ساعات بعد أن أسدل الستار عن القرعة الخاصة بالدور الأخير من التصفيات المؤهّلة لكأس إفريقيا 2013 التي أوقعت "الخضر" في مواجهة المنتخب الليبي.. بدأ الليبيون يتحرّكون من أجل استقبال المنتخب الوطني الجزائري في شهر سبتمبر المقبل. وبالرغم من أن هذا المشكل لم يكن مطروحا في وقت سابق مع الليبيين في الدور الأول والثاني من التصفيات عندما كانوا يستقبلون على الأراضي التونسية، المالية والمصرية، إلا أن الأمر يختلف لمّا يتعلق بالمنتخب الجزائري، الذي يعلمون أن جماهيره ستغزوا الجارة تونس في حال استقبل الليبيون اللقاء الأول في شهر سبتمبر هناك. يرون أن مطلبهم مشروع ويؤكّدون على رفضهم اللّعب خارج الديار ومن خلال المنتديات وكذا مواقع التواصل الاجتماعي، بدأ الشارع الليبي يضغط على مسؤوليه منذ الآن بالرغم من أن المواجهة يفصلنا عنها أكثر من شهرين، إلا أن الكل بدأ يدعوا إلى استقبال "الخضر" في الأراضي الليبية وبالضبط في العاصمة طرابلس، حيث يعتبرون الأمر مطلبا شرعيا وأكثر من هذا يرون الأمر فيه ظلم إذا لم تمنحهم الاتحادية الدولية لكرة القدم وكذا "الكاف" الموافقة على الاستقبال في ليبيا. بدؤوا تحرّكاتهم وسيراسلون "الكاف" و"الفيفا" وحسب مصادر مقرّبة من الاتحادية الليبية لكرة القدم، فإن السلطات هناك بدأت تحرّكاتها الرامية إلى إقناع الهيأة الإفريقية وكذا الاتحادية الدولية لكرة القدم "فيفا"، من أجل السماح لها باستقبال مباراتها أمام المنتخب الوطني الجزائري شهر سبتمبر المقبل بالأراضي الليبية. حيث كشف نفس المصدر أن الاتحادية الليبية لكرة القدم برئاسة مفتاح كويدر تعتزم مراسلة "الكاف" وكذا الاتحادية الدولية لكرة القدم، لبحث حيثيات القضية والتأكيد على ضرورة الاستقبال بالأراضي الليبية. يطالبون بلجنة للوقوف على الأوضاع الأمنية في البلد ومن خلال المطالب دائما، يصرّ الليبيون منذ الآن على ضرورة إيفاد لجنة مكوّنة من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وكذا موفدين آخرين من الاتحادية الدولية، للوقوف على الأوضاع الأمنية هناك من جهة، وكذا جاهزية الهياكل القاعدية التي تؤمّن لهم استقبال المنتخب الوطني الجزائري على أحسن ما يرام حسب الليبيين، وبالرغم من أن اللغط ازداد في الساعات الأخيرة حول مكان الاستقبال بالنسبة للجانب الليبي، إلا أن إمكانية تحقيق مطلبهم تبقى مستبعدة لعديد الأسباب. اللّعب في ليبيا أمر مُستبعد والظروف الأمنية هناك ليست أفضل من مالي وبالرغم من أن الأشقاء الليبيين يصرّون على إجراء المواجهة في الأراضي الليبية، إلا أن الأمر يبقى مستبعدا لعديد الاعتبارات، لعل أبرزها الاعتبار الأمني بحيث يدرك الجميع وخاصة الاتحادية الدولية لكرة القدم مدعومة بالاتحاد الإفريقي للعبة والذي لا يتلاعب بمثل هذه الأمور، خاصة أن الأمر يتعلق بأرواح اللاعبين. حيث تبدو مهمة ضمان الأشقاء الليبيين للأمن شبه مستحيلة، كما أن ليبيا في الوقت الراهن ليست أفضل حالا من دولة المالي التي رفضت "الفيفا" أن تستقبل في أرضيها، بدليل أنها غيّرت مكان إجراء مباراة "الخضر" ومالي في العاشر من شهر جوان الفارط إلى دولة بوركينافاسو. حتى تونس لا تروقهم وقد يستقبلون في بوركينافاسو أو بلد إفريقي آخر ومع أن المنتخب الليبي كان يفضّل أن يستقبل مبارياته كلّها تقريبا على الأراضي التونسية على غرار لقاء المنتخب الكاميروني الذي استقبله الليبيون على ملعب الطيب المهيري بصفاقس، إلا أنه بدا رافضا لهذه الفكرة منذ البداية. حيث يرى الأشقاء الليبيون أن استقبالهم للمنتخب الوطني الجزائري هناك سيخدم "الخضر"، ما قد يجعلهم يفكرون في استقبال اللقاء في أدغال إفريقيا، وهو ما قد يجعل "الخضر" يلعبون مجدّدا في بوركينافاسو أو أيّ بلد إفريقي آخر، خاصة إذا علمنا أن الليبيين يرفضون اللعب في تونس.