لم تكن مسيرة شباب قسنطينة في مسابقة كأس الجمهورية أحسن من سابقاتها، حيث خرج للمرة الثالثة على التوالي من الدور 32 للمسابقة، وهو الإقصاء الذي بالرغم من أنه كان قاسيا إلا أنه أظهر الكثير من الأشياء في وقتها وخاصة النقائص التي يجب التخلص منها نهائيا، كما أن لقاء "الحمراوة" كان فرصة ل "السنافر" من أجل اكتشاف مستوى القسم الأول الذي يعتبر مرتفعا نوعا ما عن مستوى القسم الثاني، وهو ما سبق أن تحدثنا عنه قبل اللقاء حين أكدنا أن مولودية وهران ليست سكيكدة ولا بقية فرق بطولة القسم الثاني المحترف... الإقصاء الثالث على التوالي من الدور 32 الإقصاء الذي تعرض له "السنافر" الجمعة الماضي في ملعب الشهيد حملاوي هو الثالث على التوالي في الدور 32 لكأس الجمهورية بعد الهزيمة المرة التي تلقاها الفريق أمام الروينة الموسم ما قبل الماضي وانهزم بثلاثة أهداف مقابل هدفين إضافة إلى الهزيمة القاسية أيضا الموسم الماضي أمام نجم الڤرارم في مدينة شلغوم العيد بهدفين لواحد، وكانت هزيمة "الحمراوة" الأخيرة وبثلاثية أيضا في الدور نفس، ليثبت "السنافر" محدوديتهم الكبيرة في مثل هذه المنافسات التي لازال ينقصهم الكثير من أجل الذهاب بعيدا فيها. الأنصار تقبلوا الإقصاء من جهتهم فإن الأعداد الهائلة التي تنقلت إلى مركب الشهيد حملاوي أول أمس الجمعة والتي فاقت كل التوقعات، تقبلت الإقصاء بطريقة عادية خاصة أن الأغلبية كانت تعلم أن الفريق لايزال بعيدا كل البعد عن لعب مثل هذه المنافسات، كما أن الهدف الذي سطره المسيرون في بداية الموسم هو تحقيق الصعود لا الفوز بالكأس، وكانت النهاية أكبر دليل على الوعي الكبير الذي صار يعرف به "السنافر"، حيث هنأوا "الحمراوة" على الفوز وتمنوا لهم حظا سعيدا في اللقاءات القادمة، كما شجعوا اللاعبين على ما قدموه في اللقاء. لكن 3- 1 كانت قاسية الشيء الوحيد الذي أثارت حفيظة فئة من المناصرين، هي نتيجة اللقاء الذي انتهى بثلاثة أهداف لواحد، وهو رقم لم يعتد عليه "السنافر" خاصة أن الهزيمة كانت في قسنطينة، وخرج كل من لم يعجبه الأمر في صمت ودون حتى التصفير على الفريق أو القيام بأمور خارجة عن نطاق كرة القدم، وهو ما أعجب كثيرا كل من تابع اللقاء وحتى مسيري الفريق الضيف الذين أكدوا على أن كل ما شاهدوه أمر فريد من نوعه. اللاعبون خيبوا 50 ألف للمرة الثانية وبالعودة إلى لاعبي شباب قسنطينة فإنهم خيبوا للمرة الثانية على التوالي 50 ألف مشجع بعد التعثر الذي سجلوه في لقاء "الداربي" أمام مولودية قسنطينة بعد أن تعادلوا سلبيا مع مردود متوسط في الشوط الثاني، وهو ما أثار سخط الأنصار الذين قاموا بإتلاف كراسي الملعب، وكانت الهزيمة في المباراة الأخيرة أمام مولودية وهران غير مقبولة بتلقي الشباب ثلاثة أهداف. الإقصاء جيد لفريق يلعب الصعود وبعيدا عن كل ما حصل في اللقاء ومخلفاته سواء الإيجابية أو السلبية، فإن الإقصاء يعتبر جيدا بالنسبة لفريق يلعب من أجل الحصول على ورقة الصعود لأنه من الصعب على أي ناد لا يملك الإمكانات البشرية خاصة أن يجري وراء "أرنبين"، سيما أنه ليس متأكدا من أنه حقق هدفه الرئيسي وهو الصعود، لأنه لا زالت أمام الشباب 18 مباراة في الجدول لترسيم الصعود، وهو الذي لم يلعب إلى غاية الآن إلا 12 فقط. في 2006 "السنافر" لعبوا الكأس فسقطوا الشيء الذي يؤكد ما ذكرناه هو التجارب التي مر عليها "السنافر" من قبل، فقد لعبوا من أجل الفوز بالكأس في موسم 2005 – 2006 وهو الموسم الذي كان فيه الرئيس السابق غوالمي حمودي رئيسا للنادي، حيث تخطى الفريق الأدوار الثانوية بسهولة ليلاقي النادي العاصمي شباب بلوزداد في ملعب 20 أوت ببرج بوعريريج، وهو اللقاء الذي فاز فيه شباب قسنطينة بركلات الترجيح بعدما انتهى اللقاء في وقته الرسمي بهدف لمثله، سجل جاب الخير ل "سي أس سي" إلا أن الفريق أقصي فيما بعد في الدور ثمن النهائي أمام وداد تلمسان وانهزم بهدف نظيف في ملعب عمر حمادي ببولوغين، وهي الهزيمة التي أدخلت شباب قسنطينة في دوامة جعلته يسقط على يد الفريقين نفسهما في نهاية الموسم. وضيعوا الصعود في 2007 كما ضيع "السنافر" الصعود في الموسم الموالي، وهو الموسم الذي كان فيه غوالمي أيضا رئيسا قبل أن يترك مكانه لبوحلاسة، وفاز "السنافر" بثلاثية على الڤرارم، كما فازوا على نصر حسين داي في الدور 32 بثلاثة أهداف لواحد في مدينة البرج، ولعب الشباب بعدها أمام وفاق سطيف في ملعب أول نوفمبر بباتنة وآنهزم بهدف لصفر من تسجيل دمبري، وبالرغم من أن اللقاء كان بعيدا عن لقاءات الصعود الحاسمة، إلا أن الضغط الذي عاشه اللاعبون قبل اللقاء وفي تلك الفترة أثر نوعا ما في الفريق وضيع الشباب الصعود في بن عبد المالك أمام جمعية الخروب لما انتهى اللقاء بنتيجة سلبية. هدف الصعود لا يخفي النقائص دون شك فإن الصعود هو الهدف الرئيسي للفريق إلا أن هذا يجب أن لا يخفي النقائض الكثيرة التي سجلت في هذا اللقاء، وبالأخص الأخطاء التي جاءت منها الأهداف، وهي الأخطاء التي لا نجدها حتى في لقاءات الفئات الشبانية لأنها بدائية جدا وجاءت نتيجة سوء تمركز اللاعبين الذين أرادوا على ما يبدو الفوز متناسين الالتزام في الميدان، وهو الذي يأتي بالفوز في النهاية. الوصول قبل 20 دقيقة يحتسب على الإدارة من بين الأمور الثانوية التي أثرت كثيرا على الفريق، هو أن اللاعبين وصلوا إلى الملعب قبل 20 دقيقة من بداية اللقاء، بالرغم من أن المعقول هو أن يصلوا على الأقل بساعة قبل اللقاء من أجل الدخول إلى الميدان والقيام بعملية الإحماء إضافة إلى التركيز جيدا على اللقاء، وهو ما لم يحصل، حيث قام اللاعبون بالتسخينات وعملية تفقد الإجازات في ذلك الوقت وهو أمر يحتسب على الإدارة. لو دخل اللاعبون مبكرا لأحسوا بقيمة اللقاء الأمر الأكيد هو أنه من الضروري أن يستخلص اللاعبون الخطأ وأن لا يقعوا فيه مرة أخرى من خلال الحضور المبكر إلى اللقاء، وذلك من أجل الدخول في أجواء المباراة، فقد كان لقاؤهم أمام "الحمراوة" كبيرا جدا ولا أحد منهم أحس بقيمته، والنتيجة كانت تلقي الدفاع هدفين في أول ربع ساعة إلى درجة أن الجميع خيل له أن الفريق غير قادر على مقارعة الكبار ودخل الشك في أنفس الأنصار إلى غاية تسجيل الشباب هدفه. الدفاع كان ثقيلا النقطة السلبية التي يجب الحديث عنها هي ثقل الدفاع الذي كلف الفريق ثلاثة أهداف في لقاء واحد، حيث قام كابري ولمايسي بالكثير من الهفوات دون الحديث عن بودن الذي كان خارج الإطار وتلقى الفريق هدفين من جهته، وكان صوالح أفضل السيئين من خلال تحركاته الكثيرة وأدى دوره الدفاعي والهجومي بشكل حسن نوعا ما إلا أن نتيجة اللقاء الأخيرة أكدت أن عملا كبيرا ينتظر الخط الخلفي. أخطاء البطولة تكررت في الكأس الهدف الأول والهدف الثالث صورة طبق الأصل لهدف بهلول في باتنة بعد خطأ بن ساسي والهدف الذي تلقاه الشباب في وهران أمام الجمعية بعد أن أضاع حمادو الكرة في وسط الميدان وحتى الهدف الأول الذي تلقاه الفريق في عين فكرون بعد أن أضاع عبيد شارف الكرة في المنطقة نفسها، وبالعودة إلى الهدفين الأول والثالث، فيتحمل زميت وحمادو جزءا كبيرا من المسؤولية إضافة إلى الدفاع الذي كان "حمام". "يكونو رجال ويجيبوها" من العاصمة "السنافر" الذين لم يلوموا لاعبيهم على الخسارة، أكدوا أنهم لن يرضوا إلا بنقاط بارادو في اللقاء الذي سيلعب غدا الثلاثاء في العاصمة والذي يحتضنه ملعب بن حداد بالقبة، كما أكد لنا الكثير من أنصار النادي أنهم سيكونون بالآلاف هناك من أجل مساندة اللاعبين على الفوز وتعميق الفارق على الأقل من أجل ضمان الفوز باللقب الشتوي ومن ثم الانطلاق في مرحلة الإياب بأكثر جدية خاصة أن اللقاء الأول فيها سيكون أمام شباب تموشنت. ================= اللعب الهجومي كان مغامرة كان اللعب الهجومي من جانب الشباب زائدا عن اللزوم، فقد دفع الفريق الثمن غاليا لأن اللاعبين غامروا كثيرا متناسين القوة الهجومية التي يملكها لاعبو مولودية وهران، كما أن رفقاء كابري ظنوا في بداية اللقاء أنهم يلعبون أمام سكيكدة أو تموشنت أو أحد الفرق المنتمية إلى القسم الثاني قبل أن يستفيقوا بثلاثية. اللاعبون تركوا مساحات في الخلف بما أن المغامرة كثيرا في الهجوم كانت أكبر الأخطاء، فإن ارتكابها يؤدي حتما إلى ارتكاب أخطاء أخرى، وكان أولها ترك الكثير من المساحات في الخلف كما حصل في لقطة الهدف الأول حين انطلق داود بوعبد الله من وسط الميدان مستفيدا من ضياع الكرة من زميت وقطع مسافة طويلة قبل أن يمرر الكرة إلى بلايلي الذي سجل بسهولة بعد خطأ في المراقبة من كابري، كما أن الهدف الثالث كان بالطريقة نفسها لما ضيع حمادو الكرة وخرج براجة وجها لوجه في الوقت الذي كان من المفترض أن يكون بودن في مكانه على الجهة اليسرى. من جهة أخرى فإن المغامرة في الهجوم جعلت الفريق يقع ضحية سوء التمركز في الخلف خاصة، وهو ما نتج عنه سوء التغطية حين عانى المدافعون في الخلف وخاصة الأجنحة التي كانت مكشوفة أمام مهاجمي المولودية. الفريق لازال بعيدا عن تسيير اللقاءات الكبيرة تلقى "السنافر" الهدف الثالث في (د62) أي قبل أكثر من نصف ساعة عن صافرة النهاية، وهي مدة كانت كافية من أجل العودة في النتيجة، إلا أن اللاعبين استسلموا للأمر الواقع وطغى عدم التركيز وعدم الجدية على جميع المحاولات، وهو ما حال دون أن يعودوا في النتيجة. ================== "السنافر" أذهلوا المتتبعين بروحهم الرياضية عرف اللقاء الذي جمع بين شباب قسنطينة ومولودية وهران تصرفا حضاريا من قبل أنصار الشباب الذين كانوا في المستوى من خلال حضورهم القوي في المدرجات إضافة إلى الصور الرائعة التي كنا نراها بين الحين والآخر وحتى قبل ساعات من انطلاق اللقاء في مشهد لا يوحي بأن هذا الفريق يلعب في القسم الثاني. نهاية اللقاء كانت أجمل من بدايته لعل أجمل ما شاهدناه في اللقاء هو النهاية الجميلة التي لا يمكن للكلمات أن تصفها، حيث كانت الأهازيج ترتفع مع اقتراب صافرة النهاية وكأن الشباب متفوق في النتيجة، وكانت عبارات "شومبيوني شومبيوني" و "خاوة خاوة سنافر حمراوة" هي الأكثر تداولا إلى غاية نهاية اللقاء، وعندها قام الجميع وحيوا لاعبي الفريقين، كما توعد "السنافر" نادي بارادو وأكدوا تنقلهم القوي تحسبا للقاء الغد. من لم يتقبل النتيجة خرج في صمت الكثير من الأنصار لم يتقبلوا قساوة الهزيمة خاصة أنها كانت بثلاثة أهداف في قسنطينة وأمام عشرات الآلاف من "السنافر"، لكن رغم ذلك خرجوا في صمت ولم يقوموا بأي تصرف غير لائق، وهو الشيء الإيجابي الذي يحسب لهم خاصة بعد الكلام الكثير الذي قيل عن تصرفاتهم في الملعب. والبقية شجعت اللاعبين وضربت موعدا في العاصمة أما من بقي في الملعب فشجع اللاعبين كما ينبغي، وانتهى اللقاء تحت صيحات "شومبيوني شومبيوني" وتمنيات الجميع بأن يكون الشباب في المستوى بداية من لقاء غد، وهو أول لقاء في العام الجديد، حيث يريد "السنافر" الفوز وتوسيع الفارق إضافة إلى التأكيد على أن لقاء "الحمراوة" لم يكن إلا لقاء تحضيريا لباقي المشوار. ---------- بو الحبيب: "تصرف الأنصار جعلني أسعد رئيس في العالم" فضلنا بعد نهاية اللقاء أن نسأل رئيس النادي بوالحبيب عن رأيه في اللقاء فقال: "سواء خسرنا أو فزنا اليوم فإن الكأس ستبقى من بين أهدافنا المستقبلية أما الآن فنحن نلعب من أجل تحقيق الصعود فقط، كما أريد أن أقول إني كنت أسعد رئيس في العالم بعد الذي شاهدته من أنصارنا الأوفياء لأنه من النادر أن تجد الآلاف من المشجعين يفهمون كرة القدم وأود أن أقول لهم إن تشكيل فريق كبير يتطلب الكثير من الوقت والعمل وعليهم أن يصبروا معنا وسنحقق النصر في الأخير". بومدين يشارك في لقاء غد حسب المساعد الطبي لزهر شلابي فإن المهاجم بومدين سيشارك رسميا في لقاء غد أمام نادي بارادو، وذلك بعد أن حامت الشكوك حول مشاركته بعد أن تلقى إصابة في اللقاء السابق أمام مولودية وهران. "السنافر" يصلون اليوم إلى العاصمة جوا يصل اليوم شباب قسنطينة إلى الجزائر العاصمة اليوم جوا وذلك في رحلة الساعة 07:15 ثم يتجه إلى فندق المهدي الجديد بسطاوالي فيما تكون الحصة التدريبية قي الملعب البلدي المحاذي لفندق المهدي القديم