تلمسان تفقد هيبتها والقادم أصعب

تأزمت وضعية وداد تلمسان كثيرا عقب انهزامها فوق أرضية ميدانها أمام مولودية الجزائر ظهيرة أول أمس برسم الجولة العاشرة، في الوقت الذي كان ينتظر
الانتفاضة وتحقيق الفوز بعد التغييرات الأخيرة التي طرأت على العارضة الفنية، لكن ذلك لم يحدث وتلقت التشكيلة هزيمة جديدة عقدت كثيرا مأموريتها قبل خمس جولات من نهاية مرحلة الذهاب، قابعة في المراكز الأخيرة المؤدية إلى القسم الثاني مؤقتا.
أداء هزيل وبعض اللاعبين “نيّة“
وجاء أداء تشكيلة وداد تلمسان خلال لقاء مولودية الجزائر هزيلا إن لم نقل ضعيفا وعلى مستوى الخطوط الثلاثة، الشيء الذي سمح للزوار من اللعب براحة تامة لم يكونوا ليحلموا بها لولا نيّة بعض اللاعبين، الذين يبقوا بعيدين كل البعد على تقمص ألوان “الزرقاء“، مع وجود تغرات كثيرة خاصة على مستوى الخط الخلفي، وهو ما سمح لمهاجمي “العميد“ باستغلال المساحات والوصول للشباك في مناسبتين كانتا كافيتين لتحقيق النقاط الثلاث لم يكونوا يتوقعونها أبدا، حسب ما علمناه من أحد المقرّبين من التشكيلة العاصمية، خاصة أن المولودية لم تفز في تلمسان منذ 11سنة.
مشكل الأشواط الأولى يتواصل
واللافت للانتباه بعد مرور عشر جولات من بداية الموسم الحالي، أن وداد تلمسان لم يستوعب الدروس الماضية والأخطاء الكثيرة التي وقع فيها، بدليل مشكلة الأشواط الأولى التي أصبحت عقدة “الزيانيين“ بتلقيهم أهدافا كثيرة عن طريق أخطاء ساذجة، مثلما كان عليه الحال أمام سعيدة، سطيف، القبائل، الحراش، ليتكرّر “السيناريو“ نفسه أمام مولودية الجزائر أول أمس، أين وجد المنافس طريقه إلى الشباك بواسطة أخطاء ساذجة وبوجود مساحات شاغرة، خاصة على مستوى الخط الخلفي الذي أصبح يرتكب العديد من الأخطاء.
خروج بلغري كان المُنعرج
لا أحد ينكر أن بلغري له وزن كبير في التشكيلة، سواء من حيث اللعب الدفاعي أو بناء الهجمات من الخلف، ويبقى خروجه الاضطراري منعرج اللقاء، وقد أثر سلبا في أداء زملائه، ما استغله جيدا أشبال المدرب الفرنسي “ألان ميشال“، الذين استحوذوا على الوسط أمام غياب كلي للاعبي الوداد، فاتحين مساحات شاغرة، وهو ما ذكر به المدرب التلمساني عبد القادر عمراني، الذي أكد في تصريحاته أن خروج بلغري ترك فراغا كبيرا في الوسط وأثر سلبا في معنويات الفريق وفتح المجال أمام الزوار للاندفاع للأمام، والقيام بعدة محاولات سمحت لهم بالاستحواذ على هذه المنطقة الحساسة.
المولودية لم تكن قوية لكنها فازت
أجمع كلّ من تابع لقاء أول أمس أن المولودية لم تكن بالمنافس القوي الذي بمقدوره العودة بالنقاط الثلاثة من ملعب “العقيد لطفي“، خاصة بعد تعادله في الجولتين الماضيتين فوق أرضية ميدانه أمام عنابة وغريمه التقليدي اتحاد العاصمة، وجاء لتلمسان بغية تحقيق نتيجة التعادل التي تسمح باستعادة معنوياته، ولم تكن تحلم أبدا بالفوز وبهذه السهولة التامة، خاصة أنها كانت متخوّفة من ردّ الوداد الذي يبقى صعب المنال داخل قواعده ويبقى الشبح الأسود لها. لكن الحقيقية أن المولودية ليست أقوى بل الوداد كان ضعيفا وخارج المجال تماما، مثلما كان عليه في الجولات الماضية أمام القبائل، البليدة، سعيدة، لكنها فازت بعدما وجدت كل شيء في صالحها أمام غياب أي ردّ من قبل “الزيانيين“.
الهجوم “يعوم“ والدفاع الحلقة الأضعف
يتأكد من جولة لأخرى صيام القاطرة الأمامية للوداد بدليل تسجيلها 10 أهداف في عشر جولات كاملة، بمعدّل هدف في كل مباراة. حيث تبيّن عدم قدرة المهاجمين الحاليين على قيادة القاطرة الأمامية ل “الزرقاء“ رغم كثرة الفرص المتاحة، إلا أن لا أحد استطاع تحويلها إلى أهداف، وهو ما فوّت على الفريق الكثير من النقاط سواء داخل الديار أو خارجها. ولعلّ تحرّكات الإدارة مؤخرا بالتعاقد مع بوسفيان، لزاريف ورابطة، في انتظار قدوم “أزوكا“ وبوسحابة الذي تمت إعارته للوداد ستة أشهر، لدليل على عدم اقتناع المسيّرين بالمهاجمين الحاليين، الذين كانوا بالأمس يعوّل عليهم كثيرا في تعويض غزالي وجاليت، لكن النتيجة أنهم خارج الإطار تماما. في الوقت الذي يبقى الخط الخلفي الحلقة الأضعف في التشكيلة التلمسانية بدليل وجودها في المركز الأخير برصيد 16هدفا، وهي حصيلة لم نتعوّد عليها من قبل رغم بقاء نفس اللاعبين السابقين الذين كانوا يشكلون الخط الخلفي، الأمر الذي يتطلب مراجعة الحسابات جيّدا قبل فوات الأوان، خاصة أن القادم أصعب، والدفاع سيكون في مواجهة أقوى المهاجمين محليا (الشلف وبلوزداد).
13 نقطة ضاعت والنزيف يتواصل
تواصل تضييع نزيف النقاط داخل الديار وسلسلة النتائج السلبية المسجلة في الجولات الماضية، حيث وبانهزامها مساء أول أمس أمام “العميد“ تكون التشكيلة التلمسانية ضيّعت 13 نقطة كاملة داخل قواعدها بعد خسارتها من قبل أمام اتحاد العاصمة، مولودية سعيدة، والتعادلين أمام الحراش والبليدة، وهو الشيء الذي لم نتعوّد عليه في السنوات الماضية، أين كان “الزيانيون“ أسيادا فوق الملعب. والأكيد من ذلك أن تلمسان فقدت هيبتها كلية وواصلت سقوطها داخل قواعدها ولم تقدر ولو على تحقيق الفوز الثاني لها هذا الموسم بعد الأول المحقق أمام عنابة في الجولة الأولى، خاصة إذا علمنا أن القادم يبقى أصعب وبكثير من خلال المواجهات التي تنتظر أشبال المدرب عمراني بداية بالتنقل إلى العلمة، استضافة مولودية وهران في “داربي“ قوي، على أن تكون في مهمّة مستحيلة أمام بلوزداد في “الكوزينة“، على أن يكون الفوز بمباراة البرج ضروري، قبل التنقل في ختام مرحلة الذهاب إلى الشلف في مهمّة محفوفة بالمخاطر.
من حسن الحظ أن البرج، الخروب والبليدة انهزموا
ويمكن القول إن نتائج الجولة العاشرة خدمت كثيرا وداد تلمسان، من باب أن الترتيب لم يتغيّر في المؤخرة بعد خسارة البرج، الخروب والبليدة، وهو ما يعني أن الحظ وقف مرّة ثانية إلى جانب “الزيانيين“ في خرجتهم غير الموفقة أمام “العميد“، الشيء الذي يتطلب الاستفاقة قبل فوات الأوان وعدم تضييع النقاط مجدّدا خاصة داخل القواعد، لأن أي تعثر جديد من شأنه تعبيد الطريق إلى القسم الثاني قبل بداية المرحلة الثانية التي ستكون صعبة في ظلّ كثرة الحسابات.
عمراني أمام مهمّة انتحارية
أجمع العارفون لخبايا وداد تلمسان، أن مهمة المدرب الجديد عمراني لن تكون سهلة على الإطلاق في إعادة هيبة الوداد التي فقدها في بداية الموسم الحالي، في ظلّ الوضعية التي يمرّ بها الفريق وتسلمه زمام العارضة الفنية في وقت حساس وبتشكيلة تعاني من الناحية المعنوية جرّاء النتائج السلبية المسجّلة، والتي تتطلب – حسبهم- تضافر جهود الجميع، خاصة إذا علمنا أن البطولة دخلت مرحلة هامة والحسابات كثرت، وأن التدعيمات باتت ضرورية وعلى مستوى الخطوط الثلاثة بالنظر للنقائص الكثيرة التي ظهرت.
رابطة ولزاريف الأحسن من جانب الوداد
أظهرا الوافدان الجديدان رابطة ولزاريف وجها مقنعا استطاعا به تقديم الإضافة لخطي الوسط والهجوم، وهذا بتحرّكاتهما المتواصلة وفي جميع الاتجاهات جعلتهما من بين أحسن اللاعبين فوق المستطيل الأخضر، بدليل الهدف الموقع في نهاية المباراة. ويمكن القول إن الإدارة التلمسانية لم تخطئ في استقدامهما للوداد، في انتظار التأكيد خلال الجولات المقبلة.
الحكم بهلول “مرڤها“
أكد الحكم بهلول عدم قدرته على قيادة مباريات القسم الأول بالنظر للأخطاء الكثيرة التي وقع فيها، حيث حرم الوداد من ثلاث ركلات جزاء شرعية حسب المسيرين بداية من الدقيقة 33، إثر عرقلة برملة داخل منطقة العمليات، ثم رابطة في نهاية المرحلة الأولى رغم أن العرقلة كانت واضحة، وأخرى في الدقيقة 86 إثر لمس واضح من مدافع المولودية للكرة بيده. والكل شاهد أن تلمسان تستحقّ ثلاث ركلات جزاء شرعية إلا الحكم بهلول، بما أن اللقاء كان منقولا عبر الشاشة الصغيرة، الشيء الذي جعل المسيّرين واللاعبين يحتجون عليه كثيرا في نهاية المرحلة الأولى، بالنظر ل “الحڤرة“ التي كانت واضحة، بالرغم من أن إدارة الوداد كانت تقدّمت بطلب للرابطة تطالبه فيها برفض الحكم بهلول الذي سبق له أن أدار لقاء الوداد أمام اتحاد العاصمة. وعلى هذا الأساس تعتزم إدارة الوداد تقديم ملف ثقيل للرابطة مرفوقا بالصور تشعرها فيها ب “الحڤرة“ التي تعرضت لها من قبل الحكم بهلول المرفوض مستقبلا لإدارة مباريات الوداد.
اللاعبون ضيّعوا منحة مغرية
ضيّع لاعبو وداد تلمسان منحة مغرية مضاعفة كانت إدارة الرئيس يحلى قد رصدتها لهم في حال تجاوزهم عقبة مولودية الجزائر، وهذا قصد تحفيزهم ورفع معنوياتهم وحثهم على بذل مجهودات مضاعفة، لكن تلقيهم خسارة جديدة فوّت عليهم منحة معتبرة.
الأواسط يحققون ثاني فوز
على عكس الفريق الأول الذي تكبّد خسارة جديدة فوق أرضية ميدانه، استطاع أواسط وداد تلمسان تحقيق الوثبة عقب تجاوزهم مولودية الجزائر بهدف وحيد، مسجلين الفوز الثاني لهم في بطولة هذا الموسم بعد الأول المحقق أمام عنابة في افتتاح الجولة الأولى، في انتظار التأكيد خلال الجولات المقبلة.