“من دون الحرّاس الأساسيين التسديد من بعيد هو سلاح الفوز” “لم أقل انزعوا العلامات، ووحيد أنا من جلبته للحراش” لا يمكن أن تمرّ علينا مثل هذه المواعيد الكبرى دون أن نعود بذاكرتنا إلى الخلف كي نعرّج على من كانوا يصنعون أفراح “الصفراء” في مثل هذه المباريات المحلية. خالد لونيسي أحد أبرز “الحرّاشية” الذين كانوا بمثابة الشبح الأسود لعميد الأندية الجزائرية، اتصلنا به أمس وعرفنا منه رأيه حول “الداربي” الذي سيجمع الحراش بالمولودية ظهر اليوم بملعب المحمدية. لن نتحدث عن فريقك الحالي أولمبي المدية بل عن فريقك السابق إتحاد الحراش ... يشرّفني أن أتحدث في كل مرة عن “الصفراء” لأنها فريقي الأول كما تعلمون. «الصفراء” تنتظرها مباراة هامة للغاية ظهر هذا الثلاثاء أمام الجار مولودية الجزائر، فكيف تتوقع أن تكون هذه القمة؟ الأمر يتعلق ب “داربي” عاصمي كبير يكتسي طابعا خاصا ويجمع جارين يعرفان بعضهما جيدا، المباراة ستكون صعبة على الفريقين وأتمنى أن تكون شيقة وفي مستوى التطلعات مثلما كانت عليه من قبل، لأن الحراش مدرسة في كرة القدم والمولودية فريق كبير وعريق، في السابق كنا دوما نضمن الفرجة لأنصارنا مهما كان المنتصر في نهاية المطاف، وآمل أن تكون مباراة الغد (الحوار أجري أمس) كذلك. لمن تتوقع أن تعود الغلبة؟ من الصعب التكهن باسم الفائز باللقاء بالنظر إلى توقف البطولة لفترة طويلة فضلا على أنها مباراة محلية يحدث فيها كل شيء، لكني ومع ذلك أرشّح الحراش للفوز بنقاط اللقاء لأنها قوية للغاية فوق ميدانها وصعبة المراس أمام جمهورها الغفير. أمام “الكواسر” أنا متأكد من أنّ “الصفراء” ستفوز ولا أحد يقوى على الصمود في وجهها بالمحمدية. خلال توقف البطولة المولودية خاضت مباراتين لحساب رابطة الأبطال الإفريقية عكس الحراش التي اكتفت باللقاءات الودية فقط، ألا ترى أن ذلك في مصلحة “العميد”؟ صحيح ما تقول، المولودية ربحت مباراتين في الأرجل لحساب رابطة الأبطال الإفريقية لكن هذا لا يعني أنها ستفوز لا محالة، لأن “الصفراء” هي الأخرى خاضت عددا كبيرا من المباريات الودية التي حضّر من خلالها اللاعبون لما ينتظرهم خلال مرحلة العودة، لذلك أؤكد مجددا أن الحراش ستفوز لا محالة. الفريقان سيخوضان اللقاء بدون الحارسين الأساسيين ولا حتى بديليهما المباشرين بسبب تواجد زماموش ودوخة في السودان وتسريح بوهدة من جانب المولودية وإصابة ليمان من جانب الحراش، ألا ترى أن ذلك عائق للفريقين؟ بطبيعة الحال سيكون عائقا كبيرا لاسيما أن وزن دوخة وزماموش ثقيل في التشكيلتين، غيابهما سيكون مؤثرا للغاية على فريقيهما وأتوقع أن يجد البديلان صعوبات جمة في فرض نفسيهما بالنظر إلى نقص خبرتهما في مثل هذه المباريات المحلية ونقص المنافسة الذي يعانيان منه، هل سبق أن خاض الحارس البديل للحراش مباراة ما هذا الموسم؟ أكيد لا، وهل سبق لحارس المولودية أن لعب أيضا؟ أكيد لا، الوضعية ستكون صعبة للحارسين. وستكون سهلة ربما للمهاجمين. لا أقول إنها ستكون سهلة لكن في اعتقادي أن من يسدّد كثيرا ستكون حظوظه وفيرة في التسجيل والفوز أيضا. هل تتوقع أن تجري المباراة في روح رياضية عالية في ظل توتر العلاقات بين أنصار الفريقين؟ كفانا عنفا، نحن في 2011 وعلى الجميع أن يتحلوا بالروح الرياضية لأنها مجرد مباراة في كرة القدم، وعلى اللاعبين، المدربين والمسيرين أن يكونوا قدوة للأنصار في المدرجات حتى يتفادوا أعمال العنف، ثم أن الحراش والمولودية جاران وأحباب وعليهما أن يضعا الخلافات جانبا ويضمنا لنا كرة استعراضية فوق الميدان والفائز هنيئا له. البعض لا زال يذكر حتى الآن أن لونيسي ووحيد هما سبب ما يحدث اليوم بسبب تبادلكما التصريحات النارية سنة 2002، ما رأيك؟ هي تهم ألصقت بنا فقط، أنا لم أقل ذلك الكلام قلت أرغب في عدم رؤية رايات المولودية في المدرجات وأرغب في عدم رؤية أنصار المولودية هناك أيضا لأن المولودية في تلك السنوات كانت قوية بأنصارها وكنت أرغب في أن تُحرم من ذلك الدعم فقط، أنا لم أقل للأنصار انزعوا العلامات واطردوا أنصار المولودية من المدرجات، وصدقني أننا حتى لو واجهناهم في تلك السنة بملعب 5 جويلية كنت سأقولها لأني أعلم جيدا ما الذي تعنيه المولودية بدون أنصارها وما الذي تساويه بهم. وحيد خلال تلك الفترة زاد الطينة بلّة بالرد عليك بالطريقة نفسه. وحيد حزّ في نفسه أني انتقدت جواد عبر وسائل الإعلام فردّ عليّ، ومع ذلك أعتقد أن تصريحاتنا لم تفسد العلاقات بين الطرفين بل زادت “الشحنة” وحلاوة “الداربي” فقط، يا أخي لسنا مجانين حتى نحرّض الناس على القتال، تصريحاتي لم تُفهم يومها وأوّلتها وسائل الإعلام وفقط. بعد ذلك من الصدف أن وحيد لعب عندك وفي الحراش أيضا. أنت ترى معي أن كرة القدم تجمع أكثر مما تفرّق، وحيد بعد ذلك بموسمين جلبته للحراش وتفاوضات له مع الرئيس حول أمواله ومنحته شارة القائد وأدى موسمين في المستوى معنا وتوقف بعد ذلك عن ممارسة كرة القدم، أنا أحبه ولا أكن له أية ضغينة ولو كان هناك حقد أو كراهية بيننا لما أتيت به إلى “الصفراء” ولما قبل أيضا باللعب عندنا. لو كنت لاعبا لحد الآن هل كنت سترغب في لعب مباراة الغد؟ أجل، لأني أحب المباريات الكبيرة لاسيما تلك التي تجمع بين الحراش والمولودية لأنني أجد حلاوة في لعبها. خلال الحقبة التي كنت فيها لاعبا الحراش سيطرت على المولودية وكانت تفوز عليها في كل مناسبة، فما السر في ذلك؟ لا يوجد سر ولا هم يحزنون، كنا محفزين للغاية كلما نلعب مباراة محلية لاسيما أمام المولودية أو مختلف الجيران في العاصمة، كانت تحدونا رغبة قوية في تحقيق الانتصار في كل مناسبة وكان لنا ذلك في معظم المباريات التي لعبناها معهم. أنت أيضا كنت تتألق وتسجل عليهم كثيرا، فما السر؟ مباريات الحراش و«العميد” تستقطب أنصار الفرق الأخرى واهتمام الإعلاميين والفضوليين واللاعب يسعى خلالها دوما إلى إعطاء كل ما عنده حتى يلفت الانتباه إليه، أنا شخصيا كنت أتحفز بمجرد أن يصل موعدها وأحضر لها كما ينبغي وقوتي آنذاك كانت عندما أحصل على الكرة فضلا عن الشجاعة التي كنت أتحلى بها فوق الميدان، كنت “حار” أيضا وحتى في أحلك الأوقات التي كانت يمر بها فريقي كنت أتولى مهمة قيادته نحو الفوز بالتسجيل أو بالتمرير، وعلينا الاعتراف أيضا بأن المولودية فريق كبير وأي لاعب يسعى إلى التألق أمامها. في الأخير ما الذي تتمناه في هذا اللقاء؟ أن تكون الروح الرياضية فوق الميدان والمدرجات هي المنتصرة وأن تعود الغلبة للأفضل، ولو أنكم تعرفون أن قلبي يحن للحراش التي أرشحها للفوز بطبيعة الحال، وأعيد وأكرر مرة أخرى لمن حاولوا اتهامي أنا ووحيد، نحن لم نفعل شيئا وبعض الإعلاميين هم من أشعلوا نار الفتنة، تبادلنا التصريحات وهذا من حقنا، هذا أمر منطقي في مباراة محلية حتى تكون الإثارة والشحنة فوق الميدان، أنا كنت أقول دوما عندما كنت لاعبا لأي منافس لي “تبكي يماه وماتبكيش يما” لكني كنت أيضا من دعاة الروح الرياضية بين الفرق والأنصار، ومن محبي الكرة الاستعراضية التي أتمنى أن تكون حاضرة هذا الثلاثاء بين الحراش والمولودية. ---------------- حدث هذا صبيحة أمس... لجنتا أنصار المولودية والحراش اجتمعتا في الرابطة ولم تتفقان كان الموعد صبيحة أمس بمقر الرابطة الوطنية مع اجتماع لجنتي أنصار المولودية والحراش بدعوة من هيئة مشرارة التي حاولت تهدئة النفوس قبل موعد اليوم، ولكن حسب ما علمته “الهدّاف” من مصادرها الخاصة فإن الطرفين افترقا دون التوصل إلى أرضية اتفاق بعد أن رفض الحراشية تخصيص مدرجات ل«الشناوة”، وقد أكد ممثل لجنة أنصار الإتحاد أنه لا يمكن أن يضمن لأنصار “العميد” أكثر من 50 تذكرة، وهو ما اعتبرته لجنة أنصار “العميد” إهانة وأكدت أنها تفضل عدم وجود أثر ل«الشناوة” في المحمدية على أن يتنقل 50 مناصرا فقط. وقد توعدت نظيرتها الحراشية بأنها ستعاملها بالمثل في مباراة الإياب التي ستجرى في بولوغين بنسبة كبيرة كما أكده غريب في أكثر من مناسبة. --------------- بن علي: “أتوقع تعادلا 2-2 وأتمنى عودة كل مناصر سالما لبيته” «ملعب الحراش كان يخرج عليا وكنت محل احترام الحراشية” «على الأنصار الاقتداء باللاعبين وأن يتحلوا بالروح الرياضية” أخبرنا، ماذا يعمل بن علي بعد اعتزاله الميادين؟ أنا حاليا أشرف على براعم المولودية، كما أنني بصدد تحضير شهادة مدرب من الدرجة الثانية حيث أعتزم أن أتحول إلى هذه المهنة ولكني أفضل عدم اختزال المراحل وذلك من خلال كسب الشهادات التي تؤهلني للتدريب في المستوى العالي. لقد اتصلنا بك من أجل معرفة رأيك بشأن الداربي أمام الحراش (الحوار أجري أمس). المباراة ستكون صعبة بالنسبة للفريقين بعد فترة توقف المنافسة، ولكن الأفضلية لصالح المولودية التي لعبت مباراة في كأس إفريقيا والتأهل سيكون مفيدا لها من الناحية المعنوية، كما أنها استفادت من تربص بإسبانيا سمح لها بالتحضير الجيد لموعد استئناف البطولة، عكس الحراش التي بقيت دون منافسة لعدة أسابيع ما قد يؤثر في مردود لاعبيها. إذن أنت متفائل بقدرة المولودية على العودة بنتيجة من ملعب المحمدية. لا يمكن في المواجهات المحلية التنبؤ بمن سيكسب نقاط المباراة لأنها تلعب على بعض التفاصيل، أؤكد أن من يتحكم في أعصابه في الداربيات هو الذي يخرج عادة منتصرا. ولكن الحراش ستستفيد من عاملي الملعب والجمهور، ما قولك؟ أنا شخصيا أعرف ضغط ملعب الحراش وبالتأكيد هو عامل في صالح الفريق المستقبل، ولكن على لاعبي “العميد” أن لا يكترثوا بما يحدث في المدرجات ويركزوا على ما يجري داخل الميدان لأنه سيكون الفاصل في مثل هذه المباريات. على ذكر ملعب المحمدية، لقد كنت وراء هدف مباراة بولوغين الذي مكنكم من الصعود إلى القسم الأول منذ 8 سنوات، ألا تعتقد أنها سبب الشحنة بين أنصار الفريقين؟ في تلك السنة تمكنت من توقيع هدف في الحراش وهدف الفوز في بولوغين، وبالمناسبة أؤكد أنني أحب اللعب في هذا الميدان منذ أن كنت في الشلف، حيث فزت بكأس الجزائر للأواسط في هذا الملعب وكنت ألعب مواجهات كبيرة كلما ألعب في المحمدية، أما عن مباراة القسم الثاني فأظن أننا تجاوزنا تلك الأزمة والشحنة التي حدثت بسبب الصراع على الصعود ولكني أود الإشارة إلى أمر مهم... تفضل. لم يسبق للاعبين داخل الميدان أن اشتبكوا أو حدثت مناوشات بينهم، بل أؤكد أنه كانت تجمعنا علاقة جيدة بكل لاعبي الحراش وأتمنى بالمناسبة أن يكون 22 لاعبا خلال المباراة في مستوى الحدث ويتحلوا بروح رياضية حتى لا تخرج المواجهة عن الإطار الرياضي ولا نعود للوراء... لابد أن ننسى تلك الشحناء الغريبة عن أنصار الفريقين. أنت من اللاعبين الذين يقدرهم الجمهور الحراشي بدليل أنك كدت تلتحق بهذا النادي في العام الموالي لصعود المولودية، ما قولك؟ كانت لدي علاقة مميزة مع لاعبي الحراش منذ كنت لاعبا دوليا في الأشبال، كما كنت أحترم أنصارهم الذين كانوا يبادلونني نفس الاحترام ولم يكن لدي أي مشكل معهم طيلة مشوار الكروي، وأؤكد أنني تلقيت عرضا من المسيرين للعب في الحراش ولكني فضلت البقاء في المولودية التي كانت ثاني فريق لعبت فيه بعد الشلف، إلا أنني كنت سأقبل اللعب في الحراش في ظروف أخرى لأنه فريق يلعب كرة نظيفة. وما رأيك في تشكيلة الحراش لهذا الموسم؟ الحراش أفضل فريق يلعب كرة نظيفة ويحسن لاعبوه إخراجها بطريقة منظمة و«يحطو البالون” مقارنة ببقية الفرق، لقد تمكن المدرب شارف من تكوين فريق له طريقة لعب رغم تغيير التعداد في كل موسم، لقد قام بعمل كبير في السنوات التي أشرف فيها على هذا النادي وهو نفس الحال مع المدرب “ميشال” الذي يملك لمسته في طريقة لعب المولودية. إذن سيكون لكلا المدربين لمسته في هذا “الداربي”. بالطبع، سيكون للجانب التكتيكي دور كبير في تحديد هوية الفائز. ولكن المباراة ستعرف غياب الحارسين الأساسيين زماموش ودوخة، هل سيؤثر ذلك على مجرى اللقاء؟ لا يهم في “الداربي” من يلعب ومن يغيب، أظن أن اللاعب البديل يستغل الفرصة ليبرز في مثل هذه المباريات، واللقاء أكرر أنه سيعود لمن يتحكم في أعصابه. وما هو سلاح “ميشال” لتحقيق نتيجة في الحراش؟ نملك في المولودية لاعبين لهم خبرة في مثل هذه المباريات على غرار بابوش لمواجهة ضغط الحراش، وحتى الشبان لعبوا الموسم الفارط مثل هذه المباريات، أطلب من أشبال “ميشال” التركيز طيلة التسعين دقيقة على ما يجري في الميدان. ما هي رسالتك للأنصار؟ يجب على أنصار الفريقين أن يكونوا في مستوى ال 22 لاعبا لأنني أدرك أن اللقاء سيجري في روح رياضية بين اللاعبين كما حدث في السابق، أمنيتي أن نشاهد تسعين دقيقة في المستوى ويعود كل مناصر لبيته سالما لأن ذلك أهم من نتيجة مباراة في كرة القدم. ماهو سبب تدني مستوى الداربيات برأيك في المواسم الأخيرة؟ أعتقد أن المشكل في عدم الحضور الجماهيري المكثف لأنك كلاعب عندما تدخل ولا تجد المدرجات مكتظة ستلعب “الداربي” وكأنها مواجهة عادية، وفي حال كان الحضور قويا فإن الحماس في المدرجات سيحفز اللاعبين ويرفع من نسق المباراة. ما هو توقعك بنتيجة هذا “الداربي”؟ أتوقع تعادلا (2-2) يمتع فيه لاعبو الفريقين الجمهور بالفرجة والأهداف.