ما زالت يوميات وفاق سطيف تتواصل بخصوص التسريحات والاستقدامات، وهذا منذ فتح الميركاتو الشتوي الذي سيتواصل إلى غاية 25 جانفي الحالي، ولكن الوفاق ينظر لهذه الفترة من التحويلات بمنطق غير الذي تنظر إليه بقية الفرق. بيان الرابطة يدينها في قضية الموسم الماضي وقبل الحديث عن الآجال الإفريقية، فقد جاء توقيف البطولة المنشور عبر موقعي الرابطة الوطنية والفاف مصحوبا ببيان يؤكد أن اللاعبين المستقدمين الجدد في جانفي لا يحق لهم المشاركة في المواجهات المتبقية من مرحلة الذهاب. هذا البيان يمثل ما هو معروف قانونيا منذ الاستقلال، بأن اللاعبين المستقدمين في الميركاتو لا يحق لهم المشاركة في مباريات مرحلة الذهاب إن بقيت مؤجلة. الوفاق احترز على مغربي وحركات في قضية مماثلة ويبقى إسقاط هذه القضية على ما حصل في الوفاق في السنة الماضية، حين تعادل بنتيجة 1-1 أمام مولودية العاصمة في 5 جويلية يوم الثلاثاء 9 فيفري 2010. يومها قدم وفاق سطيف احترازات مزدوجة على كل من مغربي وحركات اللذان جاءا للمولودية في جانفي، بحجة أن الثنائي لا يسمح له المشاركة في مباراة تعود إلى مرحلة الذهاب (لعبت بين الجولة الرابعة والخامسة إياب)، كما أنه غير مؤهل في التاريخ الأصلي للقاء. الرابطة ردت بأن لهما الحق وتعترف بالسرقة بعد 11 شهرا ولكن الرابطة الوطنية يومها ردت بأن إحترازات الوفاق غير مؤسسة، وأن الثنائي مغربي- حركات يحق له اللعب في مباريات مرحلة الذهاب وأبقت على نتيجة اللقاء. ولكن الآن وبعد مرور 11 شهرا اعترفت الرابطة الوطنية بأنها سرقت حق الوفاق في الموسم الماضي، من خلال البيان الجديد الذي أصدرته ومفاده أن اللاعبين الجدد لا يحق لهم المشاركة في المباريات المتبقية من مرحلة الذهاب. القانون كان ينص على خصم 4 نقاط من "العميد" وإضافة نقطتين للوفاق ولو طبقت الرابطة الوطنية القانون بحذافيره شهر فيفري الماضي، لحذفت نقاط اللقاء من رصيد "العميد" وأضافت نقطتين للوفاق، وفي هذه الحالة كان ترتيب الموسم الكروي سيكون في النهاية 65 نقطة لصالح النادي السطايفي و65 نقطة لصالح المولودية، ويكون النسر الأسود هو بطل الموسم الكروي بفارق الأهداف. ومهما كان فالزمن لن يعود إلى الوراء والمولودية حصلت على اللقب، ونالت التهاني وكان الوفاق من أول من فعل ذلك. ولكن الزمن وحده كشف أن الرابطة اعترفت وبعد مرور 11 شهرا، أنها سرقت الوفاق ولم تطبق القانون. الآجال الإفريقية فرضت ضغطا على سرّار وبعيدا عن سرقة البطولة، فإن ارتباطات الوفاق بالمشاركة في رابطة الأبطال الإفريقية 2011 ورغبته في الحصول عليها، فرضت على الرئيس سرار ضغطا شديدا في قائمة المستقدمين، لأن الفترة الثانية لوضع ملفات اللاعبين في رابطة أبطال إفريقية محددة بين 1 و15 جانفي من كل سنة، وهو الأمر الذي جعل رئيس الوفاق يمر إلى السرعة القصوى خلال الأيام الثلاثة الأخيرة. إبقاء يخلف كان بسبب الحسابات الإفريقية وقبل الحديث عن المستقدمين، يجب القول إن الإدارة لم تفكر جيدا في قائمة اللاعبين المعنيين بالمغادرة، بدليل أنها قررت إبقاء يخلف في التعداد إلى غاية شهر جوان القادم. والغريب أن جلسة المفاوضات كانت طويلة بين الرئيس سرار والظهير الأيسر محمد يخلف، لأن سرّار في البداية كان يريد الرضوخ لرغبة اللاعب في الرحيل، وهو ما عكسه تحضيره لفسخ عقده في 4 نماذج، قبل أن يعيد الرئيس التفكير إثر ملاحظته أن القائمة الإفريقية قد تبقى دون ظهير أيسر، ما جعله يمزق أوراق فسخ العقد. وعليه فإن عدد اللاعبين الذين قررت إدارة الوفاق إبقاءهم بصفة رسمية في التعداد هو 18. وتعتبر قائمة 18 لاعبا المؤهلين قاريا من جملة العناصر التي تم دفع إجازاتها في القائمة الأولى، التي تضم 21 لاعبا (غادر من القائمة فراجي في انتظار مغادرة بن شرقي وبوشريط). وبما أن الوفاق معفى من الدور الأول فهؤلاء 18 هم من سيلعبون مواجهة الدور الثاني، التي سيواجه فيها النادي السطايفي منافسه الغيني فيلو ستار أو البوركينابي أنيقا. بن حمو، فرانسيس وحتى زعبوب، لخذاري وأوصالي لن يلعبوا قبل ثمن نهائي ورغم الإضافة الرسمية لكل من بن حمو وفرانسيس في القائمة الإفريقية، وفي انتظار إمكانية وصول ورقة خروج زعبوب التي تعني تأهيله اليوم أو غدا على أكثر الأحوال، وكذا إضافة اسمه واسم اللاعبين الجديدين عادل لخذاري والبوركينابي أوصالي، إلا أنه لن يكون بإمكانهم المشاركة في الدور الأول حسب القوانين المنظمة لرابطة الأبطال القارية. ولن يلعب بن حمو وفرانسيس وحتى الثلاثي الباقي (إن أهل قاريا) سوى بدءا من ثمن النهائي. ووضعية العيفاوي محل تساؤل في أول لقاء وستسأل إدارة الوفاق مسؤولي الكاف عن وضعية اللاعب عبد القادر العيفاوي، وإمكانية مشاركته في ذهاب لقاء الدور 16، لأنه حصل في آخر لقاء لعبه مع الفريق في رابطة الأبطال أمام مازيمبي على الإنذار الثاني، ولا تعلم الإدارة إن كان هذا الإنذار الثاني (وهو ما يعني قاريا عقوبة لقاء واحد)، سيتبع اللاعب في النسخة الجديدة لرابطة الأبطال. وفي حال إذا كان رد الكاف مفاده أن العيفاوي لن يشارك، فإن 17 لاعبا سيكونون تحت التصرف في ذهاب الدور الثاني، ويعود العدد إلى 18 في الإياب بعودة العيفاوي. يذكر أن بوشريط بدوره له إنذار ثاني وهو موجود في نفس وضعية العيفاوي، لكن رغبته في الرحيل لن تجعل الأمر مشكلا. والوفاق سيترك أقل من 7 إجازات لجوان وبعد إضافة اسمي بن حمو وفرانسيس للقائمة القارية، فإن الوفاق استهلك رسميا 23 إجازة من جملة 30 المسموح بها قاريا، وفي الوقت نفسه يرغب في إضافة أسماء لخذاري، زعبوب وأوصالي (حسب وصول ورقة الخروج للثنائي الأخير نهار اليوم على أكثر تقدير). وفي هذه الحالة فإن الوفاق لن يترك 7 إجازات لشهر جوان القادم، لأن كل إجازة تضاف رسميا (في حالة التأهيل) لكل واحد من الثلاثي، فإنها تنقص بطريقة مباشرة من إجازات شهر جوان المتبقية. سرّار: "دوري الأبطال يتطلب لاعبين نوعيين وليس كميين" وقال سرّار إن استهلاك بعض الإجازات الإفريقية من السبع المخصصة لجوان قبل بدء دوري المجموعات، لا يعتبر مشكلا للفريق لأن الوفاق في حالة تأهله ثانيا إلى دوري المجموعات لن يكون حسب رئيسه في حاجة إلى عدد كبير من اللاعبين بعدد 7 في جوان القادم. وأضاف سرار أن الهدف سيكون الحصول على رابطة أبطال إفريقيا، والتدعيمات في هذه الحالة يجب أن تركز على القيمة الفنية للاعبين وليس على العدد، أي أن الفريق سيكون مطالبا حسب رئيسه بإضافة 3 أو 4 لاعبين من نوعية رفيعة، قادرين على جلب الإضافة القارية. استقرار التشكيلة أهم عوامل النجاح الإفريقي وبما أن إدارة الوفاق تحرص في كل فترة تحويلات على إضافة 4 أو 7 أسماء جديدة للتشكيلة، فإنها تسعى دوما للمحافظة على استقرار التعداد وبقاء أكثر عدد منهم. لأن بقاء 19 لاعبا من الذين شاركوا في النسخة الماضية من رابطة الأبطال (بإضافة اسم فرانسيس)، سيجعل التشكيلة أقوى في النسخة القادمة وأكثر خبرة إفريقيا. نموذج مازيمبي في الاستقرار وراء النجاح وكان رئيس "تي. بي. مازيمبي" الكونغولي "مويز كاتومبي" قد صرح على هامش تتويج فريقه برابطة أبطال إفريقية للمرة الثانية، أن الأموال ليست وحدها التي جلبت له التتويج القاري لأن المال لا يلعب فوق الميدان، وأرجع نجاح الفريق إلى استقرار اللاعبين لأن من توجوا مرتين باللقب القاري يوجدون في مازيمبي منذ كان عمرهم 16 سنة. وهو مثال يشجع على الاستقرار الخاص بالتشكيلة في الوفاق، بحكم أن لاعبين مثل حاج عيسى ودلهوم يلعبان للموسم السابع، يخلف للموسم السادس، رحو، لموشية، بن شادي (الموسم الخامس)، العيفاوي، بن مالك (الموسم الرابع)، فهّام، بلقايد، ديس، مترف، فرانسيس (للموسم الثالث على التوالي). الجدد ومدة توقيعهم ضمنت زيادة عدد المرتبطين في نهاية الموسم من جهة أخرى، جاء تأكيد سرّار أن تكون مدة إمضاء الخماسي الجديد الذي سينظم في الفترة الحالية ب 18 شهرا أو أكثر لكل واحد، ليضمن للوفاق أن يكون له عدد أكبر من اللاعبين المرتبطين في نهاية الموسم. لأن الفريق السطايفي كان سيوجد في نهاية الموسم أمام معضلة حقيقية ببقاء 5 لاعبين فقط مرتبطين (بن مالك، فرانسيس، غزالي، حشود، جابو)، ولكن بالخماسي الجديد المنظم (زعبوب، بن حمو) في انتظر لخذاري، أوصالي، ولعنصر أو بكير سيكون للوفاق في نهاية الموسم 10 لاعبين مرتبطين، وتكون مهمة الرئيس هنا أقل صعوبة في إقناع البقية. سرّار أكد أن الذهاب بعيدا في "الشان" يفتح الأبواب في رابطة الأبطال وكان رئيس الوفاق قد عبر في وقت سابق عن ارتياحه لقرار تأجيل المنافسة الوطنية، وأضاف أنه ينتظر معرفة عدد الأسماء التي سيستدعيها الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة لكأس أمم إفريقيا للمحليين. لأن ذلك في غاية الأهمية بالنسبة للوفاق حسب سرّار، بالنظر إلى عدد لاعبي "الكحلة" الذين سيكونون في السودان. وكان سرّار قد تحدث في الأيام الأخيرة مع بن شيخة، وأكد له تشجيعاته في هذه المنافسة من أجل الذهاب بعيدا فيها، وكشف له الأهمية الكبيرة للذهاب بعيدا في هذه المنافسة وانعكاساتها على كل الأندية الجزائرية بصفة عامة والوفاق بصفة خاصة، لأن هذا الأمر سيزيد من طموح النادي السطايفي وبقية الفرق في الذهاب إلى أبعد نقطة قاريا، وهذه النقطة لن تكون سوى التتويج برابطة الأبطال القارية. ========== يخلف: "لقائي مع سرّار ميّزه الصراحة وأنا لا أتكلم في الظهر" - يخلف يقرر المغادرة بصفة مفاجئة، ثم يتفق مع سرّار على البقاء، ماذا حصل بالضبط؟ -- فعلا أردت المغادرة بنسبة 100 بالمئة بعد أن شاهدت بعض الأشياء التي لم تعجبني. وعبرت عن ذلك صراحة لأنني لست منافقا ولا أتكلم في الظهر. - ما هي هذه الأشياء؟ -- أعذرني لا يمكنني قولها لأن للفريق أسراره، ولكنني أعلمت بها الرئيس سرّار في الجلسة التي كانت بيننا. - وماذا حصل في اللقاء مع سرّار حتى قررت البقاء؟ -- هذا اللقاء ميزته الصراحة، فأنا تكلمت عن الأشياء التي لم تعجبني والرئيس وافقني في أشياء وأوضح لي أشياء أخرى، لينتهي اللقاء بالاتفاق على البقاء. عندما كنت ذاهبا للقاء الرئيس سرار كنت متأكدا بنسبة 300 بالمائة أنني سأغادر، لكن بعد التوضيحات التي قدمها لي اقتنعت بالبقاء. - علمنا أن سرّار جهز أوراق فسخ العقد ثم مزقها، هل هذا صحيح؟ -- نعم لأنه أعجب بصراحتي كثيرا أنه رغم أنه لم يوافق على بعض ما قلته، أنا أعرف الوفاق مثلما أعرف بيتنا لأنني فيه منذ 5 مواسم ونصف، وكما يعلم الجميع لم يكن لي أي مشكل مع أي كان، ولم يسبق لي أن تشاجرت ولو كلاميا مع أي شخص في الفريق، وهذا الأمر جعل الجلسة بيني وبين سرّار تكون مليئة الصراحة والجدية. - إذن المشكل الذي جعلتك تفكر في المغادرة سوي؟ -- نعم بعد أن تحدثنا واتفقنا انتهى الأمر بالنسبة لي، فلست من الذين يكثرون الحديث في هذه المواضيع، وبعد الاتفاق الجديد الآن سأركز على المرحلة القادمة. - الاتفاق تزامن مع توقيف البطولة، ما تعليقك على القرار؟ -- قبل كل شيء نحن مواطنون جزائريون، ومصلحة البلاد العليا أهم من لعب كرة القدم في ظروف خاصة، لذلك فالقرار الذي يعود بالفائدة على البلاد هو الأهم، ونتمنى دوما أن تتحسن الظروف المعيشية في بلادنا ويكون بلدنا دوما في أمن وأمان. - وكيف ترى المرحلة القادمة بالنسبة للوفاق؟ -- الوفاق يعيش منذ 5 مواسم تقريبا الضغط نفسه، لأننا نلعب دوما من أجل الحصول على كل الجبهات التي نتنافس عليها، وأظن أننا في البطولة تعثرنا في اللقاءات الثلاثة الأخيرة، أمام الشلف، المولودية والقبائل، والآن نحن أمام فرصة إعادة ترتيب البيت، وتصحيح الأخطاء لأن القادم أصعب بكثير. - تواجد اسمك في القائمة الإفريقية، كان واحد من أهم أسباب رفض الإدارة مغادرتك، فكيف ترى حظوظ الوفاق في هذه المنافسة؟ -- الوفاق توج في السنوات الأخيرة بألقاب كثيرة، لكن اللقب الإفريقي هو الذي ينقص السجل، وأظن أننا في المشاركة الماضية في اكتسبنا التجربة اللازمة، ووقفنا على بعض الأخطاء التي يجب تفاديها وهو الأمر الذي نسعى لتجسيده في المشاركة القادمة في رابطة الأبطال القارية التي تبقى هي الهدف، خاصة أن الجميع وقف على حقيقة أن مازيمبي ليس أفضل منا مستوى، ولكنه أحسن تنظيما. - وماذا يلزم الوفاق للحصول على هذا اللقب؟ -- تضافر جهود الجميع من لاعبين، مسيرين، طاقم في، وأنصار وخاصة الأنصار. - ماذا يجب على الأنصار فعله؟ -- أنصار وفاق سطيف معروفون دوما بأنهم السند المعنوي لفريقهم خاصة في الأوقات الصعبة، وهو ما ساهم في كثير من المرات في تجاوزنا للأزمات بسهولة. ولكن في اللقاء الأخير أمام المولودية أثر شتم فئة قليلة من أشباه الأنصار لنا على تركيز اللاعبين، وأنا هنا أؤكد للأنصار أن شتم أي لاعب ينعكس سلبا على الأداء الميداني، ونحن نحتاج إلى أنصارنا في الأوقات الصعبة مثلما نحتاجهم في الفرح. - ماذا تضيف في الأخير؟ -- الحمد لله أن الأمور سارت نحو البقاء لأنني اعتبر نفسي من أبناء المدينة، فليس من السهل أن تستقر في مكان واحد لمدة 6 مواسم، كانت 5 منها مليئة بالنجاحات والتتويجات. كما أؤكد للأنصار أن أسباب المغادرة قبل التراجعلا تعود للاتفاق مع أي فريق آخر. وأقول لكل من قال عني إني أريد المغادرة لأنني اتفقت مع شباب قسنطينة، أن هذا لم يحدث إلا أنه ليس عيبا بالنسبة لي أن أحمل ألوان شباب قسنطينة حتى لو كان في القسم الثاني، لأنه فريق عريق بجمهور كبير.