مثلما كان منتظرا، مثل فنير، مكحوت وباي أمام المجلس التأديبي مساء أمس للاستماع إلى أقوالهم، بعد أن رفع الطاقم الفني تقريرا ضدهم في الأيام الأخيرة ينتقد سلوكهم. وانعقد المجلس التأديبي في إحدى القاعة الشرفية لملعب 20 أوت بعد نهاية الحصة التدريبية، حيث أشرف عليه بلعيد وبولكحل ممثلا الإدارة، إضافة إلى سفيان نشمة ممثل الطاقم الفني في القضية وكريم معمري بصفته قائد الفريق.. نشمة تلا تقرير حنكوش حول كل لاعب تولى نشمة في البداية تلاوة تقرير الطاقم الفني عن كل لاعب خاصة أن حنكوش دوّن تقارير “صحيحة” بشأنهم وعرضها على المسيرين وحتى اللاعبين، وكانت متباينة لكنها اشتركت في مجملها على أن سببها الإخلال بقواعد الانضباط داخل الفريق ليستمع بعدها المسيرون إلى أقوال كل لاعب. ودام المجلس التأديبي أكثر من ساعة، لأن الإدارة فضلت وضع النقاط على الحروف. باي أول من مثل وبرّر غيابه بالإصابة وكان محمود باي أول من مثل أمام المجلس التأديبي واستمع إلى التقرير الذي رفعه الطاقم الفني ضده وانتقد فيه تصرفاته بشدة، خاصة غياباته المتكررة عن الحصص التدريبية ودون مبرر. ومن سوء حظ باي أن المجلس التأديبي انعقد مباشرة بعد عودته إلى التدريبات بعدما غاب عن حصة أول أمس. واعتبر المسيرون والطاقم الفني ما يقوم به باي إخلالا بقواعد الانضباط خاصة أن غياباته لم تكن مبررة وهو ما رفضه حنكوش. وحاول باي الدفاع عن نفسه مؤكدا أنه لم يكن يتعمد الغياب عن التدريبات لكن تعرضه إلى إصابة في وقت سابق اضطره لذلك، وأنه في كل مرة تتجدد إصابته وهو الكلام الذي تمسك به. ولأن المسيرين رفضوا غياباته المتكررة فقد اقترح بعضهم فرض غرامة مالية عليه. مكحوت دافع عن نفسه بعدم تعمّد الغياب ثم جاء دور مكحوت الذي صنع ضجة في الأيام الأخيرة بعد غيابه عن التدريبات عقب العودة من تربص تونس وتخلفه عن مباراة الخروب، رغم أن اسمه كان مدرجا في قائمة 18. وطلب المسيرون من مكحوت تفسيرا لما قام به خاصة أن تقرير حنكوش كان صارما. ودافع مكحوت عن نفسه مؤكدا للمسيرين ونشمة أنه لم يتعمد الغياب، مؤكدا أنه غاب أسبوعا عقب العودة من التربص لظروف شخصية كما لم يتنقل إلى الخروب لأنه لم يسمع اسمه أثناء الإعلان عن قائمة 18، مستغربا رفع المدرب حنكوش تقريرا حول ما حدث لأنه لا يوجد لاعب يرفض اللعب مؤكدا أنه لا يكن الضغينة لمدربه. فنيّر تمسّك بأقواله ونفى وجود مشاكل مع حنكوش وكان حسين فنير آخر المتدخلين وامتثل أمام المجلس التأديبي لرفضه أخذ مكانه في التشكيلة في مباراة جيجل لما طلب منه حنكوش ذلك، لكن فنير دافع عن نفسه من خلال التمسك بأقواله أنه في تلك اللحظة لم يشعر بنفسه إلا وهو يرفض الدخول مدة خمس دقائق، في حين يعلم الجميع بأهمية المباراة بالنسبة إليه. لكن بولكحل وبلعيد اعتبرا ما بدر من اللاعب غير مقبول لأنه عندما طلب منه المدرب الدخول كان عليه الانصياع للأوامر. وهنا جدد فنير الدفاع عن نفسه وقال إنه ما حدث قد حدث مستدلا بأن حنكوش لم يبد ما يشير إلى أنه غاضب في تلك اللحظة كما لم يتحدث معه في الموضوع، مؤكدا أنه لا توجد لأي مشاكل مع حنكوش. معمري دافع عنهم والإدارة ستفصل في العقوبة وأشارت مصادر مسؤولة أن الإدارة اكتفت حاليا بالاستماع للاعبين باي، مكحوت وفنير على أن تفصل في أمر العقوبة في الأيام المقبلة، حيث أكد المسيرون أنهم دونوا كل ما حدث في جلسة الإستماع على أن ترفعوا تقاريرهم للرئيس قرباج الذي سيفصل في الأمر بحضور باقي أعضاء المكتب. وكان القائد معمري قد دافع عن زملائه خلال المجلس التأديبي لتفادي أي عقوبة، مؤكدا أن زملاءه لم يتعمدوا الإخلال بالإنضباط وهو ما قد يخفف عنهم العقوبة التي ينتظر أن تكون مادية فقط حفاظا على الروح الجماعية ولحاجة الفريق لكل اللاعبين. فنيّر: “ما حدث قد حدث وأوضحت أمام المسيّرين كل شيء” وأكد لنا حسين فنير أنه كان يرفض المثول أمام المجلس التأديبي قبل أن ينصاع لقوانين الفريق ويمثل رفقة زميليه صبيحة أمس ودافع عن نفسه. وأوضح فنير قائلا: “مثلت رفقة زملائي أمام المسيرين وطالبوني بتوضيح ما حدث، وأعابوا علي عدم الانصياع لأوامر المدرب عندما طلب مني أخذ مكاني أفناء لقاءجيجل، لكنني أكدت لهم أن ما حدث قد حدث ولا توجد أي مشاكل مع حنكوش وانتهت هذه المسألة، لأن الجميع كان يعلم أنني رغبت في المشاركة في المباراة وخاطيني المشاكل”. باي: “حفظت الدرس ولن يتكرّر الأمر” ويبدو أن مثول اللاعب باي أمام المجلس التأديبي كان في محله وقد يعيده إلى جادة الصواب، بعد أن كثرت غياباته في الآونة الأخيرة وهو ما أكده لنا باي حين اعترف بخطئه قائلا: “لن يتكرر ما حدث وسأبذل ما في وسعي في الأيام المقبلة”. وكان باي محل انتقاد مدربه بعد أن عول عليه كثيرا، لكن غياباته المتكررة جعلته مغضوب عليه. ---------- حنكوش يرفع معنويات لاعبيه ويُريد الفوز ب “الداربي” شرع شباب بلوزداد في التحضير الجاد ل”الداربي“ العاصمي أمام اتحاد الجزائر المرتقب ظهيرة الغد في ملعب الرويبة، وبعد اقتصار الحصتين السابقتين على الجانب البدني للاعبين لاستعادة إمكاناتهم البدنية، يركز المدرب على الجانبين الفني والنفسي تسحبا ل”لداربي“ وهو ما قام به حنكوش في حصة أمس في ملعب 20 أوت، حيث ذكرهم بأهمية المباراة للفريق الطامح لتحسين ترتيبه. حفّز اللاعبين وطالبهم بنسيان المباريات السابقة وحفز المدرب البلوزدادي لاعبيه في حصة أمس حيث طالب رفقاء القائد معمري بالتركيز على التحضيرات، ونسيان اللقاءات السابقة مشيرا إلى النتائج الإيجابية التي حققها الشباب في الجولات الأخيرة. وطلب حنكوش من اللاعبين عدم مقارنة الإنتصارات التي حققوها سابقا، وطالبهم بالتركيز على “الداربي“ أمام الإتحاد لأنه المهم حاليا. وقد رفض حنكوش الحديث عن المباريات الكبيرة التي تنتظر الفريق في الأيام المقبلة، على غرار كأس الجمهورية اللقاء الأهم أمام شبيبة القبائل ومواجهة الدور الثاني من كأس “الكاف“، مؤكدا أن تركيزه منصب على مباراة الإتحاد لا غير. يخشى الغرور وأكد أهمية “الداربي” ويخشى المدرب حنكوش الغرور الذي قد يصيب لاعبيه بعد سلسلة الإنتصارات التي حققها أشباله في المباريات الأخيرة، وأكد أنه على فريقه أن يستغل المعنويات العالية التي عادت أليه شرط ألا يدخل في الثقة المفرطة التي قد تكلف الفريق غاليا. كما حذر حنكوش لاعبيه من مغبة دخول المباراة بنية الاستثمار في مشاكل اتحاد العاصمة، مؤكدا أن اللقاء داربي عاصمي والأمور تختلف وقد يكون المنافس محفزا في هذه المباراة، ما يعني أنه على الشباب أن يحتاط من عامل المفاجأة الوارد. اللاعبون يدركون ما ينتظرهم وتسود تدريبات الشباب معنويات عالية وهو ما ميز حصة أمس التي شرع الفريق فيها مرحلة الجد تحضيرا ل”الداربي“ العاصمي، حيث أكدوا أن رسالة المدرب حنكوش وصلت، وأنهم يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وأجمعوا على أن فرحة البلوزداديين لن تكتمل إلا بالفوز بالداربي العاصمي أمام الإتحاد، الذي سيكون الفرصة للإرتقاء في الترتيب وهو ما يعول عليه اللاعبون.