“بنيت فكرة عما قاله لي ناصري، مسعود أبهرني وقادري مشروع مهاجم مميز“ “ليس ذنبي أن ڤندوز لم يطلب للعمل في الجزائر، كان مدربي لكن ذلك كان قبل 10 سنوات والأرض لم تتوقف عن الدوران بعدها” “لا حديث في العلمة سوى عن التجارة والكرة، زرت سوق دبي مرة وأفضل كنال بلوس والمطالعة” بعد اللاعبين على مستوى المنتخب والأندية، يستمر تدفق المغتربين الجزائريين على الكرة الجزائرية من خلال المدربين أيضا مع المدرب حكيم مالك الذي يخوض تجربة أولى في البطولة الوطنية من بوابة مولودية العلمة، تجربة صعبة ومعقدة لكنها مفيدة حسب ما يؤكده اللاعب السابق لنادي “مارتيغ“ والذي يكشف عن الكثير من الأمور الخاصة به عبر هذا الحوار الذي خصنا به في مقر إقامته بفندق “الريف“ بالعلمة... - في البداية، نريد أن نشكرك على تخصيصك بعض من وقتك لنا. — لا شكر على واجب أنا في خدمتكم. - حكيم مالك، أين هو الاسم وأين هو اللقب؟ — حكيم هو اسمي ومالك هو لقبي. - أنت جزائري مولود في فرنسا وبمرسيليا بالتحديد، لكن من أين تنحدر أصولك؟ — أنا من ثليجان، والدي ينحدر من هذه المنطقة بينما والدتي أصولها من تبسة. - أنت بصدد القيام بأول تجربة لك في البطولة الوطنية، فكيف تسير الأمور بالنسبة لك؟ — حسنة لحد الآن، أحتل الصف الثامن في الترتيب مع تشكيلة أقول إنها متوسطة على العموم، صحيح أنني أعمل في بلدي الأصلي لكن يمكنني أن أقول لك إننا بصدد اكتشاف كل شيء هنا، اكتشاف المحيط، الذهنيات وطريقة التفكير التي تختلف كثيرا عن تلك التي تعودت عليها، وكان يلزمني بعض الوقت لأتكيف مع كل هذه المعطيات الجديدة، الأمور لم تكن سهلة أيضا لأني وصلت بعد انتهاء عملية الاستقدامات وكان علي أن أعمل بالتشكيلة الموجودة، لكني لا أشتكي وأعمل على حسب الإمكانات المتوفرة وأسعى لتحقيق هدف النادي بضمان البقاء في البداية، ولم لا الوصول لمرتبة مشرفة. - وماذا عن نمط الحياة هنا في العلمة؟ — الحياة هنا في العلمة ترتكز على محورين، التجارة وكرة القدم لا غير، فلا حديث لدى الناس هنا سوى عن هذين الموضوعين، ومن الصعب أن تجد مجالا آخر لتروح فيه عن نفسك قليلا بعيدا عنهما، عندما أخرج للمدينة لتناول الشاي أو القهوة لا يمكنني أن أخرج عن إطار عملي فأول سؤال يطرح عليك سيكون حتما خاصا بكرة القدم، عن الفريق أو عن مباراة أمس (يضحك)، لا يمكنك أن تحول مجرى الحديث سيقحمونك حتما في كرة القدم، إذا فزنا فالأمور تمر عادية لكن في حال غياب النتائج فالأسئلة تكون كثيرة وصعبة (يضحك). - هل تتجول في العلمة كثيرا؟ — لا من النادر جدا أن أخرج، فشارع دبي المشهور هنا لم أزره سوى مرة أو مرتين، لا أحب الظهور وأفضل البقاء في فندق “الريف“ أي أقيم لأطالع الكتب أو أتابع برامج كنال بلوس. - ربما كانت لديك صورة عن الكرة الجزائرية وتغيرت بعد أن بدأت العمل هنا. — كانت لدي فكرة عامة بنيتها من خلال ما سمعته من بعض زملائي السابقين القاطنين في مرسيليا، والذين سبق لهم اللعب في البطولة الجزائرية. - مثل من؟ — مثل آيت عثمان وناصري عم اللاعب الدولي الفرنسي. - وبم حدثاك؟ — قالا لي إن كرة القدم هي الرياضة الشعبية بامتياز، وبأن حمى كرة القدم تجتاح الجماهير هنا والشغف بهذه اللعبة كبير لديها، الأمر شبيه بما يحدث في أمريكا الجنوبية ويمكن أن تقف على ذلك من خلال المباراة الفاصلة للتأهل إلى كأس العالم عندما وجدنا البلد كلها شعبا وحكومة مجندة وراء مباراة في كرة القدم مع الجسر الجوي الذي وضع وآلاف الأنصار الذين تنقلوا لحضور اللقاء، لكن عندما تصل وترى ظروف العمل فالأمر يختلف والأمور ليس سهلة تماما. - أأنت نادم أو آسف على ما وجدته هنا؟ — لا تماما ولم الأسف والندم، على العكس، رغم أني كنت قد تلقيت عرضين للعمل كمساعد في أندية الدرجة الأولى الفرنسية. - هل يمكن أن نعرف أسماء هذه الأندية؟ — لا داعي لذلك فلا فائدة ترجى الآن، وإن كنت أؤكد أنني رشحت بالفعل للعمل كمساعد في طاقم فني لناديين من الدرجة الأولى الفرنسية، وشرعت في المفاوضات لكنها طالت نوعا ما، قبل أن أصطدم بمشكل النقابة لأنهم هناك في فرنسا يفضلون دائما اللاعبين الفرنسيين الذين لعبوا في المستوى العالي، ورغم أن سيرتي وشهاداتي تؤهلني للعمل لكنهم يضعونك أمام خيارين العمل في الفريق الرديف أو النزول للأندية الهاوية والصعود معها، ففضلت الخيار الثاني وحققت الصعود مع أغلبية الأندية التي دربتها. - وكيف وصلت للعلمة؟ — رأيت أن العمل في فريق من الدرجة الأولى المحترفة الجزائرية أمر مثير للاهتمام، لهذا رحبت بترشيحي من طرف مناجير لمنصب مدرب لمولودية العلمة بجانب أسماء أخرى، بعدها التقيت الرئيس الذي تحدث معي وعرف طريقة تفكيري وتوصلت معه لأرضية اتفاق، وأنا راض عن هذا الخيار، وأعتبر نفسي محظوظا بالحصول على هذه الفرصة وسأسعى في البداية لإثبات نفسي، ولست أدري ما يخبئه لي المستقبل. - هل تتطلع للبقاء مطولا أم هدفك هو إضافة سطر جديد لسيرتك الذاتية؟ — أفضل أن أعمل وأبقى خمسة عشرة سنة في الجزائر وأمارس المهنة التي أنا شغوف بها، على أن أعمل لمدة عام في فرنسا أو حتى في البرازيل، خاصة وأن وصولي تزامن مع عهد جديد ودخول الأندية في عالم الاحتراف، صحيح أن البداية صعبة لكني واثق أن الأمور ستتحسن أكثر خلال الفترة المقبلة وأريد أن أضع خبرتي ومعارفي في خدمة هذا التوجه، صدقني لما أدخل ملعبنا وأجده مكتظا بثلاثين أو أربعين ألف متفرج يشجعون أو حتى يشتمون أقول في نفسي لهذا الشيء صرت مدربا، والتواجد مع كل هؤلاء أهم بكثير مواجهة ألفين أوثلاثة آلاف متفرج في مباراة من الدرجة الثالثة الفرنسية. - وأفضل أيضا من الناحية المادية، أليس كذلك؟ — لا تماما، صدقني أنا أخسر ماديا بتواجدي هنا في العلمة، فقد كنت أستفيد أكثر بالعمل في فرنسا، لكن ما أربحه هنا أهم وهو الخبرة التي أكتسبها هنا، لا يزعجني إطلاقا أن يقال عني إني قليل الخبرة لكني بالمقابل حزت تكوينا جيدا وأسعى لإفادة فريقي به. - لكن هناك من انتقد تواجدك وعملك هنا في الجزائر. — هذا لا يزعجني، أنا لست معقدا من هذا الجانب. ويتعلق الأمر بشخص يقول أنه يعرفك جيدا هو محمود قندوز، فهل اطلعت على تصريحاته بخصوصك عبر الهداف الذي قال فيها أنه من غير المعقول أن مدربا كان يشرف على نادي من الدرجة السادسة في مرسيليا يشرف على فريق من الدرجة الأولى الجزائرية، بما ترد؟ — أحترم كثيرا ڤندوز، فقد كان مدربي في نادي “مارتيغ“ لكن هذا قبل عشر سنوات من الآن، وخلال تلك الفترة الأرض لم تتوقف عن الدوران، لقد درست وتعلمت واجتهدت وطورت معارفي، وأشرفت على أندية وصعدت معها، لست مسؤولا عن بقائه من دون فريق أو إعراض الأندية الجزائرية عن التعامل معه، لقد رشحت للعمل في العلمة وتم قبولي، لم آخذ مكان أحد ولم يكن أمامي أن أعرض عن العمل لأن فلانا بقي في بطالة. - إنه يعمل حاليا في نادي النجمة اللبناني. — وأنا سعيد له وأتمنى له كل النجاح، وليس من عادتي أن أنتقد أي مدرب آخر أيا كان. - هل حدث شيء ما بينكما في السابق يفسر تهجمه عليك؟ — لا تماما، كان مدربي في نادي “مارتيغ“ لموسم واحد، بعدها أنا غادرت الفريق وهو بقي وحقق الصعود، أحترمه كثيرا وأعود وأؤكد ليس ذنبي أن الأندية الجزائرية أعرضت عنه، لست أنا من يوظف المدربين في الجزائر. - أين تضع مستوى أندية الدرجة الأولى الجزائرية مقارنة بالبطولة الفرنسية؟ — أقول إن نوادي المقدمة لديها مستوى أندية الدرجة الثانية الفرنسية. - والبقية؟ — لديها مستوى الدرجة الثالثة، بدليل أن لاعبين مغتربين جاؤوا من الدرجة الثالثة أو حتى الرابعة الفرنسية وظهروا بشكل جيد في البطولة الجزائرية وهذا يعني أيضا أن الجزائر تعرف تأخرا واضحا في تكوين اللاعبين، بالأمس كانت البطولة المحلية تصدر لاعبين لأوربا وهو ما يغيب تماما الآن. - هل يعني هذا أننا لا نملك لاعبين موهوبين؟ — الموهبة موجودة والأمثلة كثيرا وأبدأ هنا من العلمة، حيث يضم فريقا مهاجما موهوبا بالفطرة وأتحدث هنا عن قادري الذي يبقى مشروع مهاجم ممتاز في المستقبل يفتقد للثقة والخبرة، هناك أيضا جابو بالإضافة للرقم 10 لنادي الشلف. - تقصد مسعود. — نعم، إنه أكثر لاعب لفت انتباهي منذ وصولي للجزائر، لاعب ممتاز ومهاري. - لأنه ساهم في الهزيمة الثقيلة التي تكبدتموها في الشلف؟ — الحقيقة تقال، إن الشلف هي أفضل فريق واجهناه، يملك فرديات لامعة هناك أيضا لاعبهم الذي يحمل الرقم 6. - وماذا عن الخسارة الثقيلة الثانية أمام بجاية؟ — قلتها منذ البداية، نملك فريقا متوسطا وعندما يكون ثلاثة أو أربعة لاعبين خارج الإطار الفريق ككل ينهار، هذا ما حدث لنا خلال المرحلة الأولى، بعدها عدنا في المرحلة الثانية وكان بإمكاننا تسجيل أربعة أهداف على الأقل وليس الاكتفاء بهدفين. - هل تشعر بالضغط الآن؟ — أكيد، لكني لست قلقا، وسأعمل على تصحيح الأمور خلال مباراة تلمسان. — لو يكتب لك الاستمرار مع النادي، ما هي المناصب التي ستطلب تدعيمها؟ — الأولوية للاعبين في الرواقين بصبغة هجومية، نحن بحاجة أيضا لمهاجم إضافي ولاعب وسط يربط بين الدفاع والهجوم. - هل لديك أسماء محددة؟ — أتمنى أن أحصل على لاعب مثل مسعود لكني أعرف بأن كل شيء متوقف على إمكانات النادي المادية التي لا تمكننا حتما من الحصول على لاعبين مميزين مثل مسعود الذي لا يمكن من جهة أخرى لناديه أن يتنازل عنه. - رغم أن المال ليس مشكلة في العلمة؟ — في التجارة صحيح، رؤوس أموال كثيرة تتحرك في المدينة، لكن الأمر يختلف بالنسبة للنادي. - انتقدت بشدة التحكيم بعد خسارة فريقك أمام بلوزداد، وقلت إنك بصدد اكتشاف التحكيم الجزائري هل تذكر ذلك؟ — أذكر ذلك جيدا وأعترف بأني انفعلت كثيرا بعد الخسارة، لقد كان هناك هدف من تسلل، وقلت إن الحكم تغاضى عنه، لكن لست أناقش قرارات الحكام لأني مقتنع تماما بأن الخطأ وارد والحكم ليس معصوما منه، لهذا تجدني دائما أصافح ثلاثي التحكيم قبل وبعد المباراة، فمن غير هؤلاء لا يمكن أن نلعب كرة القدم. - كيف تجد الأنصار الجزائريين؟ — أجدهم مجانين بكرة القدم. - لما وصلت للعلمة، هل كنت على علم بأهمية المباراة أمام الجار وفاق سطيف؟ — لقد حدثوني عن هذا “الداربي“ عند وصولي، ووقفت على أهميته يوم المباراة، للأسف التوفيق لم يكن معي وخسرت، المهمة لم تكن سهلة أمام فريق يضم ثمانية لاعبين دوليين. - هل علمت بأحداث الشغب التي حدثت في المدينة بعد المباراة؟ — نعم علمت بما حدث. - ألا تخشى أن يطالك يوما غضب الأنصار؟ — ولم الخوف؟ لم آت إلى هنا لأقتل الناس، جئت للعمل وفقط. - أنت لاعب سابق في “الجيدو“ كما علمنا، وعلى من يفكر في أن يؤذيك أن يأخذ حذره... — (يضحك)، صحيح، مارست “الجيدو“ لفترة طويلة وأملك الحزام البني، لكني لست عنيفا كما يتصور البعض. - في أي منصب كنت تلعب كرة القدم؟ — كنت ألعب كوسط ميدان دفاعي. - ربما هذا ما يفسر ميولك ل “الجيدو“. — لعلمك، مارست “الجيدو“ أولا، ولم أكن مهتما كثيرا بكرة القدم. - لعبت في “مارتيغ“، وأين ايضا؟ — لعبت أيضا في “فيتورال“ و“تولون”. - هل صحيح أنك تعمل في بلدية مرسيليا وأن مسؤوليها وجهوا لك إعذارا يطالبونك فيه بالالتحاق بمنصب عملك؟ — (يضحك مطولا)، من أين لكم بهذه المعلومة، لا أساس لها من الصحة؟ لا أعمل في بلدية مرسيليا وليس لي عمل آخر غير التدريب، صراحة منذ وصولي للجزائر سمعت الكثير من الإشاعات. - لماذا تصريحاتك شحيحة لوسائل الإعلام؟ — لأني لا أحبذ الظهور مطولا وأفضل التركيز على عملي. - في سن 38 أنت أصغر مدرب في الجزائر، هل تدرك ذلك؟ — أعرف ذلك، وأنا سعيد وأشكر بالمناسبة كل المدربين الجزائريين الذين قابلتهم والذين تمنوا لي التوفيق في تجربتي هذه على غرار مدرب اتحاد العاصمة نور الدين سعدي الذي كان لبقا جدا معي. - في الأخير، نريد أن نتحقق من معلومة تقول إن لديك قرابة عائلية مع رياض بودبوز. — عليكم أن تطرحوا عليه السؤال. - ولم لا تجيبنا أنت؟ — كل ما يمكنني أن أقوله هو إنني أعرف رياض جيدا ورأيته يكبر أمام عيني، كما أعرف والده ولن أضيف شيئا.