تمكنت تشكيلة وداد تلمسان من وضع حد لسلسلة النتائج السلبية ونزيف النقاط داخل القواعد في الجولات الماضية، بعد فوزها المستحق أمام الجار مولودية وهران بهدفين لهدف واحد، في مباراة تنافسية عرف فيها الزيانيون كيف يستغلون أخطاء "الحمراوة". عمراني وجد التشكيلة المناسبة نجح المدرب عمراني في إيجاد التشكيلة المناسبة التي واجه بها مولودية وهران رغم الغيابات الكثيرة، حيث أحدث تغييرات على التشكيلة التي لعبت أمام العلمة بإقحام بلغري، هبري وبولحية مكان قادة بن ياسين، مقشيش ورابطة المعاقب، وهي التغييرات التي كانت "الهداف" قد ذكرتها في أعدادها السابقة. لمسته كانت واضحة أجمع المتتبعون لشؤون البيت التلمساني على أن قدوم عمراني لم يكن سهلا في ظل الوضعية التي كان يمر بها الفريق، لكنه استطاع بفضل خبرته وحنكته أن يعيده لسكة الانتصارات ويضع لمسته على التشكيلة رغم افتقارها لبدائل كثيرة. الإرادة والحرارة صنعتا الفارق وعكس المباريات الماضية حين كان أداء التشكيلة غير مقنع تماما، ظهر برملة وزملاؤه بوجه مغاير أمام "الحمراوة"، حيث أدوا مباراة كبيرة في مستوى سمعة الفريق، إذ أن الإرادة والحرارة هما ما صنع الفارق، ما يدل على العمل الكبير الذي يقوم به المدرب عمراني. بوجقجي تحول إلى قلب هجوم وحيد في ظل غياب رابطة المعاقب وبوخاري المصاب، وظف الطاقم الفني اللاعب أنور بوجقجي في منصب قلب هجوم، حيث وفق في أداء مهامه رغم أن منصبه الأصلي هو مدافع محوري، فكان سما قاتلا في دفاع "الحمراوة" بمراواغاته وتوغلاته، كما كان وراء الهدف الثاني للوداد بعد تمريرته ناحية بشيري، وبالتالي يستحق بوجقجي أن يكون رجل المباراة. جميلي أكمل المباراة مصابا أكمل الحارس جميلي المباراة وهو مصاب على مستوى الرأس بعد رمي أنصار المولودية مقذوفات، حيث وضع الضمادات وتوقفت إثر ذلك المباراة خمس دقائق كاملة قصد تقديم الإسعافات الأولية للحارس الذي عاد ورفع التحدي منهيا المباراة وسط تشجيعات الأنصار. وقد دون الحكم بوستر ذلك في ورقة اللقاء وينتظر أن تصدر الرابطة عقوبات صارمة. ثاني فوز داخل الديار بفوزه أمام المولودية، يكون الوداد قد حقق ثاني فوز له داخل الديار هذا الموسم بعد الأول المحقق في الجولة الأولى أمام اتحاد عنابة والثالث في المجموع بعد عودته بالنقاط الثلاث من بجاية في الجولة الخامسة، وهو ما من شأنه أن يحرر اللاعبين من العقدة التي لازمتهم منذ انطلاق الموسم. الأنصار ختموها ب "يعطيكم الصحة" كان لأنصار الزرقاء دور كبير في تحقيق الوداد للنقاط الثلاث، حيث ورغم نقل المباراة عبر الشاشة الصغيرة، إلا أن ذلك لم يمنعهم من الحضور وبقوة إلى المدرجات، فكانوا سندا معنويا للاعبين الذين أهدوهم الفوز في الأخير، ومباشرة بعد إعلان الحكم بوستر نهاية اللقاء توجه اللاعبون نحو أنصارهم الذين رددوا عبارة: "يعطيكم الصحة". أجواء احتفالية في غرف تغيير الملابس عاشت غرف تغيير الملابس الخاصة بالوداد أجواء احتفالية لم يسبق لها مثيل، حيث عبر اللاعبون عن فرحتهم بالفوز المحقق على طريقتهم الخاصة، في الوقت الذي خيم الصمت على الجهة المقابلة حيث لم يتحمل لاعبو ومسيرو "الحمراوة" الخسارة. بلغري ذرف الدموع ولم يحتفل مع زملائه في الوقت الذي كان فيه الجميع يعيش نشوة الفوز، بقي وسط الميدان ربيع بلغري جانبا وبدا متأثرا لطرده من قبل الحكم بوستر، حيث ذرف الدموع لعدم تقبله الطرد الذي لم يكن مستحقا، خاصة أنه لم يقم بأي شيء يستحق العقاب، ما جعل زملاءه يرفعون معنوياته ويؤكدون أنه "محڤور" فعلا. بلغري: "بوستر حڤرني... ربي يهديه وأتركه لضميره" وبخصوص طرده، أكد بلغري قائلا: "الحكم طردني بغير سبب والبطاقة الحمراء التي تلقيتها غير مستحقة خاصة وأني لم أقم بأي شيء أستحق عليه العقاب وهو ما حز في نفسي كثيرا وجعلني أتأثر... ربي يهديه وأتركه لضميره الذي بدون شك سيؤنبه". بوستر أكد عدم قدرته على قيادة "الداربي" بشهادة جميع من تابعوا "الداربي"، تأكد فعلا أن الحكم بوستر كان خارج المجال تماما وظهر غير قادر على إدارة اللقاء، حيث لم يستطع التحكم في زمام الأمور في ظل تدخلاته العشوائية التي أثرت كثيرا على مجريات اللعب، ولم يكتف عند هذا الحد بل انقلب في المرحلة الثانية مانحا الأولوية ل "الحمراوة" وكأنه أراد إنهاء اللقاء بنتيجة التعادل، لكن عزيمة هبري وزملائه كانت أشد. الإدارة رفضته من قبل وكانت إدارة الوداد قد رفضت الحكم بوستر لإدارة "الداربي" لتيقنها من عدم قدرته على إدارة مثل هذه المواجهات، ففي هذا الصدد قال الرئيس يحلى: "سنرفع تقريرا مفصلا للرابطة الوطنية نطالبها فيه بعدم تعيينه مجددا لإدارة مبارياتنا في ظل الأخطاء الفادحة التي ارتكبها، والدليل ما قدمه اليوم وطرده بلغري الذي لم يكن مستحقا تماما ومنحه الأولوية للمولودية في المرحلة الثانية". نهاية مؤسفة و"الحمراوة" قاموا بأعمال شغب لم تكن بداية اللقاء كنهايتها، حيث ومباشرة بعد تسجيل بشيري الهدف الثاني غادر أنصار المولودية مدرجات الملعب، ثم قاموا بأعمال شغب وسط المدينة محطمين كل ما وجدوه أمامهم من سيارات ورامين بالحجارة على المنازل المجاورة، ولعل ما جرى عند مخرج تلمسان لدليل على ذلك، ولم يكتفوا بهذا بل دخلوا في اشتباكات مع سكان بعض البلديات المجاورة كشتوان. أحد المسيرين يعتدي على برملة لم يتحمل أحد المسيرين الهزيمة التي تلقاها فريقه، فاعتدى على ابن الباهية اللاعب الحالي للوداد الطيب برملة في النفق المؤدي لغرف الملابس، حيث حدثت مناوشات بين الطرفين كادت تصل إلى ما لا يحمد عقباه لولا تدخل بعض العقلاء لفك النزاع، وكان برملة قد حدثت بينه وبين بعض لاعبي المولودية مناوشات أثناء نهاية المرحلة الأولى لولا تدخل المدرب عمراني الذي طلب منه الالتحاق مسرعا بغرف تبديل الملابس، ولم بعض لاعبي المولودية الإحتياطين بذلك بل توعدوا الوداد في لقاء العودة من خلال إشارتهم بأيديهم إلى أن العودة ستكون بوهران . ---------------------------------- لزاريف: "كنا أكثر إرادة والفوز سيحررنا" "طرد بلغري غير مستحق" بداية، ماذا تقول بشأن الفوز المحقق اليوم أمام مولودية وهران (الحوار أجري مباشرة بعد نهاية اللقاء)؟ الفوز مهم وجاء في وقته المناسب لوضع حد لسلسلة الإخفاقات المسجلة في الجولات الماضية، لقد أدينا واجبنا في ظل الرغبة التي كانت تحدونا والمسؤولية التي كانت ملقاة على عاتقنا. وماذا عن المباراة في حد ذاتها؟ المباراة كانت صعبة للغاية أمام منافس جاء ليؤكد مسيرته الإيجابية ونتائجه التي حققها من قبل، نحن لم يكن أمامنا سوى خيار واحد وهو الفوز، والحمد لله كنا في مستوى الثقة الموضوعة فينا ولم نخيب وظهرنا بوجه مغاير بعد التحرر من الضغط الذي كان مفروضا علينا من قبل. كل من شاهد المباراة لاحظ رغبتكم في الفوز، ما قولك؟ صحيح فقد ظهرنا بوجه مغاير تماما عن اللقاءات الماضية، وهذا في ظل الرغبة الكبيرة التي كانت تحدونا في فتح صفحة جديدة والانطلاق لتحقيق نتائج أفضل، حيث لعبنا أفضل مباراة لنا سواء من حيث الأداء الجماعي، الفرص الكثيرة أو الانتشار الجيد على الميدان... كنا نتمنى حضور الزملاء معنا في هذه المباراة حتى تكون الخيارات كثيرة، لكن ورغم ذلك إلا أننا كنا في الموعد حيث طبقنا تعليمات الطاقم الفني بالحرف الواحد. كيف عشت أجواء أول "داربي" لك؟ بالفعل، هذا أول "داربي" أخوضه مع الوداد، كنت أتمنى دائما المشاركة فيه خاصة وأنه يكتسي أهمية بالغة للفريقين. الكثير اشتكى من طريقة التحكيم. الحكم بوستر أثر فينا كثيرا بسبب تدخلاته غير الموفقة خاصة في المرحلة الثانية، ما خدم المنافس الذي استفاد من مخالفات مجانية قرب منطقتنا، لكن ذلك لم يمنعنا من مواصلة لعبنا المعتاد بل زادنا ثقة وعزيمة رغم طرد زميلنا بلغري. ماذا تقول بشأن طرد بلغري؟ صراحة، استغربت للطريقة التي تم طرد زميلي بلغري بها، بما أني كنت قريبا من اللقطة، لما منحه الحكم البطاقة الصفراء مباشرة بعد ذلك منحه الحمراء مع أن بلغري لم يتفوه بأي كلمة، هذه شهادة أقولها بصفتي كنت قريبا من بلغري في اللقطة والأكيد أن الحكم طرده مجانيا. وماذا بعد هذا الفوز؟ الأكيد أن هذا الفوز سيجعلنا نعمل في أحسن الظروف الممكنة التي تسمح لنا بتحقيق نتائج أفضل بغية إنهاء مرحلة الذهاب في ترتيب حسن. هل أنت راض عما قدمته؟ أنا لم أقم سوى بواجبي وبمساعدة الزملاء لي، كما أن هذه المباراة هي الثالثة التي أخوضها مع الوداد منذ التحاقي به وليس هذا هو مستواي الحقيقي الذي سيظهر مع مرور الجولات. وماذا عن الهدف الذي سجلته؟ لن يكون الأخير، بل ستكون هناك أهداف أخرى. كيف تتوقع مباراة بلوزداد القادمة؟ ستكون صعبة للغاية بما أننا سنكون في مواجهة فريق قوي داخل قواعده، لكن هذا لن يمنعنا من أداء واجبنا من أجل العودة بنتيجة إيجابية. أنصاركم كانوا سندا قويا لكم، أليس كذلك؟ "يعطيهم الصحة"، حيث حضروا وبقوة إلى المدرجات لمؤازرتنا، ونحن بدورنا لم نخيبهم... نعدهم بالأفضل مستقبلا.