن يتحرك الجميع بعاصمة الزيبان لخدمة الفريق والظهور بوجه أفضل خلال المواجهات، كما أتمنى أن تسدد الإدارة مستحقات عناصر التشكيلة الذين بدأوا يفقدون تركيزهم بسبب هذه الإشكالية، وأنا على يقين أنه إذا قام كل طرف في الإتحاد بواجبه فإننا سنصل إلى تحقيق الهدف المسطّر.