رغم الحديث الكثير الذي قيل بخصوص عملية انتقال اللاعبين في الفترة التي تعرف توقف البطولة، أكد رئيس جمعية الشلف مدوار في حديث معه أنه قد يكتفي بضم الكاميروني “بياڤا بوول” إلى جانب المالي “ندياي”، إضافة إلى مهاجم اتحاد العاصمة آيت طاهر الذي يعتبره الفنيون واحدا من الشبان الواعدين، ويبقى تدعيم الفريق بهذه الأسماء معناه التخلي عن ثلاثة أسماء أخرى لأجل بقاء قائمة الفريق مشكلة من 25 لاعبا، وهي التركيبة التي يراها الرجل قادرة على إنهاء الموسم بنفس القوة التي لعبت بها لقاءات المرحلة السابقة، ومن ثم إنهاء المشوار في واحدة من المراتب الثلاث الأولى، في وقت يبقى اللقب حلما يراود الجميع في الشلف. «النتائج المحققة فاقت كل التوقعات” بداية حديثنا مع الرئيس مدوار كانت عن النتائج المحققة في المرحلة السابقة والتي مكنت فريقه جمعية الشلف من التربع في صدارة أول بطولة احترافية في الجزائر بفارق نقطتين عن أول الملاحقين وفاق سطيف، الأمر الذي يسمح للفريق بالعودة إلى أجواء المنافسة بمعنويات مرتفعة بعيدا عن أي ضغط باعتباره مرشح للبقاء لجولات أخرى في ريادة الترتيب، حيث أكد الرئيس عن هذه النتائج قائلا: “إنها فعلا نتائج إيجابية، لكن الحقيقة تقال إنها فاقت كل التوقعات، فالجمعية هذا الموسم لم تعد تكتفي مثلما كان عليه الحال من قبل بالبحث عن النتائج الفورية، فالجميع وقف على الأداء الرائع لجميع اللاعبين على أرضية الميدان والذي يضمن الفرجة، وهو ما كنا نتمنى الوصول إليه لأن في الواقع هذه النتائج هي ثمار عمل امتد على مدار عدة سنوات وهو نتاج الاستقرار الإداري والفني وحتى على مستوى التشكيلة التي يعتقد الكثير أنها تغيرت بنسبة كبيرة، لكن عرفنا كيف نحافظ على لبنتها الأساسية. «من السهل الوصول إلى الريادة لكن الصعب هو البقاء فيها” مدوار واصل حديثه عن النتائج المحققة والمرتبة الطلائعية التي يحتلها الفريق منذ أكثر من شهرين، حيث اعتبر أن الوصول إلى هذا المستوى يستدعي تكاتف جهود الجميع سواء أعضاء الطاقم الإداري أو الفني أو اللاعبين وحتى الأنصار الذين كان لهم دور كبير في تمكن الفريق من إبقاء جميع نقاط اللقاءات المحلية بالشلف، لكن الأمر الذي يراه الرئيس صعبا هو كيفية الحفاظ على هذا الترتيب ومواصلة التربع على عرش البطولة لفترة أطول، حيث قال: “رغم المجهودات الكبيرة التي بذلناها لأجل الوصول بالفريق إلى المرتبة التي يتواجد فيها حاليا، إلا أنني أعتبر الأمر سهلا عندما أقارنه بما ينتظرنا في الفترة المقبلة، فاليوم أصبحنا مستهدفين من الجميع الأمر الذي يجعل مهمة الحفاظ على المرتبة الريادية لفترة أطول هي الأصعب”. «الشلف أصبحت بحاجة إلى ملعب كبير أو توسيع مدرجات بومزراڤ على الأقل” وعند حديثه عن الفرجة وطريقة اللعب المميزة لفريقه هذا الموسم، أعطى الرئيس مدوار كدليل العدد القياسي للأنصار والجماهير الغفيرة التي أصبحت تتوافد على مدرجات ملعب بومزراڤ الذي لم يعد كافيا لاستيعاب أنصار ومحبي الجمعية، حيث قال: “هذا الأمر يجعلنا نتمنى أن تتجسد سياسة رئيس الجمهورية على أرض الواقع ونرى مشروع إنجاز ملعب كبير بالمنطقة، وقبل هذا أتحدث عن ملعب محمد بومزراڤ ومدرجاته القابلة للتوسيع خاصة وأن الملعب واسع والأمر يتطلب فقط دراسة دقيقة لأجل الرفع من القدرة الاستيعابية التي بالإمكان الوصول بها إلى حد الثلاثين ألف متفرج أو حتى الأربعين ألفا. «يجب أن نتأقلم مع توقف البطولة” وعن توقف البطولة قبل نهاية الشطر الأول بجولتين وابتعاد فريقه لفترة تقارب الشهرين عن المنافسة بعد البرنامج الجديد، أكد الرئيس مدوار أنه ما باليد حيلة، وعلى الجمعية والبقية تقبل الأمر، وأضاف: “صحيح هذه المرة التوقف يبدو طويلا لكن علينا التعويض بلعب لقاءات ودية وعلى الجميع أن يفرق بين الراحة الصيفية والراحة الشتوية، فاللاعب اليوم لم يعد بحاجة إلى تدريب شامل بل يكفيه فقط التركيز والاستفادة من نصائح الطاقم الفني قبل العودة إلى المنافسة”. «لم نتصل بشكلام لكننا فكرنا في ضمه” أما عن الاستقدامات والحديث الكثير الذي قيل بخصوص المدافع السابق للجمعية فريد شكلام، أكد مدوار أنه اتصل باللاعب بعد بلوغ مسامعه أن اسمه مدرج في قائمة المسرحين في فريقه اتحاد العاصمة، حيث قال: “من عادتنا ألا نتصل بأي لاعب مرتبط مع فريقه، بمعنى أننا لم نربط الاتصال بلاعب الاتحاد فريد شكلام حتى بلوغ مسامعنا أنه مسرح، وقد فضلنا هذا اللاعب من منطلق أنه ابن الفريق... كنا نريد الحديث معه لكننا أجلنا الأمر إلى حين جلبه وثائقه من الاتحاد، لكن الأمر لم يحصل وإدارة الاتحاد تراجعت عن قرار تسريح اللاعب، لهذا صرفنا النظر عنه”. «لا توجد اتصالات جدية بخصوص سليمي” أما بخصوص المدافع الشلفي عمار سليمي الذي لم يعد مرتاحا في الفريق وهو يفكر بجدية في الانتقال إلى فريق آخر يضمن له اللعب وتطوير قدراته أكثر، ورغم الحديث عن قربه من شباب بلوزداد إلا أن الرئيس مدوار أكد أن الاتصالات بخصوص سليمي لم تكن جدية عندما قال: “إلى يومنا هذا لا وجود لاتصالات رسمية بشأن سليمي، صحيح أنني تكلمت مع رئيس شباب بلوزداد السيد قرباج وكذلك مع رئيس وداد تلمسان ومسؤول من جمعية الخروب، لكن كلها كانت اتصالات غير جدية”. «في حال رحيله، علينا أن نبحث عن البديل” وفي حال رحيل سليمي، سيكون الفريق بحاجة ماسة إلى مدافع محوري خاصة وأنه لا يملك مدافعا بديلا في مستوى زاوي أو ملولي، حيث أكد الرئيس مدوار أنه سيكون في مهمة البحث عن مدافع حتى وإن كان اسما من الأسماء المغمورة في ظل حاجة الفريق الماسة إلى مدافع محوري. «لدينا 25 لاعبا أثبت كل واحد منهم جاهزيته” وعن حاجة الفريق إلى تدعيمات، أكد الرئيس مدوار أن الجمعية تضم 25 لاعبا يتمتعون بجاهزية تامة بعد التحضيرات التي قام بها الفريق، وأضاف: “الحمد لله، أثبت كل لاعب أنه قادر على حجز مكانة ضمن التعداد الأساسي، الأمر الذي جعلنا نفكر في الاحتفاظ بالتعداد الحالي لأننا بحاجة ماسة إلى خدمات الجميع في المرحلة المقبلة، وكما تتبعتم في بعض اللقاءات الأخيرة أثبتت العناصر البديلة التي منحها المدرب فرصة اللعب أنها قادرة على القيام بنفس الدور الذي تقوم به العناصر الأساسية”. «أندياي جاء من أجل التجارب ولا نريد التفريط في بياڤا” وبخصوص المالي “أندياي” الذي التحق بالفريق نهاية الأسبوع، قال الرئيس مدوار إنه قبل بالتحاقه لأجل القيام بالتجارب بعد الإطلاع على سيرته الذاتية التي بينت أنه لاعب مستقبلي كبير، أما عن المهاجم الذي طلبه المدرب إيغيل فقد أكد مدوار أنه خلص إلى نتيجة الاحتفاظ بالكاميروني “بياڤا بوول” القادر على منح أشياء إضافية للفريق، في حين لم تكن هناك عروض رسمية بخصوص الكاميروني الآخر “مونڤولو” الذي أصبحت مغادرته الشلف قضية وقت فقط، حيث قال: “المالي ندياي قدم إلى الشلف من أجل التجارب، أؤكد أن اقتناع إيغيل بإمكاناته يعني أن الفريق ضمن خدمات لاعب مستقبلي كبير، أما عن التدعيمات التي طلبها المدرب والمتمثلة في مهاجم فإننا جددنا عقد بياڤا لثلاث سنوات من منطلق قناعتنا التامة بإمكاناته فهو قادر على إعطاء أشياء إضافية للهجوم الشلفي في حين لم تكن العروض التي وصلتنا بخصوص مونڤولو جدية”. «كأس الجمهورية ليست هدفا لكننا سنلعب لقاءاتها مثل البطولة” الجميع يعرف أن جمعية الشلف تملك في رصيدها تتويجا واحدا بالكأس حققته موسم 2005 أمام اتحاد سطيف حين فازت بهدف وحيد من تسجيل الدولي محمد مسعود، منذ ذلك الموسم لم تذق الجمعية طعم التتويج بالكأس، وأصبح حلم الجميع في الشلف متمثلا هذه المرة في رؤية رفقاء سوداني ينهون الموسم على الأقل بلقب محلي، لكن الرئيس مدوار أكد أن أهداف الفريق تبقى متمثلة في إنهاء الموسم في واحدة من المراتب الثلاث الأولى في البطولة، حيث قال: “بما أننا نلعب 30 مباراة كاملة نعمل على تسييرها لقاء بلقاء وحتى إن كانت هناك أخطاء فإن فرص التدارك متاحة، عكس كأس الجمهورية التي يبقى فيها الخطأ يعني الخروج من المنافسة، لكن رغم هذا إلا أننا سنعطي لقاءات الكأس نفس قيمة لقاءات البطولة مع تمنياتنا أن يكون التوفيق إلى جانبنا ونتفادى سيناريو الموسم الماضي”. «لا أحد بإمكانه إنكار قيمة عمل الطاقم الفني” أما بخصوص المدرب إيغيل الذي يرجع له الكثير من المتتبعين الفضل في النتائج المحققة، فقد قال الرئيس: “من خلال متابعتي الميدانية لتدريبات الفريق والعمل الذي يقوم به جميع أعضاء الطاقم الفني، وقفت على تجاوب اللاعبين مع طريقة العمل، لكن علينا أن لا نجحد قيمة المدرب إيغيل بما أن لمسته أضحت على كل لسان فهو يملك شخصية قوية ومنهجية خاصة في العمل، إذ لا يترك جانبا من العمل إلا ويوليه أهميته، فإضافة إلى العمل البدني الذي لا يهمله يركز إيغيل كثيرا على الجانب الفني والتكتيكي، وتبقى طريقة اللعب وحسن الانتشار في أرضية الميدان خلال اللقاءات الرسمية أفضل دليل، ما نتمناه فقط هو أن يواصل عمله بنفس الطريقة لأننا لا نستبعد تحقيق نتائج أخرى إيجابية في المرحلة المقبلة”. «الإصابة فوتت على غربي فرصة الالتحاق بالمنتخب الوطني” أجاب مدوار على سؤال يتعلق بالأسباب التي حالت دون التحاق المتألق صبري غربي بالمنتخب المحلي في الفترة الأخيرة، حيث قال إن غربي لم يكن محظوظا على الإطلاق وكان من المفترض أن يسجل تواجده مع المنتخب الوطني هذه الأيام على أمل المشاركة في “الشان” خاصة وأن الإصابة التي تعرض لها أمام جمعية الخروب لم تأت في وقتها، وقال: “غربي لاعب أكثر من مميز، له إمكانات تؤهله لحجز مكانة مع المنتخب الوطني للمحليين بكل سهولة، لكنه لم يكن محظوظا عندما تعرض إلى إصابة معقدة في وقت حساس جدا”. «سيعود إلى المنافسة من أوسع الأبواب” وفي الوقت الذي لم يفهم البعض سبب الغياب الطويل لهذا اللاعب ونوع الإصابة التي تعرض لها أمام جمعية الخروب، قال مدوار إنه هو الآخر يتمنى رؤية هذا اللاعب ضمن التعداد الأساسي بالنظر إلى الإمكانات الكبيرة التي يحوزها وحتى طريقة اللعب المميزة التي ينفرد بها، وأضاف: “أؤكد للجميع أن غربي سيعود إلى المنافسة في الفترة المقبلة وسيسجل حضوره في أول خرجة رسمية بما أنه شفي من الإصابة تماما، أعرف أسباب قلق الجميع على هذا اللاعب فهو جيد وبإمكان المدرب توظيفه في المنصب الذي يريده”. «جديات هو اللاعب الذي كان ينقصنا” كما أثنى مدوار على الإمكانات الكبيرة التي أظهرها ابن سور الغزلان جديات منذ أول ظهور له بألوان الجمعية، حيث أصبح يقوم بعمل كبير في الوسط والهجوم ويساهم في بناء الهجمات، ويرى مدوار أن مواصلة جديات الظهور بنفس المستوى من شأنه أن يقود الفريق إلى مواصلة تحقيق النتائج الإيجابية في الخرجات المقبلة نظرا لتفاهمه الكبير مع بقية الزملاء. «لن أدخر جهدا في إقناع اللاعبين بتجديد عقودهم” عكس المواسم الماضية حين كان الرئيس مدوار لا يقبل بجلب لاعبين لا يقبلون التوقيع لموسمين أو أكثر، تعاقد الصائفة الماضية مع عدد مهم من الكوادر والأسماء المعروفة لموسم واحد فقط، وهو ما جعل الجميع في الشلف يرى أن الأسماء التي تمكنت من إعادة بعث مشوارها من جديد في الشلف قد تغادر الفريق الصائفة المقبلة وتتنقل إلى فرق أخرى، لأنه من الطبيعي أن تصلهم عروض من مختلف الأندية أو إغراءات من بعض الرؤساء، لكن مدوار لم يعد قلقا من هذه النقطة حيث تحدث إلينا بلغة الواثق بالنفس وبإمكانية الاحتفاظ بلاعبيه والتجديد لهم لمواسم أخرى، حيث قال: “ليست الشلف فقط التي تضم عددا من الكوادر في نهاية عقودها بل جميع الفرق تضم الكثير من اللاعبين المتواجدين في نفس وضعية لاعبينا، بالنسبة إلينا أعتقد أن الظروف التي يعيشها اللاعبون مع الفريق بعيدا عن المشاكل ستكون كفيلة بأن تجعلهم يجددون، المهم أننا سنعمل على الحفاظ على التركيبة البشرية للفريق والشلف لن تتأثر برحيل لاعب أو لاعبين”. «في الشلف نعامل وكأننا نلعب على ضمان البقاء أو تفادي السقوط” ومن بين النقائص التي يعانيها فريقه ليس هذا الموسم فقط بل منذ مدة، قال مدوار إن المشكل المالي عائق حقيقي يقف دائما في طريق الجمعية، حيث قال: “الجميع يتحدث عن الاحتراف لكن الحقيقة أننا بعيدون كل البعد عن المعنى الحقيقي لهذه الكلمة، وإلا فكيف نفسر اعتماد رائد البطولة الوطنية على مداخيل الملعب فقط، نحن دوما في انتظار الإعانات المالية التي من شأنها أن تعطينا دفعا آخر سواء من قبل الممولين أو السلطات المحلية، ورغم تواجدنا منذ انطلاق الموسم ضمن كوكبة المقدمة إلا أننا نُعامل وكأننا نلعب على ضمان البقاء أو تفادي السقوط”. «التتويج باللقب يبقى حلما يتحقق بوقفة الجميع” صحيح أن الكثير من المتتبعين يعتقد أن حديث الرئيس مدوار أو المدرب إيغيل وحتى اللاعبين عن أمنيتهم في إنهاء الموسم ضمن واحدة من المراتب المؤهلة لمنافسة خارجية هو إبعاد للضغط، لكن الرئيس كان واقعيا إلى أبعد الحدود عندما أكد أن هدفه كان ولا يزال متمثلا في إنهاء الموسم ضمن واحدة من المراتب الثلاث الأولى، وبما أن الحلم حق مشروع فهو يحلم اليوم بلقب البطولة عندما قال: “هدفنا المراتب الأولى، أما اللقب فيبقى حلما ليس للرئيس مدوار بل لكل محب للفريق، أنا متأكد من التتويج بلقب البطولة الوطنية لو يقف الجميع إلى جانب هذا الفريق وتدخل الإعانات في وقتها”.