لا شك أن العديد منا يتذكر المهاجم نذير بن دحمان الذي تألق في منافسة كأس إفريقيا الأخيرة التي خاضها المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة، والتي تمكن فيها من تسجيل خمسة أهداف كاملة مكنت منتخبنا من الوصول إلى الدور النهائي، يطلق عليه العديد من متتبعي كرة القدم في فرنسا اسم “قناص الأهداف” لأنه وبكل بساطة يتمكن دائما من الوصول إلى شباك المنافس لامتلاكه حسا تهديفيا كبيرا، اتصلنا به أول أمس وأجرينا معه حوارا أكد لنا فيه أنه تأثر كثيرا بإبعاده عن التشكيلة الوطنية، وأضاف أنه يعمل ليل نهار ليعود إليها من جديد... مساء الخير (الحوار أجري أول أمس) نذير، معك صحفي من الجزائر، كيف حالك؟ الحمد لله أنا على أحسن ما يرام، أنا عائد إلى البيت لأنني كنت متواجدا مع فريقي الذي تدربت معه مساء اليوم. اختفيت كليا عن الأنظار، في أي فريق تنشط حاليا؟ أنا متواجد حاليا مع “ڤرونوبل” الذي التحقت به منذ سنتين، فقبلها كنت أنشط في “كان”، كما أنني في التشكيلة الأساسية للفريق الثاني الذي سجلت معه لحد الآن 5 أهداف، ثم سجلت 5 أهداف أخرى مع فريق أقل من 19 سنة، أضف إلى ذلك أنني أعمل جاهدا كل يوم لأتمكن من الإمضاء على عقد احترافي مع النادي، لحد الآن كل شيء يسير بصفة طبيعية وقد أكد لي المدرب والمسيرون أنهم ينوون الاحتفاظ بي حيث سأمضي في نهاية الموسم على أقصى تقدير. كنت من أبرز اللاعبين في كأس إفريقيا الأخيرة لمنتخبات أقل من 17 سنة. السبب الوحيد الكامن وراء تألقي في كأس إفريقيا الأخيرة هو أنني لما أكون في المستطيل الأخضر أبذل قصارى جهدي لتشريف الألوان الوطنية، كما أنني لقيت الدعم الكامل من طرف بقية اللاعبين الذين ساعدوني للوصول لشباك مختلف المنتخبات التي لعبنا أمامها، إلا أننا وللأسف تعثرنا في النهائي أمام غامبيا. هذا يعني أنك تريد العودة للمنتخب. أكيد، لأنني عشت معه أياما لا تنسى وكنت سعيدا بتواجدي ضمن التشكيلة الوطنية، كما أنني أعيش دائما على أمل العودة للمنتخب ولما أتذكر ذلك أضاعف التدريبات مع فريقي لتحسين مستواي، وكل ذلك للفت أنظار القائمين على شؤون كرة القدم في الجزائر، حيث أنتظر بفارغ الصبر تلقي دعوة منهم. لكن يقال إنك رفضت الدعوة للعب المونديال بعد منافسة كأس إفريقيا؟ لم أرفض إطلاقا الدعوة للعودة إلى المنتخب، ومن قال ذلك عني مخطئ لأنني أحب وطني وقد أثبت بأنني قادر على التضحية بكل شيء في منافسة كأس إفريقيا التي سبقت المونديال، كما أنني لم أتلق الدعوة من أي طرف للمشاركة في تلك المنافسة الدولية ولا أعلم لم تم إبعادي عن المنتخب بتلك الطريقة، ما أثر فيّ كثيرا وخاصة الكلام الذي قيل عني بعدها حول أنني رفضت الدعوة. ربما لأنك لم تكن جادا، أو أن سيرتك كانت سيئة داخل المجموعة. أنا لم أكن جادا مع المنتخب؟ هذا غير صحيح ولو كان الأمر كذلك لما تمكنت من تسجيل العديد من الأهداف والعمل رفقة بقية اللاعبين للوصول بالتشكيلة إلى النهائي، كما أن مردودي في الميدان في كل المباريات التي خضناها يثبت أنني كنت أكثر من جاد، ولم أفتعل أبدا المشاكل واحترمت كل الطاقم الفني وزملائي كذلك، كما أن تتويجي كأحسن هداف لم يكن بضربة من الحظ بل ناتج عن جديتي في التدريبات والسعي دائما لتشريف الجزائر. هل اتصل بك شخص من الاتحادية الجزائرية للعودة للمنتخب؟ لا لم أتلق أي دعوة، إلا أنني لم ولن أيأس لأنني عازم على العودة والسعي لتشريف الألوان الوطنية في مختلف المنافسات التي سنجريها مستقبلا، كما أن سني الآن 18 سنة، ما يعني أنني ناضج. شكرا نذير نتركك تختم هذا الحوار... لا شكر على واجب، أنا الذي أشكركم على اهتمامكم بي، في الختام أود أن ألقي السلام على كل عائلتي المتواجدة في الجزائر وعلى كافة الشعب الجزائري، كما أتمنى من أعماق قلبي أن يلتفت إلي الناخب الوطني ويوجه لي الدعوة للعودة إلى المنتخب الذي اشتقت إليه كثيرا وتسجيل أهداف أخرى وتشريف وطننا الحبيب في المنافسات القادمة، أنا واثق من إمكاناتي وما يمكن أن أقدمه من إضافة للتشكيلة.